على الرغم من ظروفه الصحية ومتابعته ملفات كبيرة في شئون البلد، إلا أن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أولى اهتمامًا بمناسبة مهمة على روزنامة مناسبات منظمة الأمم المتحدة، وهو مناسبة “يوم الأمم المتحدة” الذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، وربما يأتي التساؤل :”لماذا يركز سمو رئيس الوزراء على محور نهضة الشعوب؟”.
والإجابة، واضحة جلية في رسالة سموه السنوية بهذه المناسبة، والتي جاء في موضع رئيس منها أهمية “الدور الذي تنهض به الأمم المتحدة في ترسيخ رؤية عالمية واعية ومسئولة للتعاون بين الشعوب ارتكازا على القيم النبيلة والقواسم الإنسانية والحضارية المشتركة؛ من أجل نهضة الشعوب وحمايتها من الانزلاق إلى الفوضى والدمار”. (انتهى الاقتباس).
إن المكانة الدولية التي عرفها العالم لـ “خليفة بن سلمان” كقائد حاز على أوسمة وجوائز وشهادات ومراتب في مجالات التنمية البشرية والحضرية والإسكان والثقافة والتراث الإنساني والأهداف الإنمائية للألفية، وغيرها من الأوسمة التي ميزت مملكة البحرين على خارطة العالم بفكر وعطاء وجهد سموه، تجعل منه (شخصية مؤثرة وملهمة) حينما يقدم للعالم رسالة تتضمن في أبعادها القضايا الإنسانية التي تهم كل الدول والمجتمعات، وتجسد إيمان سموه ومسئوليته الأممية في قراءة المستقبل ومواكبة التحديات وصياغة الأفكار والمبادرات التي تسهم في إرساء دعائم الاستقرار والتنمية باعتبارها في هذا العصر، ركائز لا تقتصر على مساحة جغرافية محددة، أو مكون إنساني محدد أو مبادئ محددة وفق حيز محدد، بل تشمل العالم بأسره، حيث تتلاشى الحدود الجغرافية والسياسية وتتصدر قضايا العيش الآمن الكريم والاقتصاد المنجز في تحقيق رفاهية كل الشعوب، وترسيخ العمل العالمي المشترك الهادف لخير البشرية جمعاء.
هذه هي رؤية سمو رئيس الوزراء التي منحها من فكره وعمله ومبادراته على مدى سنوات طويلة، ولهذا ورد في رسالة سموه أن الأمم المتحدة ستدخل عامها الخامس والسبعين وبات ضروريًا “النهوض بدور الأمم المتحدة بما يجعلها أكثر قدرة وتأثيرا في التعامل مع المتغيرات والتحديات المتزايدة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن”، وهي رؤية تعد من ثوابت السياسة البحرينية بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، من خلال إستراتيجيتها الداعمة لتعزيز الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها وبرامج عملها، ضمن منطلقات التعاون البناء مع المجتمع الدولي.
لقد اهتم سمو رئيس الوزراء بكل متطلبات الأمن والسلام والعيش المستقر للمجتمعات، والدعوة لتجنيبها الصراعات والأزمات والتوترات، ونسأل الله أن ينعم على سموه بالصحة والعافية والعمر المديد؛ لننهل من عطائه وفضله ورؤى سموه في تحقيق ازدهار الشعوب وخير الإنسانية.