+A
A-

العاهل: كلما تقدمنا زادت المؤامرات... ونقبل التحدي

كان عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبلي أخيه رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق لدى وصوله إلى البلاد أمس في زيارة رسمية لمملكة البحرين.

كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والوزراء. 

وبعد استراحة قصيرة بقاعة التشريفات الكبرى بقاعدة الصخير الجوية، توجّه موكب جلالة الملك وضيف البلاد الكريم إلى قصر الصخير، فيما اصطف على جانبي الطريق طلبة مدارس وزارة التربية والتعليم ملوحين بأعلام البلدين الشقيقين ومرحبين بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

وفي قصر الصخير، جرت للرئيس المصري مراسم استقبال رسمية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لمقدم ضيف البلاد الكريم، كما عُزف السلامان الجمهوري المصري والملكي البحريني.

بعد ذلك، تفقّد جلالة الملك والرئيس المصري حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.

 

بعدها عقد جلالة الملك جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وأعضاء الوفدين.

واستعرض الجانبان العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في كل المجالات الحيوية في ظل الحرص المشترك على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها، بما يخدم مصالحهما ويلبي تطلعات شعبيهما. 

ورحب جلالة الملك بالرئيس المصري، معرباً عن اعتزاز مملكة البحرين وشعبها بهذه الزيارة؛ تقديرا للرئيس ومواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها.

وأكد جلالة الملك أن مملكة البحرين لا تنسى مساهمات مصر ومشاركتها منذ القدم وإلى الوقت الحاضر في البناء والنهضة والاستقرار في مملكتنا، وما وجدنا من أشقائنا المصريين الذين يعملون بصمت وبكفاءة وبنفس كريمة إلا كل الخير، وهذه هي الأخلاق المطلوبة، وأن أهل البحرين بما لهم من روابط وثيقة مع إخوانهم المصريين قد عززوا وأحبوا هذا الترابط كثيرا عبر تواصلهم الدائم معهم، وأن هذا الشيء مبعث للسعادة.

وقال جلالته إن الظروف غير الطبيعية والأحداث التي جرت في العالم أخيرا والتي تعرضنا لبعض منها كانت أمورا مفتعلة كما حدث في مصر، والتي اكتُشف أنها تدار وتحاك من قبل قوى خارجية، وشكلت صدمة للشعبين المصري والبحريني، والحمد لله فإنه وفي وقت قصير تمكن الإخوة المصريون من إعادة تنظيم أنفسهم وإعادة الأمور إلى طبيعتها، وهذه في الحقيقة مفخرة تحسب لهم بعد انتهاء المخطط، حيث كانت جرأة وشجاعة الأشقاء وإيمانهم بحب الوطن، هي ما دفعهم للحفاظ على مصر من أن تسقط في أيدي جهلة ومجرمين الأمر الذي لا يرتضيه رب العزة والجلال، وأن تعود المسؤولية إلى أهلها الطيبين وإلى أهل الحق وأهل العدل، ووجدنا أن من أركان هذا المخطط الحملة الإعلامية المضللة للشعوب في العالم بأن هذه الدول دول لا تطبق القانون. 

وشدد جلالته على أهمية نشر ثقافة القانون، منوها إلى أن أكثر أعداد خريجي الجامعات هم من دارسي الحقوق والقانون في البلدين، وأن مجتمعنا في المملكة ومجتمع مصر على مستوى عال من الثقافة التي لا تسمح بأي وسيلة من وسائل التضليل الإعلامية أن تبسط وصايتها عليه، مقدرا العاهل دور الإعلام النزيه في تعرية الحقائق أمام الشعوب.

وأشار إلى أن ما تتمتع به مصر من مكانة مرموقة بين الدول وما تمثله من حصن منيع وسند للدول والشعوب العربية والإسلامية جعلتها موضع الاستهداف الأول؛ لأنها أكبر دولنا وأعزها وهي السند للجميع في الخليج العربي.

وأكد جلالة الملك أن التنسيق والتشاور مستمران مع جمهورية مصر العربية؛ بفضل قيادة الرئيس السيسي، وأشاد بدور مصر في حرصها الشديد على جوارها خصوصا الخليج العربي، وجمهورية مصر لها تاريخها ومؤسساتها، وأن التشاور مستمر فيما بيننا واليوم يشرفنا الرئيس بهذه الزيارة، معبرين عن اعتزازنا بهذه الزيارة ولمواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها، وأننا نعمل معا في جميع القضايا التي تهم البلدين، شاكرين ومقدرين هذه الزيارة التي تعزز من أمننا واستقرارنا.

 

 

من جانبه، عبر الرئيس المصري عن شكره وتقديره لجلالة الملك على الحفاوة والكرم التي هي سمة من سمات البحرين، وإن هذا يسجله بكل الاحترام والتقدير والحب، وأكد شكره على كل ما عبر عنه جلالته، وأننا نتعاون من أجل الاستقرار والأمن والأمان لبلادنا.

وأضاف: نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولن نسمح للآخرين أن يتدخلوا في شؤوننا؛ لأن الذي حدث في السنين السبع السابقة درس كبير لنا لأن نكون دائما مع بعضنا ودائما نتعاون ونتآخى في مواجهة التحديات التي تؤثر على شعوبنا.

وقال: نحن معكم في مصر ومع الاستقرار ومع الأمن ومع عدم التدخل، ومثل ما نحن ألزمنا أنفسنا بعدم التدخل في شؤون الدول، نقول للدول لا تتدخلوا في شؤوننا، وهذا أمر ثابت؛ لأن الاستقرار والأمن أمر يهمنا كلنا.

وأضاف: أنا أطمئنكم على مصر كما أنني مطمئن على البحرين، والحمد لله رب العالمين؛ لأن الفترة التي مضت كلها استفدنا منها رغم الصعوبات التي واجهناها وأصبح المصريون وأشقاؤهم في البحرين على وعي بالتهديد والتحدي، وعرفوا أنه مهم أن يحافظوا على بلدهم ولا يسمحوا لأي أحد أن يتدخل في شؤونهم.

وأضاف السيسي: “مثل ما قال جلالة الملك: نحن دائما مع بعضنا البعض، وأنا لما أقول هذه الكلمة أقولها: نحن لا نتعاون ضد بعضنا ولا نتعاون على العدوان، نحن نتعاون من أجل الدفاع عن مصالح شعوبنا، وهذا موقف مصر من أشقائها وليس البحرين فقط، وأعلناه كثيرا جدا أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، ونحن قادرون معا على أن نحمي أمننا وأن نحمي مصالحنا، وان تعاون دائم من أجل السلام والاستقرار وهذا هو أفضل التعاون في الدنيا، وان الناس تتعاون على الخير والحمد لله رب العالمين”.

وأشاد جلالة الملك بمثل هذا التعاون الذي يهدف إلى السلام والمحبة وأن الحديث مع الرئيس ولله الحمد يجعلنا مطمئنين، وأن شعبي البلدين البحريني والمصري تحت قياديتهما كلهم أبناء البلدين ولا تفريق بين أبناء الوطن والفرق هو في مدى الالتزام بقوانين البلد، وليس بسبب اللون أو الدين أو التاريخ تحت جسم واحد وأهل البحرين أثبتوا وحدتهم جميعا بما فيهم المقيمين الذين أيدوهم في كل الأهداف التي طرحت أمامهم سواء كانت عربية أو وطنية.

وقال جلالته إن الشعوب غير العربية أيدوا الاتجاهات العربية التي طرحت عليهم؛ لأنهم عاشوا بين أحبائهم العرب ووجدوا كل الخير والتواصل والمحبة والتآلف، وبين جلالته أن البحرين حسب آخر إحصائية تنمو اقتصاديا 3.4 %، ففي مثل هذه الظروف نرى أن البحرين تحلق عاليا اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا ودفاعيا، وأشار إلى أن قوة مصر هي قوة للعرب وتكون بديلة عن أشياء كثيرة وعن قوى كثيرة. وقال جلالته إننا كلما تقدمنا كلما زادت المؤامرات ولا نقبل التأخر ونقبل التحدي. وأشار إلى أن مصر فيها النظام الصحي والغذائي والتعليمي وكل ينشد التطوير حتى أكبر الدول تعمل على التطوير ولا يمكن أن نوقف التطور والتقدم، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات مع مصر شيء ضروري لأسباب كثيرة، فمثلا الانفتاح يوجد في البلدين والتعليم والتقدم، ومصر اليوم تعمل على الإصلاح بين جيرانها، ونحن نقدر لها وللرئيس هذا التوجه وإصلاح ذات البين، وأكبر دليل هو دور مصر اليوم في ليبيا التي تعمل على الإصلاح والبناء والتطور، وأكد جلالته أهمية الاستمرار في تعزيز وتقوية العلاقات الوثيقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر لما لذلك من أهمية في الحفاظ على خير واستقرار المنطقة.