العدد 0
الثلاثاء 25 أبريل 2017
ميسي.. البطل لا يموت في الأفلام الهندية
الأحد 10 نوفمبر 2024
بعد "موجة احتجاجات" على قرارات التحكيم في المباريات الأوروبية الكبرى، جاء "الكلاسيكو الإسباني" ليخمد الجدل - ولو بعد حين - عقب "المباراة الجامحة" التي أقيمت مساء الأحد الماضي في قلب العاصمة مدريد. وكانت مواجهة استثنائية لا يمكن أن تذكر أو تتذكر تأثير الحكم بصافرة من شأنها تشويه نقاء النتيجة التي دانت لصالح برشلونة على حساب مضيفه ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين. و"كان الريال... يا ما كان"، على بعد ثوان من الخروج بنتيجة التعادل من المباراة وهو ناقص العدد بعد طرد قائده راموس، إلا أن "القرصان الارجنتيني" ليونيل ميسي ذا اللحية الشقراء أنقذ "السفينة الكتالونية" من غرق وشيك بعد اصطدامها بثلوج مدريد الهشة.  ومن حسن حظ برشلونة أن ثلوج الريال لم تكن بصلابة "جبل الجليد" الذي اصطدمت به "سفينة تايتنيك" في المحيط الأطلسي، وإلا لغرق ميسي ورفاقه في محيط السنتياغو برنابيو الهائج من مشاعر زين الدين زيدان العاصفة تجاه نجمه المفضل كريم بنزيما. وفي مثل هذه الحالة، من المنطقي أن تستمر معاناة الريال إلى أجل غير مسمى، طالما استمرت "قصة الحب" الباريسية بين الفرنسي المدرب والفرنسي المهاجم، وإن بدا أنها علاقة ليس لها مستقبل؛ لأنها تؤدي إلى "عقم هجومي" في الكثير من الأحيان والمناسبات التي تنتظر الشباك مجيء فارس أحلامها ولو بطريقة غير شرعية، كتسلل أو ركلة جزاء هدية من حكم أبله. ولكن، يبدو أن الأمور تسير بهذه الطريقة في "قلعة الملوك"... "القافلة تسير وزيدان يفلح"، ويكفي أن تشفع له بركة "سيدي عبدالقادر" ليتجاوز الكثير من المطبات المحكمة، مثلما حدث مؤخرا أمام العملاق الألماني بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، عندما انتهت المباراة من دون أن يعرف أحد كيف "انقلب السحر على الساحر". غير أن "المبروك" زيدان له همومه أيضا، فهو يواجه "سوء طالع في عنق الرحم الذي يولد من جوفه الحظ"، والحقيقة أنه لا يوجد تفسير علمي لهذه الحالة النادرة، خصوصا أن "الأشعة المقطعية" لا تكشف أسباب تصحيح الأوضاع في كل مرة مثل استبدال "بنزيما العقيم" مع "خاميس السليم" بعد 80 دقيقة.  إلا أن المسألة ترقى لأن تكون "لغزا محيرا" بالنسبة لقرار إشراك "المريض الويلزي" بيل في المباراة قبل اكتمال جهوزيته للعب، وبالتالي استبداله اضطراريا، فحتى "البنتاغون" عجز عن معرفة الأسباب الحقيقية رغم أنه متخصص في التجسس على "خلق الله" والكشف عن معلومات لا يراها أحد غير "الأميركان" على كوكب الأرض! ومهما تكن هذه المعلومات، فلن تكون أكثر غموضا من أحداث الكلاسيكو ذاته، حيث غابت ملامح البطل الصريح طوال 90 دقيقة، فحصل أنصار الفريقين على شعور بطعم الانتصار أكثر من مرة، ولكن من دون نشوة حقيقية. ولأن الكلاسيكو مواجهة مجنونة ودائمة الخروج عن السياق المألوف، فقد قررت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بالتعادل، حتى أصبحت ملامح الرضا مرتسمة على الوجنتين، وفجأة جاء هدف ميسي من العدم، في الوقت المفقود من الزمن، ليعلنها مدوية في عقر دار الملكي أن البطل لا يموت.. ليس في الأفلام الهندية فحسب وإنما في الكلاسيكو أيضا.  وبهذه الطريقة الفجائية أسدل الستار على أقوى الديربيات العالمية، مما جعل الليغا الإسبانية تتحرق مجددا لمعرفة من سيصل أولا إلى عرشها.. البارسا أم الريال؟
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .