+A
A-

أساتذة في جامعة البحرين يناقشون آليات استدامة التعليم في ظل جائحة كورونا

دعا أساتذة في جامعة البحرين إلى الاستفادة من تجربة التعلم الافتراضي الحالية في العمل على تطوير أساليب التعليم والتقويم بما يناسب الحالة التعليمية الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا كوفيد-19، والعمل على تعزيز الجوانب الإيجابية في التجربة، ومعالجة الجوانب السلبية فيها. 

جاء ذلك في ندوة "استدامة التعليم في ظل جائحة كوفيد-19" التي نظمتها لجنة المناهج بكلية تقنية المعلومات، والتي أكد المشاركون فيها أن الجائحة مثَّلت تحدياً تحويلياً في مجال التعليم في مختلف مراحله.

وتحدثت - خلال الندوة - عميدة كلية تقنية المعلومات الدكتورة لمياء محمد الجسمي عن "استدامة وجودة التعليم في جامعة البحرين خلال الجائحة". وقالت د. الجسمي: "وضعت جامعة البحرين خطة بديلة لاستدامة التعليم عبر التعليم الافتراضي". وأكدت أن الجائحة أدت إلى الإسراع في تطبيق مبادرات وممارسات التحول الإلكتروني من أجل توفير بيئة رقمية في التعليم، وذلك باستخدام منصة إدارة التعلم بلاكبورد، ومنصة التواصل تيمز.

ورأت د. الجسمي "أن قياس استدامة التعليم الافتراضي في جامعة البحرين يكون بمؤشرات عدة منها: قدرة الطلبة على الوصول إلى الفرص التعليمية على نطاق واسع، وقدرتهم على الوصول المرن إلى المحتوى التعليمي والتعليمات في أي وقت ومن أي مكان، بالإضافة إلى قياس جودة التعليم بوضع السياسات والنظم وتطبيقها والتدريب عليها وقياس رضا الشركاء ومنهم الطلبة".

وقالت د. الجسمي: "إن استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة والتحول الرقمي ليس جديداً في جامعة البحرين، إذ إن الركيزة الإستراتيجية السابعة في خطة جامعة البحرين هي البيئة التحويلية التي تعنى باستخدام التقنيات الحديثة لتحويل الحرم الجامعي ليكون حديثاً وملهماً بقيادة التكنولوجيا، وتغيير طريقة العمل والتعليم في الجامعة باستخدام الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، وتطبيقات الهاتف الذكية".

وبدورها استعرضت رئيسة لجنة المناهج في كلية تقنية المعلومات الدكتورة حصة جاسم الجنيد "تجربة نقل المختبر الواقعي إلى الافتراضي". وقالت في هذا السياق: "إن مادة تصميم الإلكترونيات الرقمية تحتوي على مختبر عملي في تصميم الدوائر وتنفيذها"، مشيرة إلى أنه عندما انتقل التعليم إلى الإنترنت، كانت هناك حاجة ماسة إلى بديل وهو برنامج محاكاة، كان التحدي يتمثل في الانتقال من المختبر الفعلي إلى المختبر الافتراضي مع ضمان الاستفادة التامَّة وتوفير بيئة تعليمية مشابهة.

وأكدت د. الجنيد أن جائحة كورونا مثلت تحدياً تحويلياً بالنسبة إلى المعلمين، خاصة مع عدم وجود تجارب مسبقة ومناسبة للاستخدام لخدمة هذا التحول الجديد في التعليم. وقالت "إن جائحة كوفيد تُعد من أحد أكبر الاضطرابات في نظام التعليم في التاريخ".

ومن جانبها، ناقشت مديرة مكتب الجودة في الكلية الدكتورة عذراء الموسوي "العمل على زيادة تفاعل الطلاب في الصفوف الافتراضية". وقالت د. الموسوي "أدى  الانتقال من الصفوف الدراسية إلى الصفوف الافتراضية الى انخفاض ملحوظ في التفاعل بين الطلاب والمعلمين، لأسباب عدة لعلَّ من أهمها غياب المراقبة المباشرة من قِبَل المعلم كما نراها أثناء التعليم المباشر، أو لعدم تقبل الكثير من الطلاب لهذه الطريقة من الدراسة".  وأكدت أن المعلمين بحاجة إلى إبقاء الطلبة خلف الشاشات متصلين فيما بينهم ومنحهم بعض المساحة للتفاعل بعضهم مع بعض.

ورأت د. الموسوي أن تقييم الأقران كان استراتيجية تعليمية مفيدة للغاية لزيادة مشاركة الطلبة عبر الصفوف الافتراضية، مؤكدة أن هذه الأسلوب يوفر فرصة أكبر للتواصل والتعلم والمشاركة والقضاء على الدور السلبي الذي عادة ما نجده ينطبق على المتعلم في الصفوف الافتراضية، داعية إلى تفعيل هذا الأسلوب وتعزيزه، لما له من أثر على الطلبة في فهم المادة العلمية، بل حتى في القضاء - إلى حد كبير - على حالة الملل والكسل والسلبية التي تظهر عادة على المتعلم في الصفوف الافتراضية.

وبحثت الأستاذة المساعدة في قسم هندسة الحاسوب الدكتورة عائشة محمد السيد "إستراتيجيات لتحسين تحفيز الطلاب للتعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا كوفيد-19". وقالت "تحفيز الطلبة للتعلم عن بعد يعدُّ من أهم التحديات التي تواجه المعلمين في ظل الجائحة الصحية". وقد تحول التعليم بشكل مفاجئ إلى تعليم عن بعد بعيداً عن أجواء التعليم الاعتيادي الذي يحفِّز الطلبة على النقاش والدراسة. وعرضت الإستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها المعلمون في التعليم العالي لتحفيز الطلبة على الدراسة والانخراط في العملية التعليمية بشكل فعَّال. ومن هذه الإستراتيجيات: طرق تنظيم المحتوى الدراسي وأثره على تحفيز الطلبة، وإستراتيجيات الاتصال الفعال مع الطلبة أيضاً.

وفي السياق نفسه بحثت الأستاذة المساعدة في قسم نظم المعلومات الدكتورة ريم ناصر الكعبي "تمكين التغذية الراجعة الفعالة باستخدام نظم إدارة التعلم". وقالت: "إن "جائحة كورونا وضعت العملية التعليمية برمتها في وضعية جديدة غير معتادة، فلم يعد بالإمكان ممارسة العادات التربوية نفسها كما كان الحال في الصفوف العادية، وهنا يجب أن ندرك أن هذه المرحلة تعتبر فاصلاً لمنظومة التعليم بأكملها، لإعادة التفكير في التغذية الراجعة، كما أنها فرصة لمراجعة استخدام تكنولوجيا التعليم لدعم التعلم".

وتابعت أن أدوات التكنولوجيا التي تقدم التغذية الراجعة بشكل فردي لكل طالب وبشكل توجيهي له من خلال التقييم الالكتروني البناء تعزز أداء الطلبة، ومشاركتهم بشكل إيجابي، كما تمكنهم من متابعة نتائجهم، وأدائهم، والذي يكون عاملاً لاستثارة دافعيتهم، وتسهيل عملية التقييم الذاتي لتعلمهم، ومن جهة أخرى فهي تفيد المعلم في تحسين عملية التدريس والتعلم.

واستعرضت الأستاذة المساعد قسم نظم المعلومات الدكتورة أمل محمد الريس "التجربة الناجحة لعملية تحويل إدارة وتنظيم مشاريع الطلبة إلى العالم الافتراضي"، وقالت: "إن لجنة مشاريع التخرج في كلية تقنية المعلومات عملت على تحويل أغلب العمليات المطلوبة لإتمام متطلبات مشاريع التخرج إلى عمليات رقمية". وأوضحت أن هذا التحول تضمـَّن العديد من العمليات منها: عملية طرح مواضيع مشاريع التخرج للطلبة، وعملية موافقة اللجنة على المواضيع المطروحة، وعملية تسليم مقترح البحث، وعملية متابعة عمل الطالب في المشروع، وعملية تسليم التقرير النهائي، وعملية الامتحان الشفهي. وأضافت د. الريس "ركزنا في هذا العرض على تفاصيل التقنيات المستخدمة في التحول الرقمي لعملية تسليم مقترح البحث".

وتعد هذه الندوة الأولى تنظمها كلية تقنية المعلومات، ضمن سلسة من الندوات سوف تنظم لاحقاً، وتهدف إلى مناقشة أفضل الممارسات في التعلم والتعليم لتقنية المعلومات خلال جائحة كورونا كوفيد-19.