العدد 2805
الأحد 19 يونيو 2016
banner
البحرين.. وعودة الأمور إلى نصابها الصحيح..!
الأحد 19 يونيو 2016

تعيش البحرين هذه الأيام أياما مباركة، ولقاءات مباركة، ونأمل أن تكون الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها وإعادة وضع الأمور في نصابها الصحيح إجراءات مباركة أيضا، لتقود إلى نتائج مباركة..
وبعيدا عن أي تجييش أو إطلاق انطباعات متسرعة وغير حصيفة، أو ادعاءات غير صحيحة وغير مبررة، نعتقد أنه يجب علينا ابتداء أن نشير إلى أن الإجراءات التي اتخذتها البحرين، والتي قد تتخذها لاحقاً في سبيل وضع الأمور في نصابها الصحيح، هي إجراءات أجمعت كل المصادر على كونها قانونية ودستورية، وهي من صميم حق الدولة في الدفاع عن أمنها وأمن مجتمعها، عندما تشعر أن هذا الأمن والأمان أصبح محل تهديد ومحل اختراق ومحل عبث يجري أحيانا تحت مظلة السياسة وأحيانا تحت مظلة حقوق الإنسان وأحيانا تحت مظلة الديمقراطية.
لقد استطاعت البحرين بقيادة مليكها حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وعبر عقد ونصف تقريبا من الزمان أن تحقق إنجازات رائعة شهد لها العالم في مجال الإصلاح السياسي والدستوري والتشريعي وفي مجالات سياسية واجتماعية واقتصادية عديدة. وكانت من أوائل الدول العربية التي انتهجت نهجاً إصلاحياً نابعاً من داخلهاً وغير مفروض عليها..! ونجحت في ذلك نجاحاً باهراً، والتقت كافة قواها السياسية والمجتمعية والاقتصادية على الانخراط في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بكل اقتناع وحماسة وإرادة وطنية؛ من أجل التغيير والإصلاح وإعادة تشكيل النهضة الوطنية الحديثة.
كذلك فقد استطاعت البحرين خلال هذه الحقبة من الزمن تلافي الكثير من الصعوبات والتحديات والمؤامرات والتدخلات الخارجية السافرة من دول ومنظمات مشبوهة، وحافظت خلال ذلك كله على امتلاك إرادتها الحرة، وامتلاك إرادة التغيير والإصلاح وتفعيل الحوارات الوطنية التي ساهمت في إعادة صياغة الكثير من المبادئ والتشريعات الوطنية الجامعة.
وكانت البحرين الدولة الوحيدة ربما على مستوى العالم التي لجأت عند الأزمة إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة وبخبرات عالمية، وفتحت كل منافذ المعلومات لهذه اللجنة لإعداد تقاريرها ورؤاها وتوصياتها وحظيت هذه التوصيات بضمانات ملكية وتوافقات وطنية وإرادة تنفيذية حكومية.
وفي الوقت الذي كانت دول كثيرة على مستوى الإقليم والمنطقة ترفض حتى الاعتراف بمنظمات حقوق الإنسان وتطارد ناشطيها المحليين وتحكم عليهم بالإعدام، وترفض التعاون مع أي منظمة من هذه المنظمات أو مجرد التعامل مع مقرراتها أو توصياتها، فقد كانت البحرين من أكثر دول المنطقة تعاطياً مع هذه المنظمات، وسمحت لها بالعمل على راحتها في كل مساحة البلاد، وتعاطت بمسئولية ندر مثيلها مع مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وكانت مبادرة إلى تقديم تقاريرها الدورية بشكل متواصل وتعمل جاهدة على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجلس.
فماذا كانت نتيجة ذلك كله..؟
- تتصدر البحرين تقارير هذه المنظمات السلبية في الوقت الذي تتراجع تقارير هذه المنظمات عن سوريا والعراق وليبيا وأنغولا وبورما وإيران..!
- يحتشد مئات الآلاف من العراقيين في المنطقة الخضراء، ويعلنون العصيان المدني ويقتحمون مباني البرلمان ويعيثون فيها خراباً، ولا تجد محطة مثل بي بي سي في ذلك مدعاة لبث تقرير خاص عن تلك الواقعة، بل يكون تقريرها الخاص تلك الليلة عن مجريات محاكمة أحد السياسيين في البحرين..!!
- تنفذ إحدى الدول الإقليمية 22 عملية إعدام في يوم واحد، ويصدف أن تحكم إحدى المحاكم البحرينية حكما بالإعدام مبدئياً وقابلا للتمييز والمراجعة والطعن عبر مستويات قانونية عدة على اثنين أو ثلاثة أفراد، فيكون التقرير الإخباري في قناة الحرة الأمريكية تلك الليلة عن حكم المحكمة في البحرين وليس عن الإعدامات الحقيقية في الدولة الإقليمية..!
- تلتزم البحرين بتقديم تقارير دورية لمجلس حقوق الإنسان، وتتعامل بجدية واحترام مع تقاريره وجلساته ومقرراته واجتماعاته، وتسمح للناشطين فيها بالمشاركة في تلك الجلسات وشن هجومات عاتية ضدها من على منابر المجلس، ثم العودة إلى أرض الوطن بسلام واحترام، بينما ترفض دول إقليمية أخرى الاعتراف بهذا المجلس عداك عن التعاون معه. وعندما يصدر تقرير المجلس، فإنه يشن حربا شعواء على البحرين، بينما يتم تجاهل تلك الدول غير المعترفة بالمجلس تجاهلا تاما..!!
هل هذه الأمثلة والنماذج المصدق عليها من الجميع، والتي يعترف الكل بواقعيتها كافية لإعطاء الصورة الحقيقة عن حجم المؤامرة والعنت الذي يتم التعامل به مع البحرين وسياساتها..؟!
هنا نقول إنه لم يعد هناك بد من أن تنتصر البحرين لنفسها ولعزتها وكرامتها وكرامة شعبها، وأن ترمي بكل تلك المنظمات ودكاكينها عرض الحائط..!
ماذا فعل مجلس حقوق الإنسان لأنغولا وناميبيا وكوبا وبورما وإيران والعراق وسوريا وغيرها وغيرها..؟! لا شيء.. وهو لن يفعل شيئا بالتأكيد، فلماذا إذن نمنحه كل هذا التقدير والاحترام والتعاون..؟! وما ينسحب على هذا المجلس ينسحب على بقية المنظمات والدكاكين المشبوهة، وتعود بعدها الأمور في البحرين إلى نصابها الصحيح، وتعود القوس إلى باريها كما تقول العرب، وتعود المياه إلى مجاريها، ولا عزاء للشامتين والعابثين والمتآمرين.  

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .