+A
A-

ليبيا.. تعرف بالتفاصيل إلى الميليشيات التي تدعم باشاغا

كشف الخلاف الأخير بين رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا، عن ظهير عسكري مليشياوي يقف خلف باشاغا تقوده مدينة مصراتة، معقل تنظيم الإخوان المسلمين والمعسكر القويّ في الغرب الليبي المدعوم من تركيا.

ولم يفوّت أنصار الوزير الموقوف احتياطيا عن العمل، والموالين له الفرصة لتعزيز هذا التصوّر، لا سيما بعد الاستعراض العسكري الذي قامت به مليشيات تابعة لمدينة مصراتة في استقباله لدى عودته من تركيا، بعد ساعات من قرار قضى بتوقيفه عن العمل وإخضاعه للتحقيق على خلفية مواقفه وتدخلاته في المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس ضد حكومة الوفاق.

ورغم اعتماد السراج على ميليشيات مصراتة في صدّ هجوم الجيش الليبي على العاصمة واعترافه بها وضمها لأجهزة الحكومة إضافة إلى رصد تمويل ضخم لصالحها، فقد وقفت ضد قراره توقيف وزير الداخلية وإخضاعه للتحقيق وأطلقت تهديدات بالتحرّك ضدّه

مصراتة وباشاغا

وتعتبر ميليشيات مصراتة أكبر قوة في مدن الغرب الليبي، حيث تمتلك أكثر من 17 ألف مقاتل وآلاف العربات المسلحة ومئات الدبابات وعشرات الطائرات العسكرية إضافة إلى مخازن للأسلحة، إذ تتلقى دعما كبيرا من تركيا وتحوز على ثقة مسؤوليها، لاعتبارات إيديولوجية وكذلك اجتماعية.

وحسب المعلومات التي جمعتها "العربية.نت"، لا تدعم مصراتة بشكل مطلق وزير الداخلية كما يحاول أنصاره التسويق، إذ لا يحظى بدعم كل الميليشيات المسلحة هناك التي تنقسم ولاءاتها بين قيادات المدينة الموجودة في السلطة ومن بينها محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.

"مليشيا حطين"

لكن باشاغا الذي ينظر إليه اليوم على أنه أهمّ شخصية في الغرب الليبي، يستمد قوّته من "مليشيا حطين"، ثالث أكبر الميليشيات المسلحة في مصراتة والذي كان في وقت سابق أحد قادتها وحارب في صفوفها، كما أنه مدعوم من "كتيبة المرسي" التي قام بتشكيلها وشارك بها في هجوم ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس عام 2014.

بالإضافة إلى ذلك، برزت "ميليشيا 166" كقوّة داعمة لباشاغا ومناوئة لقرار توقيفه وإخضاعه للتحقيق، حتى أنها دخلت في خلاف مع السراج وهدد قائدها "محمد الحصان" بالانشقاق من حكومة الوفاق وكشف ملفات الفساد، إذا خرج باشاغا منها.

صلاح بادي

وفي السياق ذاته، تمثلّ "مليشيا الصمود" التي تعدّ من أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في مصراتة وفي الغرب الليبي بقيادة الإرهابي ا لمدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا صلاح بادي، سندا قويّا لباشاغا، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة دعمه له حتى أنها وضعت على ذمتّه كل قواتها.

ولباشاغا أيضا نفوذ على "مليشيا لواء المحجوب" وكذلك على "مليشيا القوة الثالثة" التي ينحدر أغلب عناصرها من مدينة مصراتة ومعهما "مليشيا شريخان"، إلى جانب "مليشيا طاجين" التي تصطف خلفه وتدفع باتجاه أن يكون رجل المرحلة المقبلة.

في المقابل، نجح فايز السراج إلى حدّ ما في تقسيم ولاء كتيبة "لواء الحلبوص"، أكبر الكتائب العسكرية في مصراتة وأكثرها تسليحا، بعد قراره تعيين قائدها السابق "محمد علي الحداد" الذي ينحدر من مدينة مصراتة رئيسا للأركان العامة لقوات الوفاق، حيث أصبح الثقل الحقيقي لهذه الكتيبة يتبع الحدّاد ويناهض باشاغا.