بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وجه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر رسالة إلى العالم. وسموه الكريم ذو فكر إنساني عميق، فهو يهتم بالإنسان ويحس بآلامه، ويعمل جاهدًا على توفير ما يستحقه الإنسان من مكانة إنسانية تليق به، في مجتمع آمن ومستقر. الإنسان كما أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في رسالته الأممية له (الحق في التنمية والعيش بأمن واستقرار في مجتمع آمن، يجب أن تكون له الأولوية في اهتمامات المجتمع الدولي). ويؤلم قلب سمو رئيس الوزراء ما يواجهه الإنسان من معاناة في مختلف المجتمعات... حروب ودمار، تهجير وتشريد، فقر وأمراض ومجاعات، وهذه المعاناة كما يقول حفظه الله تمثل للإنسان (تحديًا في مدى قدرته على تخفيف معاناته).

ويُجسد صاحب السمو أدامه الله في هذه الرسالة شعار هذه المناسبة لهذا العام (دافع عن حقوق إنسان ما)، فالإنسان في فكر سموه هو الإنسان بغض النظر عن مكانته وانتمائه السياسي والديني والمذهبي. واستشهد سموه حفظ الله في رسالته بما أرسته مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك عاهل البلاد من أرضية صلبة من مبادئ حقوق الإنسان وتكريسها، حقوق قائمة على (العدالة وحرية الرأي والتعبير وسيادة تطبيق القانون على الجميع دون تمييز)، حتى نال هذا المسار البحريني استحسان دول العالم وقادتها ومنظمتها الدولية من سياسية ومهنية وحقوقية. مؤكدًا أن (قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر والمساواة شكلت ثوابت للمجتمع البحريني) ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، والتي جعلت من البحرين (وطنًا للجميع).

إن النموذج البحريني للتعايش الإنساني أصبح نموذجًا تتمناه شعوب العالم في دولها، لأنه كرس في حقيقته مبادئ حقوق الإنسان، وأسس بيئة إنسانية للعيش المُشترك بمودة ومحبة بين جميع البشر، جميع المواطنين والمقيمين، نموذج لم يُفرق بينهم في اللغة والدين والمذهب واللون، فالجميع يُمارس حريته وفقًا لإيمانه ومعتقداته، وهذا ما كفله لهم دستور البلاد الذي استمد الكثير من مواده من قيم ومواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دستور كفل للإنسان النماء وللبحرين التقدم والرخاء. حفظ الله البحرين وقيادتها ورئيس وزرائها وشعبها وكل من يُحبها. آمين يا رب العالمين.