كثيرون ممن تابعوا تتويج الألماني سباستيان فيتيل سائق فريق فيراري بجائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 ربما لا يتسنى لهم تذكرة قفزة مواطنه على ذات المنصة ومع ذات الفريق الأحمر مايكل شوماخر في العام 2004 عندما دشن اسمه كأول سائق يتوج في صحراء الصخير.
مضى على مشهد تتويج الأسطورة في افتتاح الحلبة الصحراوية الفريدة من نوعها 13 عاما، وتغير السائقون والأبطال حتى أصبح جيل من الشبان ينافس في البطولة ولم يكن منهم في هذا السباق الأخير إلا 3 سائقين هم فرناندو الونسو وفيليبي ماسا وكيمي رايكونن.
بعد هذه السنين التي لم نشعر بها رحل العديد من السائقين وجاء آخرون أكثر شغفا وتحرقا لتحقيق الانتصارات والفوز بالسباقات والبطولات، وبقينا نتابع هذا التحول المثير للإعجاب بتطور المنافسات على هذا النحو السريع الذي يستمد رتمه من سرعة عالم الفورمولا 1 حيث تحدد أجزاء الثانية الكثير من النتائج.
وفي سط زمن متسارع يشهد بشكل مستمر أفولا وسطوعا للنجوم والأبطال والقوانين في عالم الفورمولا 1، بدأ الكثيرون في البحرين يتساءلون عن مستقبل حلبة البحرين الدولية قياسا بالحلبات الأخرى الحديثة التي تستضيف هذا النوع من السباقات مثل حلبة مرسى ياس بأبوظبي.
وفي الحقيقة انه سؤال مشروع، فالصورة التي قدمتها الحلبة الإماراتية عن نفسها للناس مثيرة للإعجاب ومخيفة لأي حلبة تبدو منافسة لها على قائمة الخيارات، لكن تبدو حلبة البحرين الصحراوية واثقة من حفاظها على تميزها في خضم منافسة شرسة في المنطقة أنجبت ولادة حلبات جديدة في تركيا والهند وأبوظبي واذربيجان والصين.
غير أن جميع هذه الحلبات في جانب وحلبة البحرين في جانب آخر؛ وذلك لتميزها عن أقرانها بطابعها الحار وجغرافيتها الوعرة التي تضفي تحديا جديدا على الفرق والسائقين السابقين واللاحقين، ويظهر في تصريحاتهم حبهم لسباق البحرين وحلبته الصحراوية، ويكفي أن تكون حلبة الصخير بين الخيارات المطروحة على الدوام بالنسبة للقيمين على الفورمولا 1 لإجراء الاختبارات على السيارات والإطارات، وهذا ما دفع الفرق للبقاء في الصخير لإجراء المزيد من التجارب بعد ختام جائزة البحرين وطيران الخليج للفورمولا 1.
لعل الكثير قلقون على مستقبل حلبة البحرين، لكن هؤلاء عليهم أن يطمئنوا طالما حافظ صيفنا على حرارته، فهو الدفء الذي يبحث عنه أصحاب العيون الزرقاء كلما اشتد عليهم صقيع الشتاء، ومثلما تعودنا على سماع عبارات مأثورة من أجدادنا عن فوائد القيض على ثمار النخيل ونضوج الرطب، ها نحن نكتشف بصيغة أكثر تطورا أن “صحراء الصخير زينة للفورمولا”.. فهكذا على ما يبدو يتغير الزمن من الخنيزي والخلاص إلى الفيراري والمرسيدس!