العدد 4405
الخميس 05 نوفمبر 2020
banner
ياسمينيات ياسمين خلف
ياسمين خلف
لنكن مسؤولين
الخميس 05 نوفمبر 2020

أولياء الأمور في محنة، والبيوت لم تعد كما كانت، الفوضى – والارتباك - في عملية التعليم عن بُعد يدفع الأهالي ثمنها اليوم من أعصابهم وصحتهم.. معاناة ستستمر كما يبدو، طالما أن الجهات ذات العلاقة لا تقوم بمسؤوليتها الاجتماعية.

البنية التحتية لشبكة الاتصالات ليست بالشكل المتوقع والمأمول، فلا تزال بعض القرى خصوصا وبعض المناطق الأخرى بالمملكة تعاني من ضعف الإرسال، فيقع طلبة تلك المناطق في “حيص بيص” عندما يتوقف البث فجأة، أو يتذبذب بين الفينة والأخرى بين البث والتوقف! ومن سيلوم الطلبة حينها إن لم ينتظموا في حضور حصصهم تلك، وفضلوا اللعب أو النوم على حضور حصص جلها انتظار لا طائل منه!

شركات الاتصالات معنية اليوم أكثر من أي وقت مضى بأهمية تفعيل دورها ومسؤوليتها الاجتماعية في تقوية شبكات اتصالاتها، والرأفة بالأهالي عند إصدار الفواتير نهاية كل شهر، ومتاجر بيع الأجهزة الإلكترونية هي الأخرى عليها أن تخاف الله في الأهالي، فليس من المعقول استغلال حاجة الطلبة للأجهزة ورفع الأسعار بشكل جنوني للتكسب في مرحلة حرجة كالتي نمر فيها اليوم.

المشاكل الفنية في مواقع المدارس لا يزال آلاف الطلبة يجأرون منها، فلا هم قادرون على حلها، ولا أهاليهم الذين إما أنهم أميون في التكنولوجيا أو أقل معرفة بها أصلاً من أبنائهم، فيقفون عاجزين عن حلها، فالثقافة التقنية والتكنولوجية محدودة لدى السواد الأعظم من الأهالي، الذين هم أصلاً مشغولون خلال الفترة الصباحية بكسب أرزاقهم خارج المنزل، فلا يملكون حينها حيلة لإنقاذ أبنائهم من تلك المشاكل، فيضربون كفاً بكف، والطامة إن كان الأبناء في عهدة الجدة التي لا حول لها ولا قوة أمام تكنولوجيا لا تفقه فيها شيئاً.. هذا غير عدم ملاءمة جل مساكن الطلبة للتعلم المنزلي الإلكتروني لضيق مساحتها مقارنة بعدد الطلبة الأبناء فيها.

المضحك المبكي إن كان الطلبة يتفوقون تكنولوجياً على أساتذتهم، فيعمدون إلى طردهم من الحصص، ليبقى الطلبة وحدهم على تلك البرامج يضحكون ويتندرون على أستاذهم المطرود.

 

ياسمينة:

ما نمر به من مرحلة استثنائية انتقالية تحتاج وقفة مسؤولة وإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية