العدد 4410
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
الفازة الزرقاء
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020

تبدو علاقة اللون الأزرق الذي تتضمنه رمزية موضوع اليوم محورًا للحديث عن تلك الفازة التي بدت جامدة الحركة فوق ذاك الرف، لا معنى لها سوى أنها نقشت بتعابير جميلة جعلتها تتحدث بلغة تصويرية تصل إلى قلب يعشق التفاصيل التي تروي الحس البشري بمشاعر ترتبط بالقيمة المعنوية لذلك الرمز.

في هذا المشهد يتداعى أمامنا الشكل واللون لمساعدتنا على صقل مشهد آخر أكثر قيمة من مجرد وجود الفازة في مكانها، فماذا لو ملأنا تلك الفازة الزرقاء باختيارات من الورود؟ هنا علينا أن نتقدم خطوات نحو اختيار الأشكال والألوان، قد يكون الأمر عسيرًا في البداية خصوصا إن أردنا جعلها أجمل مما كانت عليه. في هذه الحالة لا ينصحنا خبراء تنسيق الورد بالاستعجال أبدًا، فكما لديهم ذاك الحس والخيال لرسم معالم الصورة النهائية، فلن نصل معهم لتلك الصورة في نفس الوقت لأننا لن ندركها إلا في النهاية وبعد المرور بالتجربة، إذ نحتاج تلك المهارة التي تمتلك القدرة على التخيل وانتقاء أنواع وألوان تصنع توليفة بين الفازة الزرقاء والورد.

لذلك تبدو رمزية اللون الأزرق انعكاسًا لمدى الحكمة في عقولنا والثقة فيما نصنع من قرارات، أنا شخصيًا أمسكت بتلك الفازة الزرقاء إعجابًا عندما رأيتها للمرة الأولى وأعدتها إلى الرف الذي كانت عليه مباشرة، لكنني واصلت عملية التفكير نحو نقلها لرف آخر بمضمون مختلف، وكنت أعي صعوبة الأمر في البداية بسبب دقة التعابير الجميلة في تلك الفازة، ما جعلها تحفة فنية نادرة، ماذا نفعل في هذه الحالة؟ حتمًا تمر علينا في حياتنا مواقف كثيرة نحتار فيها ويصعب علينا الاختيار، لذلك وجب علينا تعلم لغة الورد كي نجمل كل ما هو جميل بالأجمل، والمغزى هنا لنا نحن أصحاب العقول النيرة إن أردنا لعقولنا حسن البناء والقوة، فالأمر لا يحتاج فقط بعض الوقت، بل التمعن وزيادة الاهتمام، فكما نجد اللون الأزرق في السماء والبحر فقد يصعب أن نراه في أشياء أخرى كثيرة مثل الزرع والطعام، لذلك يكون نجاحنا في الحياة مرتبطًا بوجود الرمز في حياتنا الذي يمثل الرؤية النيرة التي تساعدنا دائمًا في تحديد اختياراتنا، كمنسق الورود تمامًا بما لديه من فن وخبرة في جعل الفازة أجمل مما كانت عليه، فالحكمة هنا في حسن اختيارنا للورود التي نجمل بها القرارات في حياتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية