العدد 3399
السبت 03 فبراير 2018
banner
ليست هذه همومنا يا نواب
السبت 03 فبراير 2018

يحاول أعضاء المجلس النيابيّ كسب ثقة المواطن، لكنهم في الواقع يبتعدون عنه مسافات شاسعة عندما يتجاهلون قضاياه وهمومه ويناقشون أمورا لا تمت لحياته بأدنى صلة، المثال الأقرب لنا إضاعة وقت المجلس في مسائل هامشية كماء المكيفات، والسؤال هنا: هل تمت حلحلة جميع الأزمات التي يئن من وطأتها الإنسان البحرينيّ ولم تتبقى إلا مياه المكيف؟ من شاهد وقائع المناقشة ومداخلات الأعضاء وانفعالاتهم يستحيل أن يتصور أن تكون القضية هي مياه المكيف. إنّ المواطن يتساءل بكل طيبة ومعه كل الحق هل هذه هي القضايا التي كنا قد انتخبناكم من أجلها؟ ولماذا ألقيتم وعودكم إبان الحملة الانتخابية وراء ظهوركم؟

الأمر المثير للسخرية تصوير أحد النواب “للكارثة” بأحد “الدواعيس” الذي يقع ضمن منطقة النائب بأنّ هناك عشرين مكيفا تتسبب في مستنقعات، وتفتق ذهنه عن حل يستوجب السرعة في إقراره وهو توفير “أهواز وقواطي صبغ” لوقف هذه الكارثة المدمرة! ولعلاج معضلة باتت موضع قلقل بالغ للمواطنين بحجم مياه المكيفات فإنّ الإخوة النواب اقترحوا فرض مخالفة مالية مقدارها 300 دينار لمن لا يبادر بوقف مياه المكيف!

المصارحة تقتضي القول إن السنوات الثلاث الفائتة من عمر المجلس وحتى اللحظة لم يشعر المواطن البحرينيّ إزاءها بأنّ هناك من يتحسس آلامه وهمومه. رفع سعر البنزين والقيمة المضافة وفرض الرسوم هل هذه القضايا قابلة للتأجيل؟ أعرف أنّ هناك من يغضبه هذا الكلام ولكن ماذا نفعل إذا كان السادة النواب يتجاهلون عمدا استغاثات المواطن؟

أتذكر ذات مرة أنه قبل سنتين بالتحديد صارحنا أحد النواب وبعد قطيعة لأبناء منطقته بأن يفعل شيئا من أجل المنطقة! لكنه كعادته ساق أعذاراً زعم أنها تمنعه من الاتصال بهم لكنها لا تنطلي على أحد. قلنا له إن الناخبين يريدون أن يبثوا إليك همومهم ولكنهم لا يستطيعون رؤيتك، ومن بين المبررات أنّ مهمة النائب تتلخص في التشريع داخل المجلس فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .