+A
A-

كيف تقضي البحرينيات رمضان هذا العام؟

صوت مدفع الإفطار، إسراع المصلين لأداء صلاة الجماعة في المسجد، وأداء التراويح وليالي القدر، وروحانية تلف الجميع وتسكن القلوب، وأجواء اعتاد كافة البحرينيين ممارستها. ولكن مع فايروس (كورونا – كوفيد 19) الذي سيطر على العالم وحد من حركته وممارساته اختلف كل شيء. طرحت مسافات البلاد سؤالا على مجموعة من الفتيات البحرينيات عن شهر رمضان قبل جائحة كورونا وبعدها، وهل تأثرن بها سلبيا أم إيجابيا؟

زيارات

قالت شيخة القعود وهي طالبة في جامعة البحرين: "كان شهر رمضان يقبل علينا بكل حماسة، ففي كل بيت بحريني تكون هناك زيارات للأهل والأصدقاء وحتى البعيد فيه يصبح قريبا، وتتصافى القلوب وتزدان الشوارع بنسائم شهر الرحمة، ويكون الكل في فرحة وبهجة بقدومه وحلوله. 

ولكن بسبب جائحة كورونا ابتعدنا عن الأهل والأصدقاء والزملاء، وأصبحنا نعيش في تباعد اجتماعي كبير جدًا، الوضع الحالي مؤلم، فشهر رمضان هو شهر الخير والفرحة. أتمنى أن تتعافى جميع الحالات وأنا أتطلع إلى الخير بأن البحرين ستعود لطبيعتها عندما نلتزم بالقوانين الاحترازية، ونطبق التباعد الاجتماعي". 

التراويح

عرف رمضان بشهر الطاعات والتعبد والتهجد، وهذا ما كانت متحمسة له ريان المسلم، حيث أعربت من يأسها بسبب الجائحة، قائلة: "كنت في غاية الحماس لرمضان هذا العام؛ كونه أول رمضان بعيدًا عن الجامعة واستعدادي لروحانياته كان كبيرًا جدًا، ولكن بسبب جائحة كورونا وفقدان رمضان هذا العام العديد من الطقوس المعتادة تغير جدولي فيه، حيث لا يمكننا الخروج وإقامة الغبقات والذهاب للمسجد للتراويح وذلك تطبيقا لتوجيهات القيادة الحكيمة بالتباعد الاجتماعي، حيث إن والدي هو من سيقوم بأداء صلاة التراويح في المنزل جماعة مع أفراد عائلتي الصغيرة وقراءة ختمة بعد صلاة الفجر، وبالتالي ستكون تجربة استثنائية وفريدة أن يقوم الفرد بالتعبد لمدة أطول وبشكل فردي". 

وعي

من جهة أخرى يرى البعض أن شهر رمضان شهر التغيير، وأنه جاء هذا العام في ظرف قاسٍ وجبري على الجميع؛ لذا يجب على المجتمع البحريني الالتزام بكافة الأنظمة والقوانين، وهذا ما صرحت به فاطمة الناصر: " تمتلىء الذاكرة باللحظات الرمضانية المميزة التي نترقبها بلهفة؛ لأنه هذا الشهر المبارك هو فسحة للأرواح المتعبة طوال العام من خلال طقوسه الرائعة كالاستدارة حول مائدة واحدة مع جميع أفراد العائلة، وصلة الأرحام والأحباب، وبالروحانية في إحياء لياليه بالعبادات الجماعية كرحلات العمرة والصلوات وحلقات العلم والذكر، والعطاء من خلال تبادل الهدايا والأطباق. ولكن للأسف يأتي هذا العام وسط ظرف استثنائي، فالعالم يمر بجائحة والجميع في حالة من القلق والتباعد الإجتماعي، وكل شيء سيكون باهتًا ومختلفًا، لكن هذا أمر لابد منه ويعكس مدى وعي والتزام المجتمع البحريني؛ لتجاوز هذه الأزمة، وبالرغم من كل ذلك هذا الشهر شهر الخير والرحمة والفرحة لقلوب المسلمين، وسيكون جميلا، وسنستشعر قيمته بشكل أكبر في الأعوام المقبلة".  

تباعد

ترى بثينة الوداعي أن رمضان جاء في ظروف قاهرة، ولكنه فرصة يجب علينا جميعًا استغلالها: "كان رمضان مختلفا من جميع النواحي وعلى كافة المستويات الصحية، والاقتصادية، الاجتماعية والدينية. شهر رمضان قبل فايروس كورونا كان مليئا بالأجواء المميزة مثل مجالس القرآن والذكر، صلاة التراويح في المساجد، زيارات الأهل والذهاب للأسواق استعدادًا لعيد الفطر السعيد. ولكن بسبب التباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية التي يجب علينا الالتزام بها حتى يتم السيطرة على الفايروس، وبالتالي تتقلص عدد الإصابات، والتزام الشعب البحريني بتطبيق التباعد الاجتماعي دليل على حرصهم وحبهم لهذا الوطن؛ حتى يخرج من هذه الجائحة أكثر قوة. في المقابل يأتي رمضان هذا العام فرصة لكل شخص ليراجع حساباته، ويعيش أجواءه الخاصة في ظل جائحة كورونا".