+A
A-

بعد فشل التدخلات القطرية.. من سيرأس دويتشه بنك؟

قالت مصادر مطلعة إن المستثمرين القطريين في دويتشه بنك يرغبون في استقالة رئيس مجلس الإدارة بعد فشله في تعيين ممثل لهم بالمجلس.

وبحسب وكالة رويترز فإن القطريين غير راضين منذ أشهر عن قيادة بول أخلايتنر لأكبر بنك ألماني وسط انحدار طويل في سعر السهم.

وبحسب ستة مصادر، من بينهم مساهمون كبار ومصرفيون وآخرون لهم اطلاع مباشر على الأمر، فإن فشله في تعيين المصرفي السويسري يوريج تسلتنر بالمجلس كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

تدخلات غير حميدة

وقالت تلك المصادر إن ممثلين للأسرة الحاكمة في قطر أبلغوا إدارة دويتشه ومستثمرين رئيسيين آخرين أن أخلايتنر (63 عاما) ينبغي أن يعلن انصرافه قريبا.

وقال مصدر مطلع إن كيانين قطريين، هما بارامونت للخدمات القابضة وسوبريم يونيفرسال القابضة، التي تخضع كل منهما لسيطرة أعضاء في أسرة آل ثاني القطرية الحاكمة، يملكان نحو 10% معا، مما يجعلهما أكبر مساهمين في البنك.

وقال أحد المصادر إن على أخلايتنر أن يغادر خلال الأشهر المقبلة، في حين قال ثان إن عليه أن يعلن خروجه بحلول الاجتماع العام السنوي المقبل في مايو على أقصى تقدير.

من جانبه، أكد أخلايتنر، الذي تنتهي مدته في 2022، لزملاء له أنه يبحث عن خلف له.

وأحجم دويتشه بنك وأخلايتنر عن التعليق، وكذلك ميشيل فايسولا، الرئيس التنفيذي لمكتب ديلمون العائلي الذي يتولى الإشراف على استثمارات دويتشه بنك العائدة إلى أعضاء في آل ثاني.

وتحدث عشرة أشخاص عن العلاقة المتوترة بين أخلايتنر والقطريين، لكنهم اشترطوا عدم نشر أسمائهم نظرا لحساسية المسألة.

تراجع 70%

يسلط استهداف أخلايتنر خيبة الأمل العميقة حيال المصرفي النمساوي. فقد تراجع سهم دويتشه بنك 70% منذ تولى منصبه في العام 2012.

كان أخلايتنر اجتاز اقتراحا لإقالته خلال أحدث اجتماع سنوي هذا العام.

فقد فشل مصرفي غولدمان ساكس السابق، الذي أشرف على عدة تغييرات لمنصب الرئيس التنفيذي لدويتشه، في وقف تراجع البنك. وفي وقت سابق هذا العام، انهارت محادثات للاندماج مع كومرتس بنك المدعوم من الدولة.

كان توسع دويتشه بنك الجريء في الأنشطة المصرفية الاستثمارية قد أفرز غرامات بمليارات اليورو بسبب مخالفات وسنوات من الخسائر.

وبعد انتقاده في وقت سابق بدعوى تحركه ببطء شديد لتقليص أنشطة بنك الاستثمار، دعم أخلايتنر جهود الرئيس التنفيذي كريستيان زوينج الأعمق للتركيز على ألمانيا.

ومن جانبه أبدى زوينج دعمه له. فقد قال في سبتمبر أيلول أثناء مؤتمر نظمته صحيفة ألمانية إقليمية "يسرني أنه هنا."

تضارب مصالح

المستثمران القطريان الرئيسيان هما رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم، والشيخ حمد بن خليفة.

وفي 2016، عندما تعرض أخلايتنر لضغوط فيما يتعلق بأداء دويتشه، دعمته بارامونت، شركة الاستثمار التابعة لآل ثاني، في بيان علني نادر.

لكن العلاقات أصابها الفتور منذ ذلك الحين.

وبطلب من قطر، رشح أخلايتنر في أغسطس تسلتنر، المسؤول التنفيذي السابق في "يو.بي.اس" لعضوية مجلس الإدارة.

لكن الجهات التنظيمية رأت في الأمر تضارب مصالح لأن تسلتنر هو الرئيس التنفيذي لشركة كيه.بي.ال يوروبيين برايفت بنكرز، التي تتداخل أعمالها مع أعمال دويتشه بنك ويسيطر عليها عضو بالعائلة القطرية الحاكمة.

ومنع المسؤولون التنظيميون في البنك المركزي الأوروبي وجهاز مراقبة أسواق المال الألمانية بافين من إنفاذ التعيين هذا الشهر.

عثرة محرجة

كانت تلك عثرة محرجة لأخلايتنر، الذي يملك واحدة من أقوى شبكات العلاقات في قطاع الشركات داخل ألمانيا، والذي يشغل حاليا عضوية مجلس إدارة باير، مالكة شركة مونسانتو، والمدير المالي السابق لشركة التأمين الألمانية أليانز.

وشكا بعض المسؤولين التنظيميين في أحاديثهم الخاصة من أن أخلايتنر لم يبحث تعيين تسلتنر بشكل شخصي معهم قبل الإعلان عنه، حسبما ذكر مسؤول كبير.

ومن بين عدة أسماء يتداولها المستثمرون كمرشحين محتملين لخلافة أخلايتنر يأتي ثيودور فايمر، الرئيس التنفيذي الحالي للبورصة الألمانية.

وأحجمت البورصة الألمانية عن التعليق لكن مصدرا قريبا من فايمر قال إنه بصدد تمديد عقده الحالي البالغة مدته ثلاث سنوات.

اسم آخر هو نيكولاوس فون بومهارد، الرئيس الحالي لمجلس إدارة ميونخ ري والبريد الألماني. وامتنع هو الآخر عن التعقيب.