+A
A-

الظهراني: البحرين فقدت أحد أهم أعمدتها التي قام عليها بناءها

فقدت البحرين أحد أهم أعمدتها التي قام عليها بناء مملكتنا الغالية وازدهارها طوال العقود الماضية وأدار بكل اقتدار وإخلاص عجلة التطوّر والنهضة التي نشهدها الآن في كل مكان بمملكتنا الغالية ، ولايمكن أن نجد أي إنجاز إلا ولسموّه يد أو إسهام وغرْس فيه.

رحل الأمير الإنسان الذي لازم المواطنين في همومهم وتفاعل مع مشكلاتهم ، لصيقاً بيومياتهم متابعاً لأحوالهم وحريصاًعلى تذليل أية صعوبات أو عقبات تقف ضد طموحات المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم ، حتى أصبح مثل الوالد والأخ ، والملاذ والمرجع . التقى على محبته الجميع ، صغيرهم وكبيرهم .

بالنسبة لي كان سموّه رحمه الله بمثابة الأخ والعضيد الذي ما أن تلتقيه حتى تشعر بحب البحرين وتعرف قيمة التضحية لأجلها وترى فيه الدافع للعمل والنموذج الأمثل الذي لايمكن أن ننساه في البذل والعطاء من أجل خدمة الوطن والمواطنين والسهر على قضايا البلد ، لايكلّ ولايمنعه تعب أو مرض من هذا الحرص والمتابعة التي يصعب أن نعرف أحد يمتلك مثل هذه الروح البناءة .

جمعتني به مسيرة عمْر ، كنت مطلعاً على الكثير من أعماله وشاهداً على إنجازاته في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية  رحمه الله حتى استحق أن يكون أحد القامات الرئيسية في بناء نهضة البحرين والحاضر الذي نعيشه الآن.

وإبّان رئاستي لمجلس النواب لمدة اثني عشر عاماً ، كان سموّه رحمه الله متابعاً لأعمال المجلس ، لكل أعمال المجلس ، صغيرها وكبيرها . يعمل باستمرار على تذليل أية صعوبة تقف دون تحقيق التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية . كان يباشر موضوع هذا التعاون بنفسه ، لايتهاون فيه إطلاقاً .بل شهد المجلس النيابي العديد من الزيارات المفاجئة لسموّه رحمه الله حينما تطرأ أية مشكلة أو عارض في العلاقة بين النواب والحكومة ، ويبادر لحلّها كوسيط حريص على نجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدّى .

أما مجلسه الأسبوعي ؛ فكان كالمجلس الاستشاري الذي يجتمع فيه سموّه رحمه الله بمختلف فئات الناس ومستوياتهم ، يسمع منهم ، ويقترب من قضاياهم ، يرصد طموحاتهم ، يتبادل الأفكار والمقترحات معهم . كان الكثيرون يعتبرون مجلسه مدرسة يتعلّمون فيها حبّ الوطن ويرون حرص القائد على بلده ومتابعته لشؤونهم ، ويعرفون في شخص سمو الأمير خليفة بن سلمان الأب الذي يمدّهم بعطفه وحنانه الذي أعرف أن فراقه اليوم قد أبكى القلوب وسالت له الدموع من مآقي العيون . رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . وإنا لله وإنا إليه راجعون .

خليفه بن أحمد الظهراني