+A
A-

الموظفون بعد العيد ... ماراثون 40 يومًا للراتب المقبل

انتهى العيد وانتهى معه ما في الجيب وبدأ الناس ماراثون طوله 40 يومًا حتى يصل الراتب المقبل.

البعض سيلجأ إلى جدولة القرض وآخرون إلى البطاقات الائتمانية وغيرهم إلى التسلف، ويؤكد هؤلاء أن صرف الرواتب قبيل العيد أعانهم على المصاريف لكنه سيربكهم الأيام المقبلة، في إشارة إلى عدم إدارة الموقف المالي بالطريقة المثلى.

وأوضح مواطنون لـ”البلاد” أن البادرة جيدة ولكنها تضعهم في ضيق مالي حتى صرف راتب الشهر التالي، فيبقى المواطنون بلا راتب ما يقارب 40 يوم تقريبًا، منهم من يلجأ لإعادة هيكلة قروضهم أو الاعتماد على البطاقات الائتمانية والبعض يخطط لاستلام الجمعيات في ذلك الوقت خصوصًا.

وقال المواطن يونس علي إنه بعد أن اشترى احتياجات عائلته لعيد الفطر اضطر أن يقوم بإعادة هيكلة القرض الشخصي حتى يكون لديه مبلغ مالي يستطيع من خلاله تلبية ما تبقى من متطلبات العائلة بعد انتهاء فترة العيد.

وأضاف: “لزمني مبلغ من المال لبعض التعديلات المنزلية ولكن بسبب صرف الرواتب مبكرًا لم يتبق لدي أي مبلغ مالي، فقمت بتجديد القرض وعمل التصليحات اللازمة والضرورية في المنزل، وحتى لا تبقى عائلتي دون مبالغ تستطيع من خلالها العيش الكريم”.

بدوره، تصرف المواطن عبدالنبي سلمان بنفس التصرف السابق، وقال: “نقدر مساعدة حكومتنا لنا ولعائلاتنا في صرف الرواتب قبل موعدها، ولكنه يؤثر علينا في الشهر المقبل بعد توفير احتياجات العائلة وصرف العيادي للصغار”.

وأضاف: “لا نريد التقصير بحق الأبناء لذا لا نستطيع أخذ مبلغ ووضعه جانبًا حتى تتوازن الميزانية، فهذا عيد ومناسبة لا يجوز من خلاله كسر خواطر الصغار وحتى الكبار بل يجب تلبية حتى أصغر احتياج لهم”.

وأوضح: “قمت بتجديد القرض الشخصي حيث إن بعد مناسبة عيد الفطر ستبدأ الإجازة الصيفية وتغيير الجو للأبناء والسفر للخارج، حيث إن السفر في الفترة الأخيرة أصبح أغلى من ناحية التذاكر بالذات، ويليها مباشرة التجهيز للمرحلة الدراسية الجديدة”.

من جانبه، قال المواطن أحمد فاضل: “إن الوضع مثل أي عائلة بحرينية مقتدرة الحال، تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة ولكن الفرق في هذه المرة هو وجود 10 أيام إضافية تقريبًا حتى الراتب المقبل”.

وأضاف: “وحتى لا تشعر العائلة بوجود نقص في الميزانية والمبالغ المتوافرة ألجأ لاستخدام البطاقات الائتمانية التي توفرها بنوك المملكة، ومن ثم أدفع مديونيتي بشكل مقسط وعلى دفعات وذلك حسب الإمكانية”.

المواطنة فاطمة رضي، أيضًا تلجأ لاستخدام البطاقات الائتمانية، وقالت: “هناك أوقات كثيرة ألجأ فيها لاستخدام هذه البطاقات كونها من الحلول السريعة والسهلة في الاستخدام، أساعد زوجي في كثير من المصاريف وكما نقول (يد وحدة ما تصفق)”.

وأضافت: “المناسبات والمواسم إن كانت سياحية أو مدرسية وغيرها جميعها تكون في فترة مرتبطة ومتتالية، لذا لا مفر من استخدام هذه البطاقات، وخصوصًا بعد أن تصرف الحكومة الرواتب قبل موعده بحوالي أسبوع”.

 

 

وأوضحت: “أقوم باستخدام البطاقة دائما لذا منذ بداية طرح الراتب أقوم بتحويل جميع المبلغ لحساب البطاقة الائتمانية، وذلك تسديدًا لديون الشهر السابق”.

والمواطن علي ناصر أيضًا يشارك السابقين التصرف ويقول: “أصبحت البطاقات الائتمانية ضرورية في الحياة، فالرواتب بالكاد تكفي تسديد القسط الشهري للقرض وتغطية المصاريف حتى الشهر التالي”.

وأضاف: “إن خرجت العائلة للترفيه عن نفسها فلا بد للأطفال أنهم سيطلبون اللعب في أماكن الألعاب إن كانت الموجودة في المجمعات التجارية أو الأماكن الترفيهية الأخرى، وحتى نبين لهم حبنا نلبي طلباتهم بوجود البطاقات الائتمانية ونقوم بتسديد الديون في الأشهر المقبلة”.

أما أم نايف، فقالت: “اعتدت خلال السنوات السابقة أن أقوم بالاشتراك في الجمعيات التي يقوم غالبية مواطنين البحرين بالاشتراك فيهم ابتعادًا منهم عن السلف والإحراج من الأقرباء عند عدم القدرة على التسديد وأيضًا الابتعاد عن وضع ثقل القروض الشخصية والالتزام بها لفترة طويلة”.

وأضافت: “في الأساس زوجي يسدد قسطًا شهريًّا لقرض شخصي لذا قمت أنا بالابتعاد عن هذه الفكرة وتوفير المبلغ من خلال جمعية مع أحد المعارف، أقوم بدفع نفس مبلغ القسط الشهري تقريبًا ولكن الفرق أنني استلمت مبلغ الحاجة فقط ودون الحاجة لدفع الفائدة للبنك”.

وأيضًا أم محمد تلجأ للجمعيات وتقول: “لا يوجد بيت بحريني غير مديون للبنوك بسبب القروض الشخصية، زوجي يوفر لنا ما نحتاجه من خلال وظيفتين، يكدح في الليل والنهار حتى لا ينقص علينا شيء، نشكر الحكومة على اهتمامها بمواطنيها وصرف الرواتب بأوقات تسبق المناسبة ولكنها تشكّل عبئًا كبيرًا في الشهر التالي”.

وتابعت: “نحن مديونون لبنك تجاري بقسط شهري تسديدًا للقرض بعد أن أخذناه لبناء منزلنا، بناتي كبروا وتخرجوا وأصبحوا بحاجة لسيارات وتسديد قسط الجامعات فمنهم من يدرس في جامعات خاصة في المملكة ومنهم في الخارج”.

وأوضحت: “إضافة لقسط قرض البنك قمنا بالاشتراك من خلال أكثر من جمعية تفاديًا للفوائد الكبيرة التي تأخذها البنوك وسعيًا منا لتوفير الحياة الكريمة لأبنائنا إن كان لتوفير احتياجات العيد والمناسبات أو تسديد أقساط الجامعات”.