إنه أقل ما يمكن وصفه من شعور امتنان للمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، بعد انتهاء موسم الحج بلا إصابات تذكر أو وفايات جراء جائحة كوفيد ١٩، الحقيقة أن هناك من شكك في إمكانية إقامة موسم الحج هذا العام مع وجود هذا التحدي الكبير، لكنها إرادة الله ودأب المملكة العربية السعودية على تسخير جهودها قاطبة لخدمة بيت الله الحرام وزواره، وقد تابعنا كلنا عن كثب التزام الحجاج بالتباعد الاجتماعي والاهتمام المطلق بالنساء، في مشهد بانورامي يحكي الكثير عن الجهود التي توليها المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وفي كل الظروف والأوقات، ونسأل الله رفع البلاء وعودة حجاج بيته من جميع أنحاء العالم إلى تلك البقعة المباركة راكعين وساجدين حامدين رب العباد على كل الأحوال.
نعم نحمد الله أنه لم يلغ موسم الحج هذا العام، فلهذا الموسم الكثير من الدلالات في نفس المسلمين، بل أراهن أنه يحمل الدلالات نفسها في قلوب غير المسلمين، فلا مكان تتوحد فيه الجموع وتتساوى فيه النفوس والألوان والأعراق، كما يحدث ببكة، فلله المُلك من قبل ومن بعد أن جعل لهذا الموسم صورة راسخة في الأذهان يتوق لتفسيرها الجميع ممن هم على دين الإسلام أو غيره، فيتباهى المؤمنون، أن تركوا متاع الدنيا وذهبوا لله بأرواحهم قبل أجسادهم، يسألون الله الطمأنينة والرضا والثبات والعفو والعافية، كُل بشكله ولونه وعمله، الكل سواسية دون تفريق.
فلله الثناء من قبل ومن بعد ونسأله سبحانه أن لا يحرمنا من النظر إلى وجهه الكريم يوم العرض وزيارة بيته الحرام في الدنيا مهللين مكبرين موحدين، وعزائي للقلوب التي تهوى زيارة بيت الله الحرام ولم تتمكن هذا العام أن تبشر بالحج الموسم القادم بعد أن يرفع الله البلاء عنا قاطبة، والله قادر على كل شيء، فأمره بين الكاف والنون ولا يعجزه شيء سبحانه الواحد القهار.