العدد 3332
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017
banner
التكفيريون... جرذان يعيشون في عالم غير عالمنا
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

تواجه الأمة العربية على ما يبدو محاولة تصفية على مختلف الجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فهناك من يريد للإرهاب أن يملأ ساحة الوطن العربي طولا وعرضا، لكن العين موجهة إلى قلب العرب والأمة العربية “مصر العظيمة” التي تعرضت يوم الجمعة الماضي إلى عملية إرهابية دنيئة استشهد على إثرها مئات المصلين وأصيب العشرات في هجوم شنه مسلحون إرهابيون على مسجد بشمال سيناء أثناء تأدية صلاة الجمعة.

إن نشاط هذه القوى الرجعية التي كانت نائمة في جحورها بالتعاون مع دول تنتج الإرهاب مثلما تنتج “الغاز” تخطى مرحلة الكم إلى مرحلة الكيف، واختيار بيوت الله وقتل المصلين مسألة خطيرة جدا وتحتاج لمواجهات كبرى وتنظيم أكثر فاعلية وإعادة تشكيل الهياكل وإحداث تغيير جذري داخل البيت العربي نفسه، فمازالت هناك دول عربية غير ملتزمة بالدفاع عن أبناء الأمة الواحدة، تحمي بكامل إرادتها الإرهاب والإرهابيين كداعش والإخوان وحزب الشيطان ومختلف القوى الرجعية المتخلفة، لهذا إن العدو الرئيسي في الجبهة المعادية هو العربي الغبي الذي يمارس الإرهاب وقتل الأبرياء تحت ستار الدين والجمعيات الإسلامية المستغلة والمزيفة للإسلام على شاكلة جماعات القرضاوي الذي مازال هدفه الرئيسي تحطيم الإسلام الصحيح والمعتدل، من أجل تحقيق المصالح الصهيونية والصفوية.

كل هذه الحقائق لابد أن تكشف الدور الذي تلعبه الجمعيات الإسلامية ودور العبادة غير المراقبة وكمية كتب التكفير والتحريض التي توزع وأصبحت بها قوة فعالة في تنمية صناعة الإرهاب، وكل البيانات الإحصائية التي تجمع على أسس علمية وسليمة تشير إلى أن 70 % من الإرهابيين تأثروا بالكتب التي تزودهم بها الرجعية الفكرية، وهذا الكلام ينطبق على نطاق الوطن العربي كله، لذلك فالأمة العربية أمام تحد خطير وحرب مفتوحة على كل الجهات، فالتكفيريون ينبغي التصدي لهم في الندوات والمحاضرات، فهؤلاء الجرذان يعيشون في عالم عربي آخر غير عالمنا الذي نعرفه، أما على المستوى السياسي الدولي فقضية الشلل الذي تشكو منه بعض الدول العربية يجب أن تحسم، فالتلاحم العربي والتنسيق السلاح الذي ما وجه العرب يوما في وجه عدو من أعدائهم إلا هزموه، ومعركتنا اليوم هي معركة دين وعقيدة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .