الزيارة التي قام بها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تؤكد عمق العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين والمجتمع المتماسك في مجابهة التحديات وتحقيق آمال وأماني الشعبين السعودي والبحريني وكذلك بحث مختلف القضايا والتطورات التي تهم المنطقة، فالمملكة العربية السعودية اعزها الله وكما قال سيدي جلالة الملك ستبقى العمق الاستراتيجي لدول المنطقة والداعم الأقوى لقضاياها.
حقيقة ان الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية معروفة منذ القدم باتجاهها الصحيح وقيمها الثابتة وتحمل أعباء المسؤولية والعمل الدؤوب من اجل رفعة الاسلام والمسلمين، السعودية لها دور كبير ومؤثر في المجتمع الانساني والعالمي ولهذا كتب عنها الكثير من المفكرين من مختلف دول العالم ونشرت مجلاتهم مقالات مطولة عن هذا البلد العظيم. فمثلا، عن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية نشرت مجلة السياسة الخارجية وهي من اكثر الدوريات الفرنسية رصانة وتمحيصا في العام 1977 “حسب مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية التي كانت تصدرها جامعة الكويت” ويعنى كتابها المتخصصون بتحليل كل الشؤون الدولية، وكثيرا ما التفت كتابها لشؤون الخليج، نشرت المجلة مقالا لكاتبين عرف عنهما الاهتمام بقضايا الخليج وخصوصا الشؤون السعودية وأصدرا عام 1966 كتابا عن السعودية ودورها المتصاعد المهم الذي تجاوز النطاق الاقليمي والعالمين العربي والاسلامي وامتداد تأثيرها واهتماماتها والاهتمام بها الى آفاق عالمية شاسعة، كما يؤكد الكاتبان واسمهما “س. جي. ل. سوليه و . ل. شامبونوا” ان المسؤوليات العالمية التي تنهض بها السعودية تفوق بكثير وزنها السكاني.
هذه هي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية داعمة السلام والاستقرار ومسيرة التضامن العربي ووحدة الامة العربية، وصاحبة النظرة الشاملة لكل الاحداث والاوضاع الاقليمية، واليوم تقف السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه كقوة كبرى لصد كل من يسعى لخلخلة منطقتنا وتعريضها للمخاطر وتدمير المنجزات. إنها تقود العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى وجعلت العروبة محصنة ضد المؤامرات وسدت الفجوات امام قوى الباطل ومطامع المغامرين.
ما سبب الفشل في تحقيق الوحدة العربية؟ سؤال قديم تردد في كل اركان الوطن العربي وكتبت آلاف الصفحات في ذلك ولكننا نرى كعرب ونحن نعيش هذه المرحلة التاريخية المليئة بالتناقضات اننا نواجه الاحداث اليومية والاحداث المصيرية بقلب واحد بقيادة بلد عظيم حقق انجازات كبيرة لمصلحة الشعوب العربية وانتقل بنا الى الوحدة الحقيقية والبناء والهدوء والقوة. اجل، ان ما تقوم به السعودية اعزها الله علامات مضيئة على طريق الوحدة العربية الشاملة والاهم انها اوجدت العلاج لكل العقبات التي تواجه امتنا العربية والاسلامية وستقف بحزم لأصحاب الطفولة السياسية وقصر النظر سواء دولا أو منظمات.
السعودية تعطي صفحة جديدة للعرب والمسلمين والصورة الامثل التي تحفظ سيادتنا وأمننا وتاريخنا وهويتنا وثقافتنا والعرب، كل العرب يسيرون معها وخلفها في اتجاه الموقع الأعلى في الميادين كافة.