+A
A-

انتهاء مباحثات لوزان ب “أفكار جديدة” بشأن سوريا رغم “التوترات”

دمشق، سويسرا – وكالات:
بعد 4 ساعات من المباحثات بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وسبعة دول من المنطقة، انتهى اجتماع لوزان “السويسرية” مساء أمس دون أي نتيجة فعلية على صعيد إيجاد حل دبلوماسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 2011.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب انتهاء الاجتماع: إن الأطراف اتفقت على مواصلة الاتصالات في المستقبل وبحثت عدة “أفكار جديرة بالاهتمام”.
وتؤكد هذه التصريحات أن الاجتماع، وكما كان متوقعًا، لم يخرج بموقف حاسم تجاه النزاع الدامي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري وتشريد الملايين ودمار هائل وأضرار اقتصادية هائلة.
من جهته، علق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن المباحثات كانت “صريحة للغاية” لكن تخللتها “توترات”، إلا أنه أعلن أنها تضمنت، رغم ذلك، “أفكارا جديدة” لم يكشف عنها.
أما وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، الذي شارك أيضا في المباحثات، فكان واضحا بشأن فشل الاجتماع في التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار بعد انهيار الهدنة الهشة التي كانت موسكو وواشنطن قد توصلت إليها. وقال تشاويش أوغلو، في تصريحات صحافية، إن “المجتمعين لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار”، مشيراً إلى “وجود تقدم في بعض الملفات مع استمرار المباحثات (في المستقبل) حول كافة الملفات المطروحة”. وشارك في المباحثات، التي جاءت بعد 3 أسابيع على انهيار الهدنة هشة، وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا ومصر والأردن وتركيا وقطر والسعودية وإيران والعراق، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا. وأوروبا لم تكن ممثلة في الاجتماع، لكن وزارة الخارجية الفرنسية، أكدت أن وزراء خارجية دول تنهج سياسات متقاربة حيال الأزمة يخططون للاجتماع لمناقشة الملف السوري في لندن اليوم. ومنذ انهيار التعاون الأميركي الروسي حول سوريا على إثر سقوط الهدنة، تزايدت الضغوط من أجل وقف هجوم عنيف بدأته الحكومة السورية بدعم من موسكو للسيطرة على المنطقة الشرقية في حلب والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وأسفرت الغارات والقصف عن مقتل العشرات في الأحياء الشرقية من حلب، حيث تقول الأمم المتحدة إن هناك 275 ألف مدني يعانون من الضربات والحصار الذي تفرضه القوات السورية والميليشيات الموالية لإيران.
ووفق مصادر إعلامية، فإن الاجتماع ركز مباحثاته على الأفكار التي كان دي ميستورا قدمها إلى مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام المتعلقة بوقف الغارات الجوية على مدينة حلب مقابل انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من المدينة باتجاه إدلب.
وقال المراسل إن اقتراح دي ميستورا تضمن أيضًا إبقاء الحكم المحلي في الأحياء المحاصرة منوطا بالمجالس المحلية، والسماح بتواجد دولي في المدينة.
وفي تطور لافت، أصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، في سابقة من نوعها، بياناً يدين الحملة العسكرية الروسية في سوريا.
واستطاع البيان، بحسب فورين بوليسي، تجاوز التردد الأوروبي الطويل في توجيه الاتهام بشكل مباشر إلى موسكو في دعمها لنظام الأسد، من خلال شن حملة قد ترقى إلى جريمة حرب.
وذكر التقرير أن مسودة أولى للبيان الأوروبي لم تتطرق لروسيا، لكن إصرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا أدى إلى إدانة موسكو في نسخة معدلة للبيان.