تعتز وتفتخر مملكة البحرين بهذا التاريخ، وتحتفل به كل عام، وهو يُمثل مُناسبة عزيزة على قلوب البحرينيين، ألا وهي عيد جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، بتقلد جلالته سُدة الحُكم في البلاد. ولقيمة هذا اليوم التاريخي المجيد فقد شارك جلالته حفظه الله فيه الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم دفاعًا عن بلادهم وقيادتهم وشعبهم، فحمل هذا اليوم بكل حُبً وتقدير عنوانين وطنيين مُضيئين، هما عيد جلوس صاحب الجلالة عاهل البلاد وعيد الشهداء.

بدأ العهد الميمون الزاهر لجلالته بإصلاحات عديدة في البحرين، سياسية وقانونية وحقوقية واقتصادية وإنسانية، وبفضل مشروعه الإصلاحي دخلت البحرين عهدًا جديدًا، فحققت الاستقرار السياسي وتحسن الاقتصاد، وتأسست العديد من الجمعيات السياسية والمهنية والاجتماعية والنسائية والحقوقية والإعلامية والتربوية، وتم إجراء الانتخابات البلدية والبرلمانية، شارك فيها ترشيحًا وانتخابًا الرجال والنساء بدون تمييز. وأصدر أيده الله وباركه العديد من القوانين والأوامر الملكية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والمهنية والقضائية والإعلامية والتربوية والتعليمية، استفاد منها أبناء الشعب.

في 17 ديسمبر من كل عام يحتفل الشعب البحريني بعزيز البحرين وقائدها، هذا القائد الذي جسد في قيادته لمملكة البحرين كل قيم الشجاعة والنبل والصدق والنزاهة، فأصبح كل ما منحه حفظه الله لبلاده وشعبه نبراسًا مضيئًا، وطريقًا مُشرقًا في بناء مسيرة مملكة البحرين الوطنية، فأرسى العدل وحصن أمن البلاد وسيادتها، وأصبحت البحرين في عهده النموذج الديني الذي يجمع كل الأديان دون تفريق في العِرق والدين والمذهب، وتماسك أهل البحرين بفضله في وحدة وطنية متينة، وأصبحوا كما هُم دائمًا شعبا واحدا تحت ظل قيادة واحدة.

حفظ الله جلالة الملك وسدد خطاه، وحفظ مملكتنا الغالية وشعبها، ورحم الله شهداءنا الأبرار، وأدام الله على قيادتنا وبلادنا وشعبنا الرفعة والعزة والمنعة. آمين يا رب العالمين. وكل عام وقيادتنا وبلادنا وشعبنا بألف خير.