العدد 976
الخميس 16 يونيو 2011
banner
أرجوكم ... دعوا الحوار ينجح
الأحد 28 أبريل 2024

لكي نمهد الأجواء للحوار لابد أن نصفي ضمائرنا جميعا ونبدأ لحظة تاريخية جديدة ينصب فيها تفكيرنا على مصلحة البحرين وبقائها حرة عصية على محاولات الفتنة وشق الصفوف، وليوجه كل منا لنفسه سؤالا: هل أنا ذاهب من أجل الانتصار على الآخرين وقهرهم، أم ذاهب من أجل صنع توافق يحقق مصلحة كل أهل البحرين؟
إذا كانت الإجابة الأولى هي التي يريدها العدد الأكبر من بيننا، فمعنى هذا أن الحوار لن يكون أكثر من موقعة جديدة تزيد من حجم الضغينة بيننا لا قدر الله.
لا يجب أن ندخل الحوار، ونحن مشحونون بالغضب والضغينة تجاه بعضنا البعض، ولا يجب أن نحسب مكاسبنا وكأننا طرفان متحاربان يحق لكل منهما أن يضغط على الآخر ويمارس ما يمكنه من أساليب الابتزاز لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
لابد أن نفكر ونتحرك على أننا فريق واحد ونسعى للمطالب التي تصنع الوئام والسلام والأمن لكل البحرين والبحرينيين.
ولابد أن يقتنع الجميع أن الحوار ليس بين طرفين، أحدهما الحكومة، والآخر هو جمعية الوفاق ومن يتبعونها ويؤمنون بمنهجها، ولكن الحوار بين جميع أبناء البحرين، وأبناء البحرين أكثر من ذلك.
الحكومة قدمت إشارات جيدة لها دلالتها، من بينها إعادة المفصولين من أعمالهم، إلى جانب إسناد مهمة إدارة الحوار للسيد خليفة الظهراني، كشخصية هادئة حريصة على توفير جو من الإخاء بين الجميع، وقدرتها على الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وهي إشارات يجب أن نتلقاها جميعا بما يليق بها من تقدير، فهي دليل على أن القيادة حريصة على إنجاح الحوار وخلق جو من الوئام بين المشاركين فيه.
الصحافة البحرينية يجب أن تلعب دورا رئيسا في إنجاح الحوار، وعلينا جميعا ككتاب أن نتوقف،ولو أثناء فترة الحوار، عن العمل كفريقين متعاديين، وأن نترك الحوار يمضي حتى النهاية دون تدخل أو تعليق منا؛ لأن الحوار لا يقدر له النجاح وسط إطلاق النار وقنابل الدخان، وليت الحوار يتم بعيدا عن الإعلام من الأساس.
وعلى المشاركين في الحوار ومن يتبعونهم أن يتوقفوا لفترة عن إطلاق التصريحات الساخنة،التهديد بالانسحاب؛ حتى لا يعطوا مادة للصحف، ولنا ككتاب، لنقوم بقصد أو من دون قصد،بتسخين الجماهير وتسخين المشاركين في الحوار؛ لأن أحد الكتاب سيعتبر صاحب ذلك التصريح عنترة بن شداد، بينما سيعتبره غيره خائن وعميل، وننقسم على أنفسنا من قبل أن نبدأ.
كانت هناك أخطاء، وكانت هناك جرائم، وكانت هناك مؤامرات، ولكننا لابد أن نترك للقضاء، ثم لجلالة الملك مسألة النظر في مصير من أخطأ ومن أجرم.
لقد كتبنا جميعا وانتقدنا من أساءوا للوطن، ولم نكن مخطئين، ولكننا مع ذلك لابد أن نعطي للحظة الحوار ما تستحقه من التهدئة والصبر على النتائج؛ حتى لا نشارك دون أن ندري في ذبح هذا الحوار.
وإذا ما أدى كل منا ما عليه – كمتابعين أو مشاركين- فعلى الذين يفرطون في هذه اللحظة التاريخية ألا يلوموا إلا أنفسهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية