تناول برنامج خاص في تلفزيون البحرين مساء الخميس 12 نوفمبر 2020 حول فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، إلقاء الضوء من خلال التقارير واللقاءات على شخصية ملهمة في تاريخ البحرين، وما الحزن على هذا الخطب الجلل إلا تعبيرًا عن المحبة الكبيرة لأبناء البحرين تتلخص في قربة من البسطاء ومعالجة مشاكلهم ما جعل علاقته رحمه بالله بالمواطنين قائمة على المودة والمشاعر الصادقة، فقد كان ذا مكانة سامية ومرتبة دولية رفيعة، واكتسبت البحرين تحت ظله الوارث أمنًا وأمانًا ورخاءً وازدهارا.

ورفع رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح التعازي إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، وإلى أبناء الفقيد الكبير وأحفاده وأفراد العائلة المالكة الكريمة وإلى شعب البحرين، وزاد الصالح قوله :"هي إرادة الله ولكل أجل كتاب.. لقد غادرنا بجسده وسيبقى معنا بروحه وإنجازاته، وسيبقى رمزًا خالدًا بسيرة البذل والعطاء والخير من أجل بلده".

ووصف الراحل الكبير بأنه كان قائدًا حكيمًا أعطى من جهده الكثير لخدمة مليكه ووطنه وشعبه تاركًا إرثًا من الإدارة الحكيمة، وعزز مكانة البحرين بين دول العالم، فقد عرفت الفقيد الكبير طيلة العقود الخمسة الماضية، وكنت على صلة قريبة منه وعرفت معدن هذا الرجل العظيم، وأخلاق القيادة التي يتمتع بها وهي قيادة نادرة أتت في وقت كانت تحتاج البحرين لقيادته.

وعبر بالقول :"هذا القائد العظيم الذي استوعب دروس التاريخ، وضرب في أعماق الأحداث التي مرت في الحاضر واستشرف آفاق المستقبل، رالطريق الذي وضع البحرين على خارطة الأمن والاستقرار والتنمية، فعاضد سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وسار على ذات المنهج مع جلالة العاهل المفدى مساندًا، وقد عهدناه يتمتع بالتواضع حيث كان قريبًا من أبناء وطنه صغيرهم وكبيرة، في أحزانهم وفي أفراحهم، وكان يلتقي بهم في مجلسه العامر ويستمع إلى قضاياهم وشكاواهم، وكان رجلًا يحب الدعابة، وكنا حين نجتمع في مجلس الوزراء وتكون أمامنا مشكلة، كان يضفي على الاجتماع روح الاطمئنان، ويقول أنه ليس هناك تحد نحن لسنا قادرون على حله، ولكل صعوبة طريق للحل.

وتناول تقريرًا في إطار البرنامج الإضاءة على الصحف المحلية التي توشحت بالسواد معلنةً عن الحزن العميق والكبير الذي أثر على كل الكلمات والحروف التي كتبت لترثي الفقيد، فالأمير الراحل حمل المملكة والشعب في قلبه، وحمله الوطن كله عشقًا، ويعبر رئيس مجلس إدارة صحيفة "البلاد" الكاتب عبدالنبي عبدالله الشعلة، رأيت المكانة والتقدير على المستويات الدولية من خلال تفاعل رؤساء وقادة دول العالم مع سموه، وحجم التقدير والإكبار وحصل عليه من مؤسسات المجتمع الدولي ومن المنظمات الدولية المعروفة، وأكتفي بالإشارة إلى عام 2007 حينما منح سموه جائزة الشرف الكبرى للتنمية الحضرية والإسكان، وهذا تقدير وإكبار من المجتمع الدولي لما أنجزه لهذا الوطن في مجالات التنمية البشرية المستدامة.

وأشار إلى أن الفقيد الكبير رحمه الله حرص على زيارة الكثير من الدول، ويزور رؤساء تلك الدول بزيارة البحرين، وبرنامج سموه حافلًا بالزيارات واللقاءات واستقبال الوفود، ويحرص كبار زوار البلد، وهذا كله انعكس على مكانة وسمعة البحرين، ورأيت بأم عيني كيف قادة الدول يستقبلون سموه على أعلى مستوى وحتى في الزيارات غير الرسمية لدول شرق آسيا والدول الأوروبية، وأتذكر لقاء مع تيريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا الأسبق التي حصرت على لقاء سموه على الرغم من انشغالها، وهذا المقام وجدناه من جانب رؤساء الدول في استقبال سموه.