العدد 2820
الإثنين 04 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
جريمة بلاتيني تقصي “الآزوري” قبل الأوان!!
الإثنين 04 يوليو 2016

* أغلب من تابعوا اللقاء الكبير الذي أقيم بين إيطاليا وألمانيا في الدور الربع نهائي لكأس الأمم الأوروبية اتفقوا على أن هذا اللقاء كان يجب أن يُلعب في نهائي البطولة، وليس في مثل هذا الدور المبكر، فخسارة كبيرة لشغف البطولة وإثارتها أن يودع أحد هذين الكبيرين قبل الأوان، خصوصاً بعد المستوى الراقي الذي قدمه المنتخبان في المباراة المثيرة التي ابتسم الحظ فيها للمانشافت، وأعلن تأهله للمربع الذهبي.

* مرارة خروج إيطاليا من البطولة مبكراً دعت جماهير الآزوري تفتح النار مجدداً على رئيس الاتحاد الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني الذي ابتكر نظاماً فاشلاً جديداً للبطولة، فإيطاليا التي تصدرت مجموعتها كان لابد أن تُكافئ على ذلك بمقابلات بعيدة عن المنتخبات القوية المتصدرة أيضاً، بيد أن إيطاليا وجدت نفسها تسير مرغمةً في مشوار ناري يصعب على أي منتخب المضي فيه للمنافسة على اللقب، في الوقت الذي كانت فيه وصيفة مجموعتها في طريقٍ مفروشٍ بالورود للنهائي. يا إلهي بماذا أجرمت يا بلاتيني؟ الوصيف يرقص فرحاً على وصافته، والمتصدر يتحسر ويعض أصابع الندم على تصدره، كيف يُصدق هذا؟ وبأي عرف كروي يتم اعتماد هذه المهزلة يا ترى؟

* قبل انطلاق المباراة، كنا قد أشرنا لوجود أفضلية نسبية لألمانيا لتتجاوز عقبة إيطاليا بسبب معاناة الأخيرة من الغيابات المؤثرة، فليس سهلاً على إيطاليا أن تخوض مباراة أمام أقوى منافس في اليورو، وتفتقد ثلاث عناصر مهمة ومؤثرة، ناهيك عن الغيابات التي شكت منها قائمة كونتي قبل انطلاق البطولة، فلاعبون أمثال فيراتي وماركيزيو ومونتيلفيو وغيرهم ليسوا باللاعبين العاديين الذين يمكن تعويضهم!

* السيناريو الذي سارت عليه المباراة كنت قد أشرت له في المقال الذي سبق اللقاء، حيث لعبت إيطاليا بتوازن بين الدفاع والهجوم، لكنه لم يكن بمستوى التوازن نفسه الذي حدث في لقاء إسبانيا، وقد تكون الغيابات التي عانى منها كونتي سبباً لذلك، إذ تحفظت إيطاليا نوعاً ما في الدفاع ولم تهاجم كثيراً، بينما كان واضحاً مدى احترام مدرب ألمانيا خواكيم لوف للآزوري، حيث لعب بتحفظ كبير، وكان واضحاً مدى تركيزه على عدم استقبال الأهداف أكثر من التفكير بكيفية تسجيلها، لذلك كانت المباراة مغلقة نوعاً ما ولم تُسنح فيها فرصاً كثيرةً للمنتخبين!

* كاد تقدير كونتي الخاطئ أن يتسبب بخسارته للقاء في الوقت الأصلي وقبل الوصول لركلات الجزاء، ففي الشوط الثاني تحديداً كانت الأفضلية تسير لصالح ألمانيا في كل شيء وظهر الإرهاق كثيراً على لاعبي الوسط والهجوم تحديداً مما أدى لتراجع وتيرة لعب المنتخب الإيطالي عما كانت في الشوط الأول، ولم يتدخل كونتي لإنقاذ الموقف رغم تأخره بالنتيجة وانتظر القدر ليعيد به لنقطة البداية، وتحقق له ما أراد بعد خطأ بواتينغ الكارثي، إذ لامس الكرة بيده بعد قفزة عشوائية كانت تليق بلاعب جمباز محترف!

* ضربات الجزاء التي آلت إليها المباراة ربما تكون واحدة من أصعب الركلات التي نفذها اللاعبين، فليس سهلاً على أي لاعب ألماني مجابهة العملاق بوفون، وليس سهلاً على لاعبي إيطاليا الوقوف وجهاً بوجه أمام نوير، فهما أفضل حارسين في العالم، بل إن بوفون هو الحارس الافضل في التاريخ وربما في بعض الحسابات يأتي نوير بعده مباشرةً!

* أثبتت ألمانيا أنها عاجزة عن كسر العقدة الإيطالية ولجأت للحظ للتخلص من ذلك، رغم أن كل الظروف كانت تسير لصالحها خصوصاً وأن إيطاليا لعبت المباراة بأضعف تشكيلة لها منذ عقود طويلة، وهذا ما يدفعنا للاعتقاد بأن الألمان سيعجزون عن كسر العقدة الإيطالية طوال الدهر!

* ألمانيا بإقصائها إيطاليا تكون قد أزاحت عن طريقها العقبة الوحيدة التي تمنعها من التتويج باللقب، ففرنسا التي من المفترض أن تكون قد فازت (أمس) تعتبر المنافس الأقوى للمانشافت في المراحل المتبقية، وفرنسا عجزت عن كسر العقدة الألمانية منذ زمنٍ طويل، وهذا ما يجعل الترشيحات تصب أكثر لصالح ألمانيا لتكون طرفاً في النهائي رغم أفضلية فرنسا بعامليّ الأرض والجمهور، فلغة المنطق والعقل تدعونا للتنبؤ بأن من سيفوز من مواجهة ألمانيا وفرنسا سيكون الأقرب للتتويج، حيث لن تتعدى نسبة فوز البرتغال أو ويلز
باللقب الـ 20?‏

* تُرفع القبعة للمنتخب الإيطالي على المستوى المشرف الذي ظهر به في البطولة، وخرج منها مرفوع الرأس، وأسكت جميع من شكك بقدرات اللاعبين وبالجهاز الفني، فإيطاليا التي توقع منتقديها خروجها مبكراً من البطولة، استطاعت أن تقهر الصعاب وتفرض نفسها بقوة، ولولا لعنة القدر لربما عادت من باريس بعد 10 يوليو مرصعةً بالذهب!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية