العدد 2910
الأحد 02 أكتوبر 2016
banner
قانون “جاستا” محاولة غبية لانتزاع القوة السعودية الرادعة
الأحد 02 أكتوبر 2016

يقول الكاتب الإنجليزي “ف.ب. مكدونالد” عن الطبيعة السياسية للملك عبدالعزيز آل سعود “المؤسس” في مواجهة الألاعيب الدولية: (ليس ابن سعود بالرجل الهين اللين الذي يسهل اتخاذه لتحقيق مآرب دولة أخرى).
وسار على نهج الملك عبدالعزيز أبناؤه ملوك وأمراء الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي يتصور الأغبياء في الكونجرس الأميركي أن قانونهم المتخلف “جاستا” الذي يتيح لأقارب ضحايا 11 سبتمبر مقاضاة السعودية وكسرهم الفيتو الذي تقدم به الرئيس المضلل أوباما سيدخل السعودية في أحداث طويلة متشعبة وسيؤثر على مكانتها وقوتها الدولية وتغيير سياستها تجاه الكثير من القضايا. “الهياكل المحنطة” في الكونجرس الأميركي يوجهون آمالهم نحو انتزاع القوة السعودية الرادعة التي أفشلت مسيرة المخطط الصفوي في المنطقة، متصورين بكل غباء أن هذا القانون سيكون الوسيلة الأكيدة التي يمكن أن تضرب السعودية في الصميم، متناسين أن السعودية ومنذ عهد المؤسس عبدالعزيز ولغاية اليوم لا تؤثر فيها الضغوطات الدولية ودائما تتغلب على العقبات وتستطيع مواجهة أي عدو لتقضي عليه.
محللون كثر قالوا إن القرار سيؤثر على أميركا وليس السعودية، حيث لوحت الأخيرة بسحب مليارات الدولارات من الاستثمارات في الولايات المتحدة في حال اقرار القانون، وقالوا أيضا إن السعودية تمتلك ترسانة من الوسائل التي تكفل لها رد الفعل وإقناع اشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي بالحذو حذوها واتباع سياستها التي قد تشمل تجميد التعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والسماح للقوات الأميركية باستخدام قواعد المنطقة العسكرية، ومهما يكن من أمر فإن القانون سيضع المصالح الأميركية في خطر وشيك، وقد يستيقظ الكونجرس الأميركي من نومه ذات يوم ويجد أميركا مصابة بموجة جنون عارمة ويحرقها لهيب من الصراع الداخلي، والسبب يعود الى أن  أميركا لم تعد الرأس الأعلى الذي لا يمكن الاقتراب منه، فقد اختل توازنها وخسرت الكثير من حلفائها الذين اتجهوا الى معسكرات أخرى، وتحديدا المعسكر الشرقي الذي اصبح يتحكم بشكل لافت في حركة التجارة العالمية ويمتلك قدرة هائلة على توجيه الأمور في العالم اليوم، ويلعب دورا مؤثرا في كل شيء.
حركات الرفض والاحتجاج على قانون “جاستا” التي أبداها رجال الأمن والاقتصاد الأميركان ومطالبتهم بتصحيح الأخطاء توضح مدى قرب الإعصار المدمر الذي سيصيب المصالح الوطنية والقومية الأساسية لأميركا والتفتت الذي سيطال اقتصادها الذي يمر بمرحلة قاسية، فالكونجرس الأميركي يقدم المستلزمات الأساسية لسحب أميركا إلى المجهول ولكن السعودية التي تستند على الشريعة وعلى جبهة قوية في الداخل والخارج لم ولن تقهر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .