+A
A-

يعقوب يوسف لـ "البلاد": لا مخصصات للاتحاد ونعقد الاجتماعات في المقاهي

لدى بعض الفنانين المؤثرين حب الزعامة والمصلحة الشخصية

هل المسرح ضمن خارطة الثقافة في مملكة البحرين؟

نحن بحاجة لوضع رؤية واضحة للمسرح

هناك قلة وعي في الوسط المسرحي بأهمية الاتحاد

دور الإذاعة والتلفزيون في دعم المطربين أصبح هامشيا

قال الفنان يعقوب يوسف رئيس اتحاد جمعيات المسرحيين لـ "البلاد" إن الاتحاد لم يحصل على مستحقاته المالية من هيئة الثقافة والآثار أسوة بالجمعيات والمسارح الأهلية الأخرى، كما لا يوجد للاتحاد مقر مجهز بأبسط متطلبات العمل الإداري، ولهذا فهم يقيمون اجتماعاتهم وأنشطتهم إما في مقار المسارح الأهلية أو في بعض المقاهي.

من جانب آخر، ذكر يعقوب يوسف أن هناك الكثير من المعوقات التي تواجه الفرق المسرحية والمسرحيين تتمثل في شح الموارد المالية وعدم وجود قاعات للتدريبات والعروض المسرحية وغيرها.

وفيما يلي نص حوار المليء بالصراحة مع الفنان يعقوب يوسف:

ما إنجازات اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين منذ تأسيسه العام 2018؟

سعى اتحاد جمعيات المسرحيين منذ تأسيسه لتحقيق بعض الأهداف التي نص عليها النظام الأساسي للاتحاد كالتنسيق بين المسارح الأهلية واختيار العروض لتمثيل مملكة البحرين في المهرجانات الخارجية، إضافة إلى حل بعض المشكلات التي واجهت المسارح الأهلية، ومنها مشكلة إخلاء المقار، حيث تم عرض المشكلة على هيئة البحرين للثقافة والآثار؛ للحصول على مقار بديلة. كما أن الاتحاد قد أشرف على تنظيم مهرجان البحرين المسرحي الأول الذي حظي بدعم الهيئة العربية للمسرح ضمن مبادرات صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لدعم المهرجانات المسرحية العربية. وأقام الاتحاد خلال هذا المهرجان بعض الفعاليات المصاحبة كالورش المسرحية والندوات الفكرية التي خصصت لتاريخ المسرح البحريني شارك فيه نخبة من المتخصصين في المسرح وتزامنت هذه الندوات الفكرية مع احتفال مملكة البحرين بمئوية التعليم.

كما أن الاتحاد أشرف على إعداد كتاب قيم يحتوي على دراسات نقدية للأعمال المسرحية التي قدمت خلال مهرجان البحرين المسرحي الأول، حيث شارك في هذه إعداد هذه الدراسات كل من عبدالغني داوود من جمهورية مصر العربية، ومحمد سيف من الجمهورية العراقية، وزهراء المنصور من مملكة البحرين.

هذا الكتاب القيم كان من المفترض أن يدشن خلال فعاليات مهرجان البحرين المسرحي الثاني الذي كان من المفترض أن يقام في شهر أبريل الماضي، لكنه وبسبب جائحة كورونا تم تأجيله إلى العام المقبل.

الاتحاد أيضا مثل مملكة البحرين في شهر فبراير الماضي في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بمسرحية "امرأة في الظلام"، وهي من تأليف الراحل الفنان إبراهيم بحر وإخراج الفنان حسين عبدعلي وتمثيل الفنانة سودابه خليفة، بالإضافة لذلك وبهدف تشجيع الكتابة المسرحية أقام الاتحاد مسابقة للتأليف المسرحي شارك بها 18 متسابقا، وقد تم الإعلان عن أسماء الفائزين الأسبوع الماضي وقدمت لهم جوائز مالية تشجيعية.

رغم ما سعى الاتحاد لإنجازه، إلا أنه وللأمانة لم يكن بمستوى الطموح، حيث إن الأهداف التي تضمنها النظام الأساسي للاتحاد كثيرة وطموحة، ولكن ما تم إنجازه لم يكن بالمستوى المطلوب، ولو سألتني عن الأسباب سأكون صريحا معك بأن هناك سببين، أولهما داخلي وأعني به المسارح الأهلية والفنانين أنفسهم، حيث إن هناك قلة وعي في الوسط المسرحي بأهمية الاتحاد ودوره في تنشيط وتفعيل الحراك المسرحي، كما أن هناك عقد قديمة لازمت المسارح الأهلية بحجة الاستحقاق والأفضلية والذي بسببه - وللأسف - صيغ بند انتخاب أعضاء مجلس الإدارة التسعة في النظام الأساسي على تعيين عضو من كل مسرح من المسارح الخمسة وانتخاب بقية الأعضاء الأربعة، وهو ما يعني بشكل غير مباشر ضمان حصول كل مسرح استحقاقاته في المشاركات والفعاليات الخارجية.

هذا بالطبع أثر على سير عمل الاتحاد في البداية، لكننا كمجلس إدارة حاولنا جاهدين تجاوز هذا الموضوع وذلك بتغيير هذا الاعتقاد، وأن يمثل كل عضو في مجلس الإدارة جميع المسرحيين في البحرين وليس الفرقة التي ينتمي لها. الأمر الآخر يتعلق بالفنانين أنفسهم، لا أخفي عليك بأن هناك عقدا في الوسط الفني لدى بعض الفنانين وللأسف المؤثرين والفاعلين منهم تتمثل في حب الزعامة أو تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة أو النظرة الدونية للآخر والتقليل من أهميته أثرت كل هذه الأمور على تعطل تحقيق الكثير من أهداف الاتحاد.

السبب الآخر والأهم هو عدم حصول الاتحاد منذ تأسيسه على مستحقاته المالية من هيئة الثقافة والآثار أسوة بالجمعيات والمسارح الأهلية الأخرى. يكفي أن أخبرك بأننا كاتحاد لا يوجد لدينا مقر مجهز بأبسط متطلبات العمل الإداري.

 تصور أن الاتحاد خلال السنتين الماضيتين كان يقيم اجتماعاته وأنشطته إما في مقار المسارح الأهلية أو في بعض المقاهي. لذلك وبسبب شح الموارد المالية، تعطلت الكثير من المشاريع الطموحة ومن أهمهما مشروع "أرشيف المسرح البحريني" الذي كان من ضمن الأهداف الأساسية التي ناقشها مجلس الإدارة في معظم اجتماعاته.

كيف ترى دور الهيئة العربية للمسرح ودعم سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي للمسرح العربي بشكل عام؟

أعتقد بأن الهيئة العربية للمسرح هي أهم الجهات الحكومية الداعمة للحراك المسرحي على مستوى الوطن العربي. الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها الهيئة طموحة ومحفزة وتصب في تفعيل دور المسرح في المجتمع من خلال المهرجانات العربية والورش والمسرحية والفعاليات المتعددة بالإضافة للدراسات النقدية والفكرية المتخصصة في المسرح والتي تصدرها الهيئة. يأتي كل ذلك ضمن الرؤية الثاقبة لشيخ الثقافة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يولي اهتماما كبيرا للثقافة والفن إيمانا منه بأهمية الثقافة والفن في المجتمع ودور المسرح الطليعي في إبراز القضايا الإنسانية العادلة عموما، وقضايا المواطن العربي وهمومه خصوصا.

من أهداف الاتحاد التعاون مع الاتحادات المسرحية الإقليمية والعالمية، حدثنا عن هذه الخطوة، وما الاتحادات التي تم فتح أبواب التعاون معها؟ 

فعلا، التعاون مع الاتحادات المسرحية الإقليمية والعالمية بغرض كسب الخبرات في مجال المسرح وتبادل الثقافات والأفكار هي أحد اهداف الاتحاد، لكن للأسف لم يحقق الاتحاد هذا الهدف المهم نتيجة للأسباب التي تم شرحها من قبل. رغم أنه قد تم التواصل مع بعض المؤسسات المسرحية في الخليج وتم تفعيل بعض الأنشطة المسرحية، لكن لم يكن بالمستوى المطلوب. يبقى الاتحاد ضمن خططه المستقبلية التواصل مع الاتحادات والهيئات العربية والعالمية التي تعنى بالمسرح لتحقيق تلك الأهداف.

ماذا قدم مهرجان البحرين المسرحي إلى الساحة الفنية؟

من خلال مهرجان البحرين المسرحي قدمت الفرق الخمس المشاركة تجارب مسرحية متنوعة في رأيي الخاص أنها كانت دون المستوى؛ ربما لأنها التجربة الأولى في المنافسة بين المسارح. أنا متفائل وأعتقد بأن المهرجانات القادمة ستقدم أعمالا أفضل.

قد يقودنا السؤال لمنحنى آخر وأشمل نطرح من خلاله مجموعة من الأسئلة بغرض تقييم التجارب المسرحية في البحرين وتقديم أعمال أفضل، وهي هل الأعمال المسرحية التي قدمت خلال السنوات الماضية بمستوى الطموح؟ هل لا يزال الفنان المسرحي يحمل هم المسرح؟ هل تمارس الفرق المسرحية دورها في النهوض بالمسرح؟ أين الناقد المسرحي البحريني؟ هل المسرح ضمن خارطة الثقافة في مملكة البحرين؟ أين المسرح المدرسي؟ وأسئلة أخرى كثيرة تحتاج لإجابات ربما نستطيع من خلالها تقيم تجاربنا المسرحية ومواكبة ما يقدم على المستوى الأقليمي والعالمي.

مهرجانات الشباب المسرحية تعتبر نقلة ضرورية لمستقبل المسرح في دول الخليج...ما رأيك؟

الشباب هم الفئة الفاعلة في المجتمع على جميع الأصعدة، وعلى صعيد المسرح هم الوقود الدافع للحراك المسرحي. يبقى أن نضع الخطط والمشاريع لتشجيع الشباب وتمكينهم للمسرح. المهرجانات الشبابية رغم قلتها في دول الخليج، إلا أنها تعتبر إحدى المنصات المهمة للشباب؛ لإبراز مواهبهم وتشجيعهم ونقد تجاربهم المسرحية. نعتز بأن يكون لنا في البحرين مهرجان للشباب، وهو مهرجان  سمو الشيخ خالد بن حمد للمسرح الشبابي، والذي امتدت دوراته إلى اربع دورات تنافست على جوائزه الأندية والمراكز الشبابية في البحرين. خلال هذه الدورات برزت الكثير من المواهب الشابة على مستوى الإخراج والتمثيل وفنيات المسرح المختلفة. يبقى أن نواصل دعم هؤلاء الشباب من خلال إقامة الورش المتخصصة في مجالات المسرح المختلفة وابتعاثهم لدورات في المسرح ومشاركة أعمالهم في المهرجانات الخارجية.

أحد المهرجانات الشبابية المهمة في البحرين وهو مهرجان مسرح الصواري للشباب الذي امتدت دوراته لأكثر من 12 دورة خلالها قدمت الكثير من التجارب المسرحية الشابة وبرز من خلاله "أي المهرجان" ومن خلال مسرح الصواري الكثير من الفنانين المتمكنين الذين نعتز بهم، فلقد مثلوا مملكة البحرين في الكثير من المهرجانات وحصدوا جوائز مسرحية متعددة.

أتمنى أن يواصل الإخوة في مسرح الصواري هذا المهرجان المهم، وأن يتم التركيز على الأعمال الشبابية البحرينية.

ما رأيكم في المسرح البحريني اليوم. هل أنت راض عنه؟

وللأمانة غير راض عما يقدم، لكنني "ولأنني ذو طبع متفائل" أعتقد بأن المسرح البحريني سوف تتعزز مكانته وسيواكب المسارح الخليجية والعربية. نحن بحاجة لوضع رؤية واضحة للمسرح، ولدوره الطليعي على المستوى الرسمي والشعبي. هناك الكثير من المعوقات التي تواجه الفرق المسرحية والمسرحيين تتمثل في شح الموارد المالية وعدم وجود قاعات للتدريبات والعروض المسرحية، إضافة إلى توقف ابتعاث الدارسين في مجالات المسرح المختلفة، وضعف قنوات التواصل مع المسارح العالمية؛ للاطلاع على التجارب المسرحية الحديثة. نحن بحاجة لوضع خطة شاملة لتذليل تلك المعوقات؛ لكي نتمكن من خلق مسرح طليعي يقدم الأفضل، وهنا يأتي دور الاتحاد.

إن الاتساع التقني للمسرح يقتضي إشباعه ظهور العديد من المؤلفين، وفي الفترة الأخيرة بدأت أسماء جديدة تغزو عالم المسرح.. ما تعليقك؟

هناك بعض التجارب الواعدة على مستوى التأليف اكتشفنا بعضها من خلال مسابقة التأليف المسرحي التي نظمها الاتحاد مؤخرا. يبقى أننا لا نزال نعاني قلة النصوص المسرحية؛ بسبب توقف الكثير من الكتاب المسرحيين المهمين في البحرين عن كتابة النصوص المسرحية لأسباب كثيرة، منها أن نصوصهم المسرحية لا تبرز ولا يتم إخراجها بالإضافة إلى انعدام المردود المالي لتأليف النصوص المسرحية.

الكاتب المسرحي هو بالأساس مفكر يتطرق من خلال نصوصه المسرحية لمواضيع إنسانية ومجتمعية مرحلية؛ بغرض إبرازها وإيجاد الحلول لبعض مشاكلها. ما يقدم حاليا نتيجة للاتساع التقني لا يمت بالصلة للمسرح. هو نوع من الترفيه والإشباع المؤقت للذات من خلال إبراز قضايا مرحلية عامة بشكل كوميدي، لكنه لا يغوص في العمق ولا يناقش أصل القضية المطروحة، ولا يبرز جذورها ولا يعري أسبابها.

النقد المسرحي في البحرين لا يتناسب مع كم العروض التي تقدم.. كيف تنظر إلى هذه الإشكالية؟

قد نحتاج لتوضيح أمرين بخصوص هذا السؤال، أولهما أن العروض المسرحية في البحرين قليلة، والأمر الآخر هو أن لدينا نقصا في النقاد المسرحيين وضعفا في مواكبة التجارب المسرحية الحديثة. النقد هو أحد أهم الوسائل لتطوير العمل المسرحي من خلال تفكيك عناصره ودراسة كل شق من تلك العناصر على حدة بشكل موضوعي واع.

طبعا أنا أقصد النقد الايجابي البناء، وليس النقد السلبي الذي يبرز لأغراض شخصية أو بسبب مواقف معادية للقائمين على العمل المسرحي سواء كانوا فرقة مسرحية أو شخوص مشاركين في العمل المسرحي. هناك إشكالات ذكرتها من قبل، وهي ضعف أو ربما توقف ابتعاث مسرحيين لدراسة النقد المسرحي في الخارج وعدم مواكبة النقاد المسرحيين للتجارب المسرحية العالمية الحديثة.

أمور أخرى كانت متوفرة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي للأسف توقفت الآن وهي الانطباعات التي كانت تنشر من قبل الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالمسرح على مستوى الصحافة والإذاعة والتلفزيون. كثيرا ما أتساءل، أين أولئك الصحفيون والإعلاميون؟ وأين صحافتنا وإعلامنا، وما دورهم في إبراز التجارب الفنية والثقافية عموما، والمسرح خصوصا؟

نحن نعلم أنك من المدافعين عن المسرح الشعبي باعتبارك مؤلفا قدمت العديد من النصوص.. ما السر في ذلك؟

أنا من المدافعين عن المسرح عموما. أعشق جميع المدارس المسرحية وأحاول متابعتها وأتوقف عند العروض التي تبرز القضايا الإنسانية وتطرح الأسئلة سواء كانت هذه العروض تجريبية أو كلاسيكية أو شعبية. ربما تستهويني العروض الشعبية بشكل أكثر؛ لأنها تبرز الخصوصية المحلية وتؤطر قضايانا المرحلية، وهو ما أحاول صياغته في النصوص التي أقوم بتأليفها.

بعيدا عن المسرح.. ما دور إذاعة البحرين في دعم المطربين البحرينيين الشباب والأغنية البحرينية؟

قد أجد جوابا لهذا التساؤل لو طرحته عليَّ في فترة الثمانينات أو التسعينات من القرن الماضي، لكن في الوقت الحالي أعتقد بأن دور الإذاعة أو التلفزيون في لدعم المطربين الشباب والأغنية البحرينية أصبح هامشيا. بمعنى أن الشباب يستطيعون إبراز أعمالهم من خلال قنوات "السوشيال ميديا" المختلفة دون الحاجة للجوء للقنوات الإعلامية. يبقي أن نتساءل عما يقدمه الشباب أو حتى غير الشباب في الوقت الحالي؟ أعني بذلك نوع المادة الفنية التي تقدم، هل هي بالمستوى المطلوب؟ هل تواكب العصر الحالي؟ هل التجارب الغنائية الحديثة مكملة لما وصلت له التجارب المضيئة السابقة؟ الاجابة عن هذه التساؤلات ستعيد صياغة السؤال ليكون كالتالي: حتى لو توفر الدعم من الإذاعة والتلفزيون أو من جهات حكومية أخرى، هل باستطاعة الشباب خصوصا أو المشتغلين في الوسط الغنائي عموما اكتشاف أو إبداع تجارب غنائية مغايرة لما يجتر في الساحة الفنية في المرحلة الحالية؟

هل تشعر بالرضا تجاه عطائك الموسيقى وأثره على الناس؟

أنا راض عن جميع الأعمال الموسيقية والغنائية التي قدمتها من قبل، بالرغم من أن أعمالي تنوعت وشملت أغاني المسرح بشقيه مسرح الكبار والأطفال، إضافة إلى الأعمال التلفزيونية التي قدمت من خلال المسلسلات فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة.

تنوعت تلك الأعمال الغنائية في أساليبها بين الأغاني الدرامية والأغاني الحوارية والأغاني الجماعية، وكانت مكملة للمشاهد الدرامية للمسلسلات التي شاركت بها. أيضا لي تجارب في تلحين الأوبريتات الوطنية التي قدمت من خلال بعض المؤسسات الحكومية والخاصة، أعتز بتلك التجارب كما أعتز بتجاربي في الأغنية الفردية، والتي كان لي الشرف بتلحينها لبعض الفنانين من البحرين والخليج رغم قلتها. كما تلاحظ بأن كل ما قدمته من قبل اعتبره تجارب، والمجرب حتى لو زادت كثافة إنتاجه الغنائي في فترة ما لن يصل لمرحلة الرضا الكاملة والإشباع؛ لأنه "بالنسبة لي على الأقل" هناك الكثير من التجارب الغنائية المهمة التي أحتفظ بها في الأدراج؛ بسبب عدم توفر متطلبات إنتاج تلك التجارب، وهو ما يعيد صياغة الجواب، حيث إنني في الحقيقة غير راض عن الظروف التي أدت لحجر تلك التجارب وبقائها في الأدراج. 

إلى أي مدى استطاعت المؤسسات الثقافية في البحرين التعامل مع أزمة كورونا التي ألحقت أضرارا كبيرة بالحياة الثقافية؟

الضرر بسبب أزمة كورونا شمل جميع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، وأثر على الحياة الاجتماعية عموما. المؤسسات الثقافية بالطبع تأثرت، لكني أعتقد بأن هذه المؤسسات لم تبحث عن الحلول بسبب عدم استيعاب المشكلة منذ بدئها. أعتقد بأن المثقف هو من يستطيع خلق بيئة حية في جميع الظروف حتى أشدها قسوة. ربما اضطر بعض المثقفين خلال هذه الأزمة الدخول في عزلة؛ للبحث واكتشاف الذات لمحاولة صياغة الحياة بنظرة جديدة، لكن هناك الكثير من المثقفين الذين تعطل إنتاجهم بسبب الإحباط نتيجة للتغير المفاجئ الذي طرأ على صيرورة الحياة. قد أستثني إحدى أهم المؤسسات الثقافية في مملكة البحرين، وهي أسرة الأدباء والكتاب. هذه المؤسسة العريقة واصلت نشاطها الثقافي والأدبي من خلال الندوات الثقافية التي قدمتها ولا تزال تقدمها على منصات التواصل الاجتماعي. أنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر لمجلس إدارة الأسرة على تلك الجهود، متمنيا لهم التوفيق ومواصلة نشاطهم الثقافي.

كيف يفكر اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين ما بعد تجاوز كورونا؟

الاتحاد لديه الكثير من المشاريع المعطلة ليس فقط بسبب أزمة كورونا، بل للأسباب التي ذكرتها من قبل. على الاتحاد أن يحاول جاهدا السعي للحصول على حقوقه وتذليل جميع الصعاب التي تواجهه لتحقيق الأهداف التي تأسس من اجلها. التفكير المستقبلي سوف ينصب على تكثيف النشاط المسرحي من خلال إقامة الورش والندوات المسرحية المتخصصة بالإضافة لدعم الفرق المسرحية  الأهلية التي هي الأخرى تعاني شح الموارد المالية والدفاع عن الفنانين المسرحيين، كما أن على الاتحاد التواصل مع الهيئات والاتحادات المسرحية الخارجية؛ لتبادل الخبرات ومواكبة التجارب المسرحية الحديثة.