يصادف يوم غد الأربعاء الخامس والعشرين من شهر مايو الذكرى الخامسة والثلاثين على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويطيب لي بهذه المناسبة أن أرفع إلى مقام سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وسيدي سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وسيدي سمو ولي العهد حفظه الله ورعاه خالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة وأيضا إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – حفظهم الله ورعاهم.
استطاعت دولنا الخليجية عبر المجلس تحقيق الكثير من المنجزات الضخمة للحاضر والمستقبل وفي كل القطاعات والمجالات “الاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية والأمنية والتعليمية... الخ” ولو قسناها بعمر الزمن 35 عاما لرأينا ان طبيعة التحديات لم تمنع دولنا من الارتقاء الى القمم ليستمر الازدهار في كل قطاع والوصول الى الاهداف في تسلسل وتدرج زمني يحتاج غيرنا ربما لأكثر من خمسين سنة ليصل إلى عشرة في المئة أو أقل مما وصلنا إليه وكل هذا بفضل الرؤية السديدة والحكيمة لقادتنا حفظهم الله والتوليفة الفريدة بين الاشقاء في الدول الست.
اليوم وبعد مرور 35 عاما من عمر مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا يخفى على احد اننا نواجه تحديات وخطرا داهما من اطراف عدة، فهناك من يبحث في التوسع على حساب أراضينا وهدم استقرارنا وأمننا كالنظام الإيراني العنصري الذي يستهدف الخليج بشكل واضح ويقوم بمهمات قذرة كرعاية الارهاب وتأجيج الطائفية وزراعة العصابات والمرتزقة والتخطيط والتنسيق مع الأبالسة والشياطين لشن حملات عدائية مستمرة، وهناك من يحرك “الولاعة” لتشعل الزيت في دولنا لإحراقها بالمؤامرات كالأميركان الخبثاء الذين طوال تاريخهم العفن يطلقون الرصاص على الجميع دون تمييز ويضطلعون بكامل المهمات التخريبية الكبرى في دولنا ويساهمون بشكل بارز ومتميز في نسج الأكاذيب وزرع المتاريس في طريق تقدمنا وتطورنا، إنهم الأميركان رأس الحية ومنبع الازمات، وهناك اعداء آخرون تسير دفتهم لصالح المؤامرة على دول الخليج وكل الامور مفضوحة وغيرهم ربما يبذلون المساعي لتشكيل تحالفات ضدنا وينبئنا الترقب والترصد بأفعال وتصرفات خطيرة.
اذا دول الخليج لن تترك في حالها وسيزداد الطامعون حتما مع مرور الوقت ومن هنا تكون حاجتنا متزايدة الى اعلان الاتحاد الخليجي ونحن بهذه القوة والتكامل، فمن المصلحة العاجلة لدول الخليج التحول الى الاتحاد لأن المؤامرات التي تحيط بنا طويلة الاجل ونغمة الحقد لن تنقطع، كفانا 35 عاما وعلينا خلق ملامح ولادة الاتحاد الخليجي فورا لأن هذا يشكل هما من همومنا نحن ابناء الخليج الذين نريد دخول مرحلة جديدة وإعادة النظر في الخلافات الجانبية الصغيرة التي وضعت خصيصا لتمزيقنا وتفريق كلمتنا. بعد 35 عاما والأخطار محدقة بنا لا خيار لنا سوى الاتحاد إذا اردنا المحافظة على امجادنا وانتصاراتنا العظيمة في شتى المجالات، لنترك القضايا الفرعية وندرك الوضع ادراكا واقعيا، نحن مهددون والمؤامرة تركت بصماتها القوية هنا وهناك. مهمتكم عاجلة وملحة يا قادتنا حفظكم الله ورعاكم... الاتحاد الخليجي.