+A
A-

تركيا واليونان.. محادثات للصلح قد تنتهي قبل أن تبدأ

محاولات جديدة لإطلاق محادثات استطلاعية بين تركيا واليونان كانت تلوح في الأفق، بعدما أفادت معلومات تناقلتها وسائل إعلام تابعة للبلدين بأن ترتيبات قد اتُخذت لعقد اجتماع بين وزيري خارجية اليونان وتركيا، الخميس، في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا.

إلا أن الفرحة لم تكتمل، فاللقاء المزمع عقده بات مهدداً بالفشل قبل أن يبدأ أصلاً، وذلك بسبب تصريح أدلى به رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص، إيرسين تاتار، من أنقرة الثلاثاء، بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن فيه إعادة افتتاح منتجع فاروشا في مدينة فاماغوستا المتنازع عليها مع قبرص اليونانية، وذلك خلافاً لما ينص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 550 الصادر عام 1984.

وبينما اعتبرت أثينا هذه الخطوة خرقاً للقرارات الدولية، وصفها أردوغان بالشجاعة لأن فاروشا، كما قال "منطقة قبرصية تركية وأي قرار بشأنها يعود إلى السلطات القبرصية التركية".

وأتى هذا التطور قبل 4 أيام من الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، حيث يتنافس مرشحان من بينهما تاتار نفسه.

وبحسب وكالة الأنباء القبرصية، فإن الرئيس نيكوس انستاسيادس قد ناقش هاتفيا مع رئيس وزراء اليونان نيكوس ميتسوتاكيس سبل التنسيق لمواجهة السلوك الاستفزازي الجديد لتركيا.

وأعرب الأخير عن دعمه الكامل لقبرص.

تنديد دولي

من جهة أخرى، استأثرت التطورات بين شطري قبرص اليوناني والتركي باهتمام عدد من المسؤولين الأوروبيين والدوليين بعد إعلان جمهورية شمال قبرص المدعومة من تركيا تصميمها على إعادة افتتاح المنتجع الساحلي في مدينة فاماغوستا المتنازع عليها منذ عشرات السنين مع القبارصة اليونانيين.

وفي حين أجرى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس اتصالاً برئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية إن الرئيس سيحمل القضية إلى الاجتماع المقبل لمجلس أوروبا، مشيراً إلى أن قبرص أجرت فوراً اتصالات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

إلى ذلك، ندد المسؤول بخطوة القبارصة الأتراك كلٌّ من وزير الخارجية الروسي واليوناني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

مخاوف من قضم أراضٍ

كما أعرب مسؤولون في كل من قبرص واليونان عن مخاوفهم من أن يؤدي فوز إيرسين تاتار المرشح الرئاسي القبرصي التركي المدعوم من أردوغان إلى مزيد من قضم الأراضي المتنازع عليها في المنطقة العازلة بين شطري قبرص.

وستجري انتخابات الرئاسة في قبرص التركية في الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ومن المتوقع أن تكون التطورات القبرصية مرشحة للتسارع في الأيام المقبلة، لأنها تطورات من شأنها التأثير سلباً على فرص استئناف المحادثات اليونانية التركية، نظراً لتلازم المسارين اليوناني والقبرصي في ملف النزاع في شرق المتوسط.