منذ الحرب العالمية الثانية لم تشهد دول العالم التي تجتاحها جائحة كورونا هذا الاستنفار لكوادرها الطبية والصحية، كالاستنفار الحالي في عمل مضنٍ على مدار الساعة. وفي سبيل إنقاذ حياة مئات الألوف غامروا بصحتهم وحياتهم، فاُصيب وقتل منهم المئات أو الآلاف بالفيروس؛ فلا غرو إذا ما غمرهم الطيبون من شعوبهم بطوفان من الشكر والعرفان. وإذ نخص بالشكر والامتنان كل كوادرنا الطبية والصحية والمسؤولين العاملين في حملة مكافحة الوباء؛ فإننا نحسبُ ثمة ثلاث مهمات حكومية ملحة ينبغي تنفيذها.
الأولى: تكثيف الحملات التفتيشية من قِبل قسم الأغذية بوزارة الصحة على المطاعم، ومثلها مختلف الأسواق العامة ومحلات بيع الأغذية في المجمعات والبقالات بالتنسيق مع وزارتي التجارة والأشغال والبلديات.
الثانية: تكثيف الحملات التفتيشية من قِبل وزارة العمل على منشآت العمل للتأكد من مدى مطابقتها متطلبات بيئة العمل الصحية، وكذلك مساكن وشقق العمالة الوافدة ومجمعاتهم السكنية المحشورين فيها بالمئات، وهذه أوضاع خصبة لتفشي العدوى، كما على الجهة المختصة التأكد من مدى سلامة البيئة الصحية لمجمعات العزل الصحي السكنية.
الثالثة: تكثيف الحملات التفتيشية من قِبل وزارة التجارة على أسواق الخضار والفواكه واللحوم والأسماك لحماية قوت الشعب من رفع أسعارها رفعاً فاحشاً غير مبرر من قِبل فئة كبيرة من التجار، مستغلين ظروف تنظيم السُبل الاحترازية الراهنة. وإذ تُشكر وزارة التجارة لما قامت به حتى الآن من حملات تفتيشية، إلا أنها مازالت دون المستوى المطلوب، لاسيما أن رمضان أيضاً على الأبواب.
ولكي تتكلل حملتنا الوطنية لمكافحة كورونا بالنجاح التام ينبغي الشروع في مثل هذه المهمات الاحترازية.