العدد 4087
الإثنين 23 ديسمبر 2019
banner
ليستفد العالم العربي من دروس سيدي سمو رئيس الوزراء
الإثنين 23 ديسمبر 2019

لا تزال العروبة حتى اليوم تعاني محنة التمزق المفتعل من قبل سياسات عالمية كثيرة، تلك السياسات التي لا يروق لمطامعها أن يلتئم شمل العرب والتي تسعى جاهدة عن طريق سياسييها ومؤرخيها وفلاسفتها لأن تقنع العرب بأنهم أمم لا أمة واحدة، لتستقر في أذهانهم التجزئة السياسية القائمة، تلك التجزئة التي هي بحد ذاتها مأمن المطامع العالمية في الوطن العربي وفي العالم أيضا.

ثمة انزلاقات كثيرة ينبغي أن يحذر منها العرب وهناك من يريد العودة إلينا من الباب الخلفي ليستعيد سيطرة سابقة، لكن في ثوب جديد، وما من شك في أن هذه الأزمة لها خطورتها البالغة على ضوء ما يحدث من حولنا، كما أثبتت تجارب السنين الماضية أن العرب مستهدفون ويراد لهم العيش في عالم مغلق يعاكس اتجاه التطور السليم، ومع الأسف أصبحنا نخلط الأمور بحيث لم يصبح للأحداث أي معنى وكأن ليس عندنا أي منهج للعمل أو فكرة أو حتى فلسفة.

صحيح أن التاريخ كما يقولون حدث مكرر، يعيد ذاته، بمعنى أنه استمرار للولادة والموت، والحب والبغض، والخوف والانتقام.. إلخ، لكن لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون وعي ومعرفة ملامح هويته والاستفادة من الدروس، ويختبئ في ظلاله هربا من النور، إنها أشبه بالحالة المرضية، وأتصور أن العرب مصابون بها، لكنهم مازالوا مصرين على التسمية الخاطئة التي تجعل من ذلك المرض قوة وصحة وعنفوانا.

ليت العالم العربي يستفيد من دروس وعبر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وأرجعه إلينا سالما معافى، فسموه دائما ينصح بالتمحيص والتروي والمقارنات التي تؤدي إلى استخلاص كل ما تطمئن به النفس، وكذلك الحذر والوعي والاستفادة من تركيبة التاريخ وأحداثه الضخمة، ومازال سموه حفظه الله ورعاه يحذر من المؤامرات بكل ألوانها والغربلة والتمحيص قبل الذهاب، ويريد صفة الحزم والصلابة والابتعاد عن صفة اللين والضعف، والمسألة الآن بيد العرب للحاضر والمستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية