العدد 2819
الأحد 03 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
ويلز تكتب التاريخ.. وفرنسا لا عذر لها!!
الأحد 03 يوليو 2016

*إقصاء مُذل
المنتخب البلجيكي يكاد يكون هو المنتخب الوحيد من بين جميع المنتخبات الثمانية المتأهلة للدور الثمن نهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الذي لا عذر أمامه في حال الإخفاق بسبب انه المنتخب الوحيد تقريباً الذي يعيش حالة استقرار فني وتتوافر فيه الكمية والنوعية المتعلقة باللاعبين، فالمنتخب البلجيكي يمتلك لاعبين أساسيين على أعلى طراز وبدلاء لا يقلون في القيمة كثيراً، ورغم كل ما ذكرناه إلا أن بلجيكا ودعت منافسات اليورو وخرجت تجر خلفها أذيال الخيبة بعد السقوط المدوّي أمام ويلز مفاجأة البطولة بعد أن كانت هي المرشحة الأولى في مشوارها للوصول للمباراة النهائية، بل وكانت من أقوى المرشحين لإحراز اللقب!!.
أثبت المدرب البلجيكي فيلموتس فشله الذريع في قيادة المنتخب البلجيكي دون ان تكون أمامه أية أعذار لهذا الإخفاق، فللمرة الثانية على التوالي يخفق في إيصال بلجيكا للأدوار المتقدمة وهو الذي يمتلك كل الأسلحة التي يتمناها أي مدرب في العالم؛ لكي يحقق النجاح بتوافر هذه الكوكبة الرائعة من النجوم الذين يلعبون في أفضل الأندية الأوروبية، ومن المفترض أن يقوم الاتحاد البلجيكي بإقالته مباشرةً وقبل عودة البعثة الى بروكسل، فبلجيكا تحتاج لمدرب كبير وصاحب خبرة كبيرة يعرف كيف يدير النجوم الحمراء!!.
بعد أول مباراة لويلز أمام سلوفاكيا والتي فازت بها بهدفين لهدف، كنت قد أشرت الى أن هذا المنتخب من الممكن أن يكون هو الحصان الأسود في البطولة عطفاً على أدائه الكبير في اللقاء الافتتاحي، وهذا ما تحقق فعلاً، فويلز كتبت التاريخ بأحرف من ذهب وضربت كل التوقعات بعرض الحائط ووصلت بكل جدارة واستحقاق للمربع الذهبي في أول مشاركة لها في البطولات الأوروبية!!.
في الحقيقة لم أتفاجئ بما قدمته ويلز أمام بلجيكا وتحويل تأخرها في النتيجة لفوز ساحق ومثير، فالمدرب الويلزي كولمان كان واضحاً منذ أول مباراة مدى إدراكه لقدرات وإمكانات لاعبيه ولجميع التفاصيل الصغيرة التي تحيط بهم، لذلك عرف كيف يستخرج أفضل ما يملكونه رغم أنهم يعتبرون أقل في الجودة عن الكثير من المنتخبات المشاركة، واتضح أن هذا المنتخب لا يعتمد على غاريث بيل وحده للفوز بالمباريات، فقد كان هناك العديد من الأسماء الأخرى التي برزت وتألقت أمام بلجيكا تحديداً، ويأتي في مقدمة هؤلاء نجم الخط الدفاعي ويليامز.
ما أفسد فرحة تأهل ويلز للدور النصف نهائي لمقابلة البرتغال هي التقارير التي صدرت بعد مباراة بلجيكا والتي أكدت لحد كبير إصابة نجم ويلز الأول غاريث بيل واحتمالية مشاركته أمام البرتغال تبدو ضعيفة جداً، فغياب بيل لن يؤثر على ويلز من الناحية الفنية فحسب، بل سيؤثر ذلك على نفسية اللاعبين ومعنوياتهم، فبيل هو ملهم الفريق وغيابه يزن غياب 11 لاعباً من ويلز!!.
عموماً طموحات ويلز أصبحت كبيرة الآن بعد أن كانت تقتصر على المشاركة أو التأهل للدور الثاني بأقصى تقدير، وهي تعلم أن البرتغال لن تكون عائقاً كبيراً أمامها بعد مستوياتها المتواضعة، لذلك فإن ويلز أصبحت غايتها الوصول للمباراة النهائية ولن تقبل بغير ذلك!!.
*فرصة سانحة
لن تجد فرنسا منافساً أفضل من آيسلندا لتقول كلمتها لتستمر في طريقها للبحث عن اللقب، فهذا المنتخب المتواضع الذي أخرج انجلترا ووصل لهذه المرحلة المتقدمة بات مقتنعاً أن ما قدمه في فرنسا يكفي ليُدوّن اسم البلد في كتب التاريخ بأحرف من ذهب، لذلك فإن فرنسا تدخل هذا اللقاء بأفضلية كاملة ولن تُقبل منها الأعذار إذا أصابتها خيبة كتلك التي أصابت الانجليز!!.
المدرب ديشامب أصبح يعرف ما يريده تحديداً بعد ان اتضحت جميع معالم الديوك في لقاء ايرلندا السابق، إذ قدمت فرنسا أقوى مستوى لها في البطولة وصار ممكناً لها ان تواجه أي منتخب في البطولة دون وجود الهاجس الذي كان محاطاً بها في الدور الأول.
من المتوقع ألا يجري ديشامب أي تعديلات على التشكيلة الأخيرة، وسيبني فكره مجدداً على بايبه وغريزمان ومن خلفهما بوغبا، أما آيسلندا فإن مدربها السويدي لاجرباك أيضا لن يجري التعديلات على التشكيلة التي فازت على انجلترا، لكنه قد يجري تغييراً على صعيد الانضباط التكتيكي لخطوطه الخلفية، فلاجرباك يدرك جيداًً ان فرنسا ستدخل اللقاء مندفعةً جداً لتسجيل الأهداف المبكرة، وهو سيعمل على الحد من ذلك قدر المستطاع عبر مطالبة لاعبيه بالتوغل الدفاعي المستميت!!.
استبعد شخصياً أن تكون لآيسلندا أي حظوظ للفوز على فرنسا اليوم رغم أن ويلز أوصلت رسالة شديدة اللهجة مفادها أن كل شيء وارد في هذه البطولة ولا يمكن استبعاد أي سيناريو فيها!!.


 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .