العدد 986
الأحد 26 يونيو 2011
banner
لا تفرطوا في هذه اللحظة
الأحد 28 أبريل 2024

سنظل نكتب وندعو الجميع إلى إخلاص النية من أجل مستقبل هذا البلد الذي نحبه، فنحن امام لحظة تاريخية يجب الا نتركها تمر من بين أيدينا، فقد نندم عليها يوم لا ينفع الندم ونبكي حيث لا يفيد البكاء.
لا تجعلوا أبناءنا يصبون علينا اللعنات لأننا الجيل الذي أشعل نار الفتنة وقام، عن عمد أو عن جهل، بذبح الوئام.
لا نريد ان نكون الجيل الذي ضيع كل شيء، فلنمسك بزمام اللحظة من أجل الوطن، ولنصنع تاريخا، ولنحبط كيد الأعداء.
لن نكسب شيئا من تشددنا وإصرارنا على ما نحسبه انتصارات أو مكاسب لأن إصرارنا هذا لن يخدم أحدا سوى أعداء هذا الوطن الساعين لاتخاذه كنقطة انطلاق لتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن شعاراتهم المرفوعة.
فلنفتح جميعا صفحة جديدة، ولنتوقف عن خلط الأوراق، وخلط ما هو جنائي بما هو سياسي رغبة في تحقيق مكاسب غير مستحقة.
فالذين ارتكبوا أشياء يعاقب عليها القانون لابد أن يتم التعامل معهم وفق القانون ولا سبيل للعفو عنهم إلا عن طريق القضاء أو عن طريق جلالة الملك، لأن الدولة ذات القوانين والنظم تختلف عن القبيلة.
التيارات والجمعيات التي تشترط العفو عن بعض المنضوين تحت لوائها ممن ثبتت عليهم تهم معينة ثمنا للمشاركة في الحوار ليس لها حق في هذه المطالب، لأن هؤلاء حوكموا لأنهم ارتكبوا ما يخالف القانون وليس لأنهم أعضاء في هذه الجمعية أو تلك، ولو سمح بقبول هذه المطالب لاهتزت هيبة الدولة في نظر الناس، ولأصبحت سابقة غير طيبة في تاريخ الدولة البحرينية، لأن من له جماعة تحميه وتمارس ضغوطا معينة على الدولة وأجهزتها يمكن له أن ينتهك القانون، أما آحاد الناس غير المنخرطين في جمعيات فيتم تطبيق القانون عليهم.
لا يجوز ان نطلب مطالبنا من الدولة ونحن نشهر سيوفنا في وجهها، لأننا مواطنون فيها ولسنا دولة اخرى تواجهها وتمارس معها تكسير العظام أو عض الأصابع.
يجب أن نغمد سيوفنا أولا، ونجلس للحوار، ونتقبل وجود غيرنا، ونحترم مطالب كل الفئات، ونعلن لرب الأسرة أننا نفتخر ببنوتنا لهذه البلاد، ثم نترك له الأمر، دون ابتزاز أو تهديد.
هذه ليست دعوة للإذعان، رغم أن الإذعان للوطن ليس عيبا، ولكنها دعوة للاحترام اللازم من المواطن تجاه الوطن.
نحن لا نرفض العفو ولا ندعو إلى التشدد في الأحكام، فالعفو عند جلالة الملك حمد بن عيسى دائما مأمول، لأنه دائما يحكم بعقل وقلب الأب، ولكننا نرفض العفو الذي يضع سمعة الدولة ومكانتها على المحك.
في السابق قام جلالة الملك بالعفو عن الذين ارتكبوا جرائم في حق الوطن، ولكن لم يكن هذا العفو بشروط من أحد وبالتالي لم تتعرض عزة الدولة البحرينية وهيبتها إلى أي ضرر.
يجب أن تظل البحرين فوق الجميع، وإن عفت تعفو وهي عزيزة وعالية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .