إيران رفعت شعار تصدير الثورة إلى العالم الخارجي ولكن يبدو أنها كانت تقصد الإرهاب أو أنها رأت أن هذا «الإرهاب» هو وسيلة تصدير ثورتها للعالم، وحتى تبعد عن نفسها شبهة الإرهاب اتجهت نحو من يتبعون المذهب السني لإيهام العالم بأنهما في حالة تضاد وتناقض وليس انسجاما وتعاونا متبادلا سجلته وثيقة ويكيليكس بتأكيدها أن طهران قامت بتدريب مسلحين من تنظيم القاعدة في العراق على استخدام أحزمة ناسفة مزودة بكاميرات، وأن محكمة في منهاتن في نيويورك قامت في التاسع من مارس 2016 بمطالبة إيران بدفع تعويضات لضحايا هجمات الـ 11 من سبتمبر بسبب المساعدات التي قدمتها إيران لخاطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات سبتمبر.
ويشير بعض الخبراء إلى أن أكثر من 500 من عناصر القاعدة وعائلاتهم لجأوا إلى إيران بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وثائق أخرى تعود إلى عام 2011 أفرجت عنها الولايات المتحدة الأميركية ونسبتها إلى أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة أظهرت أن تنظيم القاعدة قام بحماية المراقد بالعراق مقابل منح طهران إياه ممرا آمنا لمراسلاته وأمواله وملجأ لقادة التنظيم وعائلاتهم، وأن القاعدة كانت تتحرك بأريحية داخل إيران.
في يوليو 2015 وهو الشهر الذي شهد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، تمت صفقة بين إيران وتنظيم القاعدة أطلقت طهران بموجبها سراح خمسة من أبرز قادة التنظيم مقابل إخلاء القاعدة سبيل دبلوماسي إيراني اختطف في اليمن.
إيران ظلت على نهجها وذلك بالعمل على تكوين تنظيم «داعش» الذي ورث القاعدة في الإرهاب والإجرام والذي كان بدوره أشد إخلاصا لإيران وعمل ولا يزال يعمل على تحقيق مصالحها بكل دقة وعناية سواء في العراق أو في سوريا أو غيرها، حيث إنه رغم كل العمليات الإرهابية التي نسبها التنظيم لنفسه التي امتدت لمعظم الدول العربية والإسلامية والغربية، مازالت الساحة الإيرانية بعيدة عن مثل هذه العمليات رغم ما يتعرض له العرب «السنة» من انتهاكات واغتصاب لحقوقهم الإنسانية، وما يجري من هدم لمساجد السنة في إيران لكنها لا تزال لم تثر غضب «داعش» الذي لم يتورع في مهاجمة وتفجير المساجد في بلدان عربية أخرى وفي إعلان الحرب على فصائل المعارضة السورية «السنية» والابتعاد تمامًا عن قوات النظام السوري المجرم وحلفائه سواء إيران أو حزب الله.