العدد 1598
الخميس 28 فبراير 2013
banner
البحرين والكويت.. التاريخ والمصير
الأحد 28 أبريل 2024

العلاقات بين البحرين والكويت هي علاقات خاصة واستثنائية بكل المقاييس، وأتصور أنه من النادر، وربما من المستحيل أن يتكرر نموذج العلاقات الموجود بينهما في أي مكان من العالم.
هذه العلاقات ليست مجرد علاقات تحتمها المصلحة على النحو الذي تعرفه العلاقات الدولية على مدار التاريخ، ولكنها علاقات الأصل الواحد والمصير الواحد.
وما يقال في الأخبار والتعليقات التي تتزامن مع هذه المناسبة أو تلك عن وحدة الشعبين البحريني والكويتي ومصيرها المشترك وعن العلاقات الاستثنائية بين قادة البلدين والتعاون المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ليس مجرد حديث بروتوكولي يقوم على المجاملات الدبلوماسية المعروفة بين الدول،خاصة أثناء الزيارات المتبادلة بين قادة الدول.
ما يقال في الأخبار والتعليقات عن علاقات البلدين يعطي معانيه اللغوية البحتة، فالمودة والتعاون والإخاء والمصير المشترك تصف بصدق على أرض الواقع معانيها الموجودة في المعاجم. وليست معانيها المتداولة في المجاملات الدبلوماسية.
ومهما كانت الأرقام المسجلة حول التبادل التجاري أو التعاون الاقتصادي أو الأمني أو أي مجال من المجالات، فليس هذا - على كثرته - هو ما يصف متانة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، ولكن يصفها صلات القربى والنسب ووحدة التاريخ والمصير.
البحرين والكويت يجمعهما أوجه شبه كثيرة خاصة فيما يتعلق بعلاقات كل منهما مع العالم الخارجي وإدارتهما لعلاقاتهما هذه اعتمادا على الاحترام المتبادل واحترام المواثيق الدولية والوقوف إلى جانب القضايا العادلة ومساندة أصحابها على قدر الإمكان.
ولاشك أن أهم ما يجمع بين قيادتي البلدين هو الرشد السياسي وبناء العلاقات الهادئة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، على الرغم من أن البلدين يتعرضان كثيرا للعبث والتخريب وزرع الجواسيس والمخربين ويوجد بكل منهما طابور خامس يعمل لصالح أطراف تتآمر على أمنهما وبقائهما.
لم يثبت أبدا أن قامت البحرين أو الكويت بتمويل خلية إرهابية في دولة من الدول أو مساندة أية جماعة خارجة على القانون في أي مكان من العالم، ولكن الثابت هو العكس فهما يساندان أصحاب القضايا العادلة كالشعب الفلسطيني، حيث تقف الدولتان إلى جانب الفلسطينيين في كل محنة بالمال وبالمساندة السياسية والإعلامية.
والحق يقال إن الكويت الشقيقة على مدى تاريخها وهي تنفق من فوائضها المالية على كل قضايا الخير،خاصة في الدول العربية والإسلامية كمساعدة الشعوب المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب أو المجاعات أو بناء المدارس والمستشفيات في الدول الفقيرة.
ليس للبحرين أو الكويت أطماع أو تحركات تتسم بالمراهقة السياسية ولعب أدوار تزعج الأشقاء العرب أو تجلب عليهما العداء والكراهية من قبل هؤلاء الأشقاء، فاحترام الدول الشقيقة ومكانتها وأدوارها التاريخية أهم ما يميز القيادة الرشيدة في كل منهما.
ونحن في مناسبة العيد الوطني الـ 52 لدولة الكويت الشقيقة نقدم التهنئة للشعب الكويتي الشقيق ولقيادته الحكيمة، وندعو أشقاءنا إلى المحافظة على الانجازات العظيمة التي تحققت وأن ينظروا حولهم ويشكروا الله على نعمته ويضعون الكويت في أعينهم وقلوبهم، وألا يقعوا في الشرك الذي نصب للمنطقة برمتها، وأدام الله علينا وعلى أشقائنا الأمن والأمان.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .