+A
A-

إبراهيم الشيخ: قبلت التحدي وحققت نجاحي

"مونتريال" تضع الحلول لمساعدة الناس على امتلاك السيارات

نتبع إستراتيجية تضمن لنا البقاء والاستمرار والتطور

أقسّم اليوم بالفروض الخمسة وأعطي كل شيء حقه

البحرين تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة وتنافسية

جيل متفتح ومتقدم من الشباب الذين يديرون مؤسسات الدولة

على الشباب البحريني دخول السوق وعدم خشية الخسارة

 

الصبر والجهد والمثابرة، ومقت السلبية وحب التفاؤل، كلمات تلخص مسيرة رجل الأعمال ومالك شركة مونتريال للسيارات إبراهيم الشيخ في عالم المركبات والتسهيلات.

يقول: 25 عاما من العمل المضني، حتى وصلت إلى هنا، ومازال الطريق طويلا، لكنه لم يكن يوما ممهدا وسهلا، والنجاح لا يأتي صدفة.

ورسالته للمحبطين: شكرا لكم، فأنا قبلت التحدي، وحققت نجاحي.

 

مونتريال... البداية

عاد الشيخ بالذاكرة 25 عاما إلى الوراء، وبالتحديد للعام 1994 عندما أطلق شركته الخاصة "مونتريال"، حيث يؤكد "كان حلم طفولتي، فأنا أعشق السيارات منذ الصغر".

وزاد "بدأت بمعرض صغير مؤجر في المحرق وأنا ابن 23 عاما، حيث عملت بالسيارات المستعملة، ثم بالجهد والمثابرة والإصرار، كبر الحلم وكبرت مونتريال لتقود سوق السيارات والتسهيلات في البحرين (...) بعد أن منَّ الله علينا حرصنا على شراء المكان الذي كان فاتحة الخير وبالفعل اشتريناه بـ 3 أضعاف قيمته".

وتابع الشيخ "ابتعدت طوال السنوات عن التقليد ونسخ المنتجات، واتجهت إلى التجديد والابتكار وإلى إيجاد الحلول؛ لمساعدة الناس على امتلاك السيارات، وابتكار سوق جديدة، وهو ما جعل مونتريال في طليعة العاملين في القطاع بالبحرين (...) لم أشغل نفسي طوال هذه السنوات إلا بالعمل، ولم ألتفت للغير، فقد وضعت هدفا، وسرت إلى تحقيقه، لتصبح ظاهرة مونتريال تدرس في مجال التسويق اليوم".

وقال الشيخ "لم يأت النجاح صدفة، ولم يكن سهلا، فقد سهرت وتعبت وجهدت حتى أصبح العمل على هذا النحو، واجهت الكثير من المنغصات والإشاعات، وكلام المحبطين، والذين أقول لهم اليوم: شكرا لكم، فأنا قبلت التحدي، وحققت نجاحي".

ولكن الشيخ لا ينسى الجميل، فهو يؤكد أنه تلقى الدعم من العائلة (...) الوالد وقف إلى جانبي ودعمني بالنصح والمشورة والسيولة، وأيضا إخواني الكرام وقفوا إلى جانبي".

وتابع "لدينا 4 فروع داخل المملكة، ونستعد لإطلاق الخامس في منطقة الرفاع، يضاف إليها فرعان، أحدهما في السعودية الذي بدأ قبل 5 سنوات، ودبي قبل 3 سنوات تقريبا".

وأضاف "العمل جيد، ونملك مجموعة لا بأس بها من السيارات، ولدينا مستودعات، ومخزون يلبي احتياجات السوق والطلب المتزايد".

 

السيارات الكلاسيكية

ويقول الشيخ "كانت السيارات شغفي منذ الطفولة، أمتلك حاليا مجموعتي الخاصة، وهي عبارة عن جميع السيارات التي وددت أن أقتنيها يوما (...) أغلبيتها شبه جديدة، اشتريتها كلها جاهزة من مزادات عالمية، فأنا لا أملك الوقت لإعادة تجديدها كما يفضل هواة السيارات الكلاسيكية".

وواصل "أحب هذه السيارات، لكن الأقرب لي هي السيارة الأقدم في مجموعتي، من نوع رنج روفر1984".

وحول إذا ما كان هناك خطط للعمل في هذه المركبات، قال الشيخ "لا أفكر بالعمل في السيارات الكلاسيكية رغم جمالها وحبي لها؛ كون محبي أو مقتنيي هذه السيارات يفضلون إعادة تجديدها بأنفسهم، فهم يجدون المتعة في ذلك، ما يعني صعوبة العمل بها. رغم أنه استثمار مجد ولها زبائنها الخاصون، لكننا غير مستعدين لها حاليا".

وفي حديثنا عن السيارات القديمة وحب امتلاكها، ما رأيك في قرار منع دخول السيارات التي يزيد عمرها عن 5 سنوات؟

"القرار منصف، فهو يحمي شوارع البحرين وبيئتها، فلا يمكن أن تكون سوقنا مكبا للسيارات القديمة التي اتخذت الكثير من الدول قرارا بإعادة تصديرها (...) البحرين لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة، فيفضل ألا يكون في شوارع البحرين سوى المركبات الممتازة التي لا يوجد فيها أعطال تعوق حركة المرور".

وكانت البحرين قررت منع دخول السيارات التي يزيد عمرها عن 5 سنوات مع مطلع شهر مايو الماضي 2016، واستثنى القرار السيارات الكلاسيكية.

ويؤكد الشيخ أن "القوانين والتشريعات التي تصدر في البحرين، ومنها قوانين المرور دائما تصب في المصلحة العامة، وجميعنا سيلمس الفرق في الشوارع بعد مضي فترة على تطبيق القرار".

وحول أوضاع السوق، قال "اليوم الأوضاع تغيرت، والسوق فيها تنافس كبير، فهناك الوكلاء والموزعون؛ لذا يجب اتباع إستراتيجية تضمن لنا البقاء والاستمرار والتطور".

وأكد "نحن نتبع قاعدة (بع كثيرا واربح قليلا)، فمصلحة الزبون أن تقدم له أفضل خدمة وأفضل سعر".

ويضيف الشيخ "يعمل في مونتريال حاليا نحو 200 موظف، معظمهم من البحرينيين، فنحن مؤسسة وطنية تساهم في تنمية الاقتصاد والمجتمع، وهؤلاء الموظفون خلفهم عائلات، وبالتالي نحن مسؤولون عنها".

 

طريقة العمل

وبيَّن الشيخ أن "مونتريال تسعى دائما لتوفير جميع أنواع السيارات، الجديدة والمرتجعة (المستخدمة بشكل بسيط جدا)، ونبيع عن طريق الأقساط، وكذلك بطريقة الدفع (الكاش)".

وأوضح أن 99 % من السيارات المتوافرة في معارضهم ومستودعاتهم اشتروها من الوكلاء في البحرين، ليتم إعادة بيعها بأفضل العروض.

وضرب الشيخ مثالا على السيارات المرتجعة، والتي اعتبرها فرصة ثمينة للراغبين بامتلاك سيارة جديدة بسعر مناسب (...) "خلال الشهر الجاري، أي مع موسم سباق الفورمولا1، تعاقدنا مع شركات عدة وهيئات لتأجير سيارات عليهم، حيث تم تأجير نحو 80 سيارة استخدمت 3 أيام فقط، والآن ستباع بسعر المستعمل".

 

زحمة العمل والعائلة الصغيرة

وفي رده على سؤال عن كيفية التوفيق بين الانشغال الدائم بالعمل وبين الحضور مع العائلة، يقول الشيخ "الإداري الناجح هو الذي ينظم وقته، ويعطي كل شيء حقه، بالفعل فبرنامجي دائما ممتلئ، لكنني أجد الوقت للعائلة وللعلاقات الاجتماعية، ولنفسي، وللقراءة والمطالعة".

وتابع "قسّم الله عز وجل اليوم بطريقة مثالية، بالفروض الخمسة (الصلوات)، وبالتالي أي شخص يمكنه تنظيم حياته بناء على هذا التقسيم الإلهي، أضف إلى ذلك بأنني بطبعي منظم وقادر على ترتيب الأمور".

 

علاقاتك الاجتماعية

ويؤكد الشيخ بأنه من محبي التزاور والعلاقات الاجتماعية، فالبحرين مجتمع متآلف ومتآخ ومتواصل، كل يوم نزور بعضنا البعض، لابد أن يصادف في اليوم الواحد فرح أو ترح؛ لذا تجد نفسك تتواصل مع الناس، تفرح لفرحهم، وتحزن لأحزانهم.

 

طريق الاستثمار ممهد في البحرين

وأكد أن "البحرين تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة وتنافسية، فالقوانين مرنة وسهلة، وجميع الجهات متعاونة، خصوصا المرور والجمارك وهيئة سوق العمل ووزارة التجارة، وغيرها، فأنا أعتقد بأن جميع مؤسسات الدولة حريصة على تسهيل أمور الناس (...) بما أنك تسير بحسب القوانين، فتأكد أن جميع معاملاتك وإجراءاتك تسير بيسر وسهولة".

وأوضح الشيخ أن "الجيل الجديد من الشباب الذين تبوأوا المناصب في العديد من القطاعات يعملون بجد ويديرون مؤسساتهم بتفكير متقدم ومتفتح ويطبقون رؤية القيادة في دعم التجار، يضاف إلى ذلك الشفافية التي سهلت علينا الكثير ورؤية 2030 هي طموح نصبو إليه".

 

رسالة توجهها للشباب البحريني

تعد السوق البحرينية اليوم بكرا وواعدة، فهي مليئة بالفرص، ورسالتي للشباب تتلخص في ضرورة الانخراط بسوق العمل واقتناص هذه الفرص، وألا ينتظرون الوظائف، عليهم المغامرة المحسوبة وعدم خشية الخسارة، (...) الحياة نفسها مغامرة والربح والخسارة واردة، لكن عليهم التجربة وبالعزم والإصرار سيحققون مبتغاهم.

وأضاف الشيخ "سوق البحرين واعدة، وهي تنمو باستمرار، وقادرة على استيعاب الجميع، عليهم عدم الالتفات للكلام المحبط والسلبي، كأن يقول أحدهم: السوق صغيرة ومحدودة، ضعيفة... إلخ، مبديا استعداده لتقديم النصح والإرشاد والمساندة للشباب في أي وقت".

 

الشراكة الإستراتيجية

في رده على سؤال حول إذا ما كان يحب الشراكة أو العمل وحيدا، أشار الشيخ أنه يؤمن بالشراكات الإستراتيجية، مؤكدا أن مونتريال دخلت في شراكات من هذا النوع مع العديد من البنوك ومؤسسات التمويل.

 

المزاد على الأرقام

وحول مزاد الأرقام المميزة الذي نظم في المملكة مؤخرا، أوضح أن "الفكرة جميلة، فالبحرينيون يحبون الأشياء المميزة، كثير من الناس يسعون لامتلاك أرقاما مميزة سواء للهاتف أو للسيارة أو للبيت، (...) أعتقد أن البعض يتفاءل بالأرقام".

وأكد الشيخ أن الأسعار كانت معقولة قياسا بتلك التي تسجل ببقية دول مجلس التعاون.

واعتبر أن البيع من خلال مزاد نظم عملية تداول الأرقام في السوق التي كانت تخلو سابقا من مظلة تنظيمية، الأمر الذي أضاف شرعية على هذه السوق الرائجة (...) سيتمكن أصحاب معارض السيارات والتجار الذين يعملون في هذا المجال من تداول الأرقام بمرونة وشفافية بخلاف السابق، حيث كانوا يعملون باستحياء.

وتابع "أصبح هناك الآن ملكية للرقم كبقية الأملاك، بحيث يباع ويشترى من خلال وثيقة قانونية، معتبرا ذلك محركا للسوق".

- أول سيارة اقتنيتها بحياتك.

تويوتا كرسيدا موديل 84. 

- أكثر ماركة تفضلها من بين السيارات.

رينج روفر فأنا استخدمها منذ 20 عاما.

- كم دولة زرت في حياتك؟

زرت معظم دول العالم.. فالسفر أفادني كثيرا في عملي، خصوصا أن معظم رحلاتي كانت للعمل واستكشاف مصادر جديدة لاسيما في بداية المشوار، حيث كنا نعمل بالسيارات المستعملة نستوردها من أميركا وكندا ودول الخليج.

- أكثر بلد تحب السفر إليه.

الولايات المتحدة الأميركية، حيث أسافر لها سنويا مرة على الأقل، فهي سباقة في التكنولوجيا والتطور وطرح كل ما هو جديد.

- مثلك الأعلى في هذه الحياة.

والدي، فهو من علمني الصبر والتحمل ووجهني إلى عدم الاستسلام وعدم الخضوع أمام أي ظرف، لقد أعطاني الأمل، كثيرا ما كان يحدثني بحكم أيام الطفولة، والتي لمست معناها وأهميتها عندما كبرت، لقد غرس فينا حب الخير وحب الناس والتعاون، ومخافة الله والامتثال للقانون.

- حكمة ترددها بحياتك.

واثق الخُطوة يمشي ملكاً.