إن العلاقة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية علاقة متينة ومتميزة على جميع الأصعدة، وتجسدت هذه العلاقة في العديد من الزيارات الرسمية والأخوية المتبادلة بين القيادتين السياسيتين والمسؤولين، وكانت آخر هذه الزيارات زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر إلى الشقيقة السعودية التي التقى خلالها العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. 

وعلاقة البحرين بالسعودية ليست وليدة الحاضر، فجذورها ممتدة منذُ تأسيس المملكة العربية السعودية، علاقة رسخها الأجداد وسقاها الآباء وسار على نهجها الأبناء، علاقة أصبحت كالقلب الواحد، والنهر الذي يجري بين ضفتين. ويومًا بعد آخر تزداد العلاقة التاريخية وتصبح شراكة مصيرية بين البلدين في جميع المجالات وصولاً إلى تحقيق الاتحاد بين البلدين وباقي أقطار مجلس التعاون بإذن الله تعالى. والشقيقة السعودية كما قال عنها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه (حصن العروبة وقلعة الإسلام والمسلمين)، وذلك للدور الكبير للقيادة السعودية الرشيدة في تعزيز التلاحم العربي وإحياء التضامن العربي ولَم شمل الدول الإسلامية والدفاع عن مصالح الأمتين العربية والإسلامية.

إن السياسة الخلاقة والرؤية النيرة والنظرة الثاقبة للقيادة السعودية الرشيدة جعلتها قادرة على توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات التي تواجه أقطارنا الخليجية وأمتنا العربية، والتي كان آخرها قيادة السعودية التحالف العربي ضد الانقلابيين في اليمن من أجل إعادة الشرعية المغتصبة. وقبلها جهودها التي لا تنسى في إعادة الأمن والاستقرار للبحرين أيام الأحداث المؤسفة التي حلت على بلادنا، وما تقدمه لكل الأقطار العربية والأجنبية الأخرى بقلبٍ مُفعم بالحُب ويتسع للجميع.

إن زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تمثل ما تكنه القيادة البحرينية والشعب البحريني من حُب وتقدير للقيادة السعودية وشعبها. 

إن مملكة البحرين وقيادتها وشعبها لن ينسوا أبدًا الوقفة الشجاعة والصادقة للسعودية وقيادتها وشعبها مع البحرين، انطلاقًا من المصير المشترك وصلات القربى والأخوة والمحبة والروابط التاريخية المتينة، وتطبيقًا للاتفاقيات الأمنية، ورفض السعودية أي تدخل خارجي في شؤون البحرين الداخلية وباقي الأقطار الخليجية. إن السعودية ستقف بحزم لا يلين أمام أية تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تواجه البحرين وأقطار مجلس التعاون. حفظ الله المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة وشعبها العربي الأبي من كل مكروه، وحفظ أقطارنا الخليجية والعربية وشعبنا العربي من كل سوء. آمين يا رب العالمين.