العدد 4126
الجمعة 31 يناير 2020
banner
احتراق وشاح الذاكرة
الجمعة 31 يناير 2020

حين تحاصرني الحياة بجمالها، أجلس مستمعاً إلى سيمفونية من يحاصرني بصفحات تتوشح لغة الأسلوب وأقلام المحسنات البديعية. سيمفونية، ترانيمها “جناس، وطباق، وسجع، ومقابلة، وتورية”، ومقامها “إنسان” تحيطه أعلام “المعاني” و”البيان” في حضرة اللسان.


أصوات عذبة المسامع، كعذوبة صوت البحر وأنت جالس على شاطئ أسلوبك الداخلي والخارجي، تُقَلِب صفحات حياتك، انسجاماً مع مقطوعة تتزين منارة “الأسلوب” وأقلام من أحبوا “الاحترام”. حروف تعتلي الجباه، كما يعتلي الطير السماء، وزاجل مذيل برسالة “إنسانية” خَطَها العقل معادلة سلوكية. أيـن؟ ولمن؟ ولماذا؟ ومتى؟ وكيـف؟ خماسية تربعت جوف العقل واللاعقل، للغوص في بحر تلاطمه الأمواج اضطراباً.


اضطراب تجسدت فيه الكلمات ممزوجة، كباكورة الصبح واضمحلال الأمل، فالسباحة في أطيافه “همسات” تمضي إن مضيت مسرعاً.


“بحور” متقاربات كاملات تفترش الصمت وتلتحف الكلام، تماماً كعشق الفكر الصامت، والاشتقاق، والمترادفات، ودقة التعبير، والأصوات، والتعريب، وكل من وطأ ثرى الذات والآخر.


المبحر في اضطراب السلوك، يدرك جلياً أن الأسلوب عنوان ثقافة الحياة، وله أبواب ثلاثة: “الكلمة” و”الإنسان” و”الأرض”، ثلاثية تضبط ميزان معادلة الفكر والوعي.


إن الثقافة أرض خصبة، أشجارها متنوعة، أزهارها تبعث الأمل والرقي، جبالها شامخة كطائر يحلق في فضاء الإنسانية وحضارة العقول الخلاقة، التي تمثل جسراً إنسانياً تعبر عليه الأدمغة ونهضة يصل نورها إلى التعايش.


بعد هذه الجولة الهيامية في فضاء ما بين السطور نقتبس ما قاله الكاتب ديل كارنجي: “تذكر أن في كل يوم من حياتك فرصة قد لا تتكرر، والسعادة لا تعتمد على من أنت وماذا تملك... السعادة تعتمد فقط على ما تظنه أنت، ولا شيء أقوى من إرادة الإنسان على هذه الأرض”. حتما إن قارئ هذه السطور سيوجه سؤالاً: ما القصد والتأويل والفحوى مما ذكر أعلاه؟


بالتأكيد سأترك تلك الإجابة للقارئ؛ للغوص في بحيرة الأنا وصولاً إلى بحر الآخر! ولكن... قبل الإجابة تذكر أن أضعف الرجال من لا يعترف بالخطأ وأضعف النساء من تساعد على حدوث الخطأ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .