+A
A-

بورصة نيويورك تخطف تاج الطروحات الأولية بالولايات المتحدة... ماذا حدث؟

تتجه بورصة نيويورك للتويج بتاج الطروحات الأولية في الولايات المتحدة من منافسها اللدود بورصة ناسداك مع ارتفاع مطرد في عدد الشركات الراغبة في بيع حصة من أسهمها وعلى وجه التحديد الشركات ذات الغرض الخاص، التي تشهد طروحاتها قفزة بأسواق المال الأميركية.

ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن الشركات جمعت نحو 66 مليار دولار من خلال الطروحات الأولية في بورصة نيويورك هذا العام مقابل نحول 61 مليار دولار للشركات في بورصة ناسداك، بحسب بيانات Dealogic .

وترجع القفزة في حجم الطروحات الأولية في بورصة نيويورك إلى ارتفاع مطرد في عدد شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص أو ما يصطلح على تسميتها SPAC إذ مثل ذلك النوع من الشركات نحو ثلثي الطروحات الأولية في بورصة نيويورك هذا العام فيما بدا أنه أحد أكثر الأعوام نشاطا لطروحات ذلك النوع من الشركات.

وجمعت البورصتان نحو نفس العدد من الشركات من تلك الفئة ولكن قيمة الطروحات في بورصة نيويورك كانت ضعف القيمة في منافستها ناسداك مع صفقات طرح من العيار الثقيل على غرار طرح شركة Pershing Square التابعة لقطب الأعمال الأميركي بيل أكمان

ما هي شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص؟

تعرف شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص على أنها شركات يتم إنشاؤها على وجه التحديد للاستثمار في أسواق المال إذ تعتبر تلك الشركات كيانا مدرجا في سوق المال من أجل الاستحواذ على شركات أخرى وإتاحة أسهمها للمستثمرين، ولا يوجد لدى تلك الشركات عمليات تجارية وتجمع رأسمالها بالكامل من خلال الطروحات، بحسب موقع Investopedia.

ويطلق على تلك الشركات أيضا Blank Cheque Companies أو شركات "الشيك على بياض" ويعود هذا الأمر بالأساس إلى عدم إطلاع المستثمرين على الخطط المستقبلية للشركة، وبالتالي عدم معرفة كيفية استثمار أموالهم وهو ما يعادل منح تلك الشركات شيكا على بياض من قبل المستثمر في إشارة إلى المخاطر التي تتضمنها عمليات الاستثمار في تلك الشركات.

ازدهر هذا النوع من الشركات بقوة في ثمانينيات القرن الماضي ولكنه عاد للظهور في الآونة الأخيرة مع سيولة قياسية بالأسواق بفعل حزم التحفيز التي اتخذتها البنوك المركزية الكبرى حول العالم وفي مقدمتها الفيدرالي ما حدا بالمستثمرين البحث عن شركات ذات فرص نمو تمثل خيارا أفضل للمستثمرين الباحثين عن تحقيق عوائد جيدة.

عام ساخن

ومثلت شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص نحو 50% من إجمالي الطروحات الأولية بأسواق المال الأميركية خلال العام الجاري بعد نشاط ضعيف للغاية على مدار السنوات القليلة الماضية.

ويقول مختص في الشؤون القانونية لدى مكتب محاماة Ropes and Gray، والذي ساعد عشرات الشركات من ذلك النوع في الطرح بأسواق المال هذا العام، "لقد بذلت بورصة نيويورك جهوداً مضنية لجذب ذلك النوع من الشركات... لقد نجحوا في الأمر في نهاية المطاف".

ويأتي تفوق بورصة نيويورك هذا العام بعد أن أزاحتها بورصة ناسداك العام الماضي من على عرش الطروحات العامة الأولية للمرة الأولى منذ 2012 وسط سباق محتدم بين السوقين لاجتذاب المزيد من الشركات الباحثة عن التمويل من خلال أسواق المال الأميركية.

وبخلاف شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص، جمعت الشركات في بورصة نيويورك نحو 40 مليار دولار مقابل نحو 25 مليار دولار جمعتها الشركات في بورصة ناسداك.