العدد 2821
الثلاثاء 05 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
صيحة الديوك المدوّية!
الثلاثاء 05 يوليو 2016

كما كان متوقعاً، نجحت فرنسا في الفوز على آيسلندا بلا عناء كبير وبأقل مجهود ممكن بعد مباراة ممتعة من الناحية التهديفية شهدت سبعة أهداف كانت خمسةٌ منها لفرنسا، لتقترب الديوك خطوة أخرى نحو اللقب الأوروبي؛ لتصطدم بألمانيا التي أقصت إيطاليا في الدور النصف نهائي للبطولة، ليكون جميع المتابعين على موعد مع قمة ملتهبة تجمع أبرز منتخبين مرشحين للظفر باللقب ولن تكون في قيمتها أقل من تلك التي جمعت ألمانيا وإيطاليا في أقوى مواجهات اليورو في نسختها الفرنسية.
نعود من جديد لسلبيات نظام بلاتيني الجديد، فمن غير المعقول والمقبول أن تنتهي مواجهة في الدور الربع نهائي لبطولة قوية بحجم كأس أوروبا بهذا السيناريو وبهذه النتيجة الكبيرة التي كانت تتناسب مع مباراة تجريبية وليست مباراة رسمية وفي الأدوار الحاسمة منها، آيسلندا لم لتكن لتتواجد في هذه البطولة لولا لطف بلاتيني بها، إذ سهل كثيراً نظام التأهل لليورو وسمح لمنتخبات متواضعة كآيسلندا وألبانيا والنمسا أن تتواجد بين الكبار في محفل كروي كبير يجذب أنظار العالم أجمع ولا يقل في قيمته عن محفل كأس العالم.
الجماهير الرياضية تنتظر هذا الحدث كل أربع سنوات لتشاهد المستويات الفنية الباهرة التي اعتادوا عليها في كل بطولات اليورو السابقة لتزيد متعتهم وإثارتهم للبطولة، ولم ينتظروها من أجل مشاهدة منتخبات بالكاد يُعرف اسم أحد لاعبيها وهم أساساً يقبعون في براثن المنتخبات الهابطة فنياً.. كل هذا يقودنا للوصول لقناعة تامة جداً، أن بلاتيني صنع بيديه أسوأ يورو في التاريخ من الناحية الفنية!
بالعودة لمباراة فرنسا وآيسلندا، فقد كان الهدف المبكر الذي أحرزه المهاجم الفرنسي جيرود بمثابة إعلان بداية انهيار المنتخب الآيسلندي على الرغم من أن الوقت كان مبكراً لذلك، فآيسلندا بقيادة مبدرها السويدي لاجرباك وضعت أمامها سيناريو وحيد تلعب عليه المباراة ولم تكن مستعدة ذهنياً لتغيير السيناريو مع وقائع المباراة الغير متوقعة أو البعيدة عن الحسابات، فلاجرباك دخل اللقاء وهو واضعاً في الاعتبار المقاتلة قدر المستطاع لمنع فرنسا من التسجيل لأكثر وقت ممكن، على أن يتمكن لاعبيه من تسجيل هدف مباغت قد يلخبط أوراق ديشامب ويبعثرها، بيْد أن لاجرباك لم يعمل على صنع الخطة "B" في حال لم تسيير الأمور على ما يتمنى، لذلك كان هدف جيرود المبكر أشبه بالضربة التي قصمت ظهر لاجرباك وجعلته يتهاوى!
من حسن حظ فرنسا أنها ستلعب مباراتها المقبلة أمام المانيا وهي في وضع مثالي وبظروف مثالية تماماً قد تمنحها الأرجحية لإقصاء ألمانيا ومن ثم التأهل للمباراة النهائية يوم 10 يوليو المقبل، فقد أكدت التقارير الصادرة من برلين أن المنتخب الألماني قد يخوض لقاء فرنسا وهو مفتقداً لأربع عناصر أساسية ومهمة، حيث تم تأكيد غياب كلاً من المدافع هوميلز بداعي الإيقاف، والمهاجم ماريو غوميز الذي أصيب في لقاء ايطاليا وسيغيب حتى نهاية البطولة، بينما الشكوك تحوم كثيراً حول إمكان تواجد سامي خضيرة وبديله شفاينشتايغر يوم الثلاثاء المقبل لعدم اكتمال شفائهما من الإصابة.
وبالإضافة لسلسلة الغيابات المؤثرة التي ستعاني منها ألمانيا أيضاً هناك بعض العوامل المهمة التي قد تمنح فرنسا أفضلية التأهل للنهائي، فألمانيا استنزفت الكثير من قوّاها في لقاء إيطاليا واضطرت للعب 120 دقيقة كاملةً وهذا ما سيؤثر على مردودها في لقاء فرنسا بسبب الإجهاد الشديد والتعب، بينما فرنسا كانت في نزهة حقيقية ولم تبذل المجهودات الكبيرة، وهذا يعني أنها بدنياً ولياقياً في وضع أفضل من ألمانيا بكثير!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية