انهالت الانتقادات وكثرت التحليلات النفسية والاجتماعية للممثل المصري محمد رمضان بعد قيامه بنشر صورته مع طائرته الخاصة، حيث تناولت العديد من البرامج التلفزيونية هذه الصورة بالنقد الشديد واتهام الممثل بالنرجسية، وأنه بحاجة إلى تأهيل نفسي، وأظهرت هذه البرامج والآراء غضبا للبسطاء من الشعب وخوفًا عليهم من مثل هذا العمل “الاستفزازي”، هذا التركيز الإعلامي جعلني أستذكر الكثير من الوقائع المشابهة بل الأكثر خطورة والأشد ضررًا على المجتمع، ولكن لم نجد للإعلام فيها دورا، أو أنه اتخذ جانبًا مدافعًا ومبررًا وداعيًا إلى التماس الأعذار للمخطئين حتى إن ارتكبوا جرائم بينة وأتوا بممارسات أشد مما فعله الممثل محمد رمضان.
إن كان هؤلاء يبررون انتقاداتهم بخوفهم على “الجمهور” من هذا الثراء الذي وصل إليه ممثل شاب في سنوات معدودة بفضل قيمة التذاكر التي يدفعونها، فأين هم من كثر لا نعرف طرق صعودهم السريع في عالم المال والثراء، ولماذا لا يتحدثون عن مظاهر إهدارهم المال رغم أنه الأكثر وضوحًا والأشد أثرًا على اقتصاد المجتمع، وإذا كان ما قام به هذا الممثل يندرج ضمن التباهي، فإنه أيضًا يعكس وضوحًا وشجاعة في الإعلان ولو ضمنا عن ما يمتلكه في حين يخفي آخرون ما يملكون ويتهربون حتى لا يتعرضوا للمحاسبة ولا يكونوا عرضة للضرائب “العادلة” بحقهم.
هم ينتقدون هذا الممثل ويدعون أنه لن يكون صادقا حين يقوم بالدفاع عن الفقراء وتقمص دور “الغلابة”، رغم أنهم أيضًا من ذوي الرواتب “المليونية” الضخمة، ما يجعلهم غير مقنعين حينما يتصدون لذات القضايا في برامجهم، ما قام به هذا الممثل - وهو مرفوض جملة وتفصيلا - يقوم به الكثيرون، ويكونون إعجابا وإشادة، فهل الهجوم على رمضان فقط لأنه يمثل لقمة سائغة ومأمون الجانب لأنه لن يقدر على مبارزة البرامج وإحراجها، لأن سنوات الفقر مازالت قريبة من هذا الممثل الذي اعترف بنفسه بأنه من أسرة بسيطة، وأن والده لا يملك 10 جنيهات في حساب في البنك، أو قيراط أرض.