+A
A-

د. طلال السندي: الوقت حاسم في علاج طنين فقدان السمع الحسي المفاجئ

أكد استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق الدكتور طلال إبراهيم السندي على أهمية الوقت في علاج مشكلة الطنين، لاسيما مشكلة الطنين المرافق لفقدان السمع الحسي المفاجئ.

وأشار في حوار خاص له مع "صحتنا" إلى أن الطنين يعد من المشاكل الشائعة جدًا التي تنتج عادة بسبب تراجع السمع بفعل تقدم العمر، محذرًا من اللجوء لبعض العلاجات غير المثبتة علميًا، الأمر الذي يقلل من فرص العلاج لهذا المرض.

وفيما يلي نص الحوار:

 

كيف تعرّف طنين الأذن؟

الطنين هو عارض لمشاكل عديدة تصيب الأذن، فهو عبارة عن صوت يصفه لك المريض في أكثر الأوقات دون أن تسمعه، وهو عبارة عن أصوات الأذن الداخلية التي تنتج من بعض الخلايا الموجودة بالأذن، كما أن نوعًا آخر من الطنين يمكن للآخرين سماعه وهو نادر جدًا.

 

هل الطنين ناتج عن خلل في آلة السمع نفسها أم ناتج عن أصوات أخرى تسمعها الأذن؟

من الممكن أن يكون ناتجًا عن خلل في آلة السمع، وعند تراجع السمع الطبيعي يبدأ الشخص بسماع أصوات الخلايا الداخلية، كما أن هناك بعض المشاكل الأخرى مثل بعض التشوهات في شرايين الأذن أو وجود بعض الأورام التي تسبب زيادة في تدفق الدم مسببة الطنين، أو أن تكون ناتجة عن وجود أورام الأذن الداخلية والمخ فتسبب الطنين.

وهناك بعض المشاكل خارج نطاق الأذن أيضًا تسبب الطنين، مثل تضيق شرايين الرقبة الرئيسة المتصلة بالرأس، ولذلك فإن السر في علاج الطنين يبدأ من التحقق في التاريخ المرضي للشخص، وفحص المريض بشكل تام عبر فحص الأذن ومنظار الأذن، وتنظير الأذن الوسطى وفحص الرقبة وفحص السمع للتأكد من معدل السمع.

 

ما درجة احتمال إصابة الشخص بالطنين؟

الطنين مشكلة شائعة جدا، وأكثر الناس الذين يتعدى سنهم 60 أو 65 سنة يضعف السمع لديهم مع تقدم العمر، ويبدأون بسماع الطنين في بعض الحالات.

والسمع الطبيعي يغطي على أصوات الأذن الداخلية وبالتالي لا يسمع الطنين، ولكن عندما ينخفض السمع عن المستوى الطبيعي يبدأ الشخص في سماع أصوات الأذن الداخلية على شكل طنين، ويكون مسموعًا لدى المريض في وقت الهدوء، إذ إن وجدت أصواتًا أخرى فإنها تغطي على الطنين.

ولذلك ننصح المرضى دائمًا بتجنب الهدوء قدر الإمكان، واعتياد استماع الصوتيات عند النوم.

 

متى يكون الطنين مؤشرًا على وجود خطر حقيقي؟

إذا كان الطنين في جهة واحدة فهنا يكون أحد علامات مؤشرات الخطر، كذلك عندما لا يكون الطنين على مستوى واحد، إذ يرتفع وينزل فإنه يعد مؤشر خطر آخر؛ لأنه قد يكون مرتبطًا بأورام الأذن الداخلية أو الأذن الوسطى، وكذلك عندما يكون الطنين مصحوبًا بأعراض أخرى، فإنه يعد مؤشر خطر، إلا أن مؤشرات الخطر الشائعة تتمثل عادة في سماع الطنين من جهة واحدة أو الطنين المتذبذب.

عمومًا فإن أخطر المشاكل التي تسبب الطنين هي بعض الأورام التي تكون في داخل الأذن الوسطى، أو الأورام بالأذن الداخلية، تليها المشاكل المتعلقة بتشوهات الأوردة والشرايين، وهو الأمر الرئيس الذي نسعى للتأكد من عدم وجوده عند المريض.

 

ما فرص الشفاء والتعافي من الطنين بأنواعه؟

الطنين هو عارض وليس تشخيص، بمعنى أنه لو كان الطنين مرافقًا لفقدان سمع حاد، فإن علاجه ممكن بشكل تام بالأدوية خصوصًا الكورتيزون ومضادات الفيروسات.

أما الطنين الناتج عن فقد السمع الحسي بفعل تقدم العمر، فيلزم إفهام المريض سبب الطنين أولًا، وبعدها يتم استخدام بعض الأدوية لتخفيف وطأة الطنين على المريض، والأهم من ذلك العمل على رفع مستوى السمع لديه عن طريق استخدام السماعات حتى يغطي على الطنين، ويساعد المريض على تجاهله وتناسي إزعاجه.

 

هل للأثر النفسي تأثير في زيادة فرص التعافي؟

الطنين مشكلة مزعجة للجميع، ويسبب للكثيرين ممن يعانون منه لفترات طويلة الاكتئاب، فجزء أساس من العلاج يتمثل في علاج نفسية المريض.

وهناك دائمًا فئة لا يمكن علاجها، فنحتاج إلى إعادة ترتيب نفسيتها الداخلية، عبر تحفيزها على التعايش مع الطنين، والتقليل من أهمية الطنين، ودفعهم نحو التركيز على أمور أخرى، ومنها تجاهل الطنين واستخدام السماعات لرفع مستوى السمع، إضافة إلى استخدام بعض الأدوية المخففة من وطأة الاكتئاب المصاحب لهذه المشكلة.

ونلجأ إلى تعليم المريض بعض التقنيات التي تعينه على التعايش مع الطنين، مثل تجنب جلوسه مفردًا في مكان هادئ، واعتياد سماع الصوتيات.

وباعتبار أن الطنين أحد مشاكل تقدم العمر لا يعني تجاهله وعدم المبالاة به، إذ إن عدم التحقق من أسباب الطنين قد يفوت على المريض فرصة العلاج في حال كان ناتجًا عن بعض الأورام الممكن علاجها.

 

ما فرص الشفاء من الطنين الناتج عن الأورام؟

الأورام التي تسبب الطنين أغلبها حميدة وبطيئة في النمو، ولذلك من الممكن أن يعاني منها المريض لسنوات طويلة دون أن يعلم بوجودها، وأعراضها جدًا خفيفة، منها: الطنين أو الدوار.

ووجود هذا النوع من الأورام عادة في الأذن الداخلية، وتعالج بين طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب المخ والأعصاب، وأغلب هذه الأورام بطيئة وتنمو بما لا يزيد عن 2 ملم في السنة، وتعالج غالبًا باستخدام الأشعة، إذ ابتعد المجتمع الطبي عن إزالتها في أغلب الأحيان.

وأما بالنسبة لأورام الأذن الوسطى فإنها لا زالت تستأصل كخط أول للعلاج.

 

عبر تجربتكم، ما أكثر حالات الطنين شيوعًا في البحرين؟

أكثر حالات الطنين تعود للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسي بفعل التقدم في العمر، وهي أكبر فئة، تليها الفئة التي تصاب بفقدان السمع الحسي الحاد، وتكون هذه عادة أصغر سنًا، كأن يستيقظ الشخص من النوم ويجد أن سمعه انخفض أو غاب فجأة، ويبدأ بسماع طنين عالٍ مزعج.

هذا المريض يكون منزعجًا جدًا عادة ويراجع الاختصاصي بشكل مباشر، إذ تجرى له الفحوصات اللازمة ويتم البدء بالعلاج له بشكل فوري، وفرص العلاج جدًا ممتازة في أول 48 ساعة، ثم تبدأ فرص العلاج بالتراجع.

 

ما أبرز السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض من يعاني من الطنين؟

علاج أي مشكلة دائمًا لها علاقة بشخصية المريض، فبعض الشخصيات تتجه مباشرة للاختصاصي، وأخرى تتجه لمراكز الرعاية الأولية ومن ثم يتم تحويلها على المختص، وهي سلوكيات صحيحة جدًا، إلا أن الفئة الثالثة وهي قليلة تتجه للأصدقاء وممارسي بعض العلاجات غير المثبتة علميًا.

ومن واقع التجربة، شاهدنا أمورًا عديدة منها اتجاه البعض للكي في منطقة الرقبة وتحت الأذن، ما يؤدي إلى الإضرار بتلك المنطقة، والبعض يتجه للعلاج العشبي، والعلاج العشبي مشكلته أنه ينقصه الدليل العلمي، ولكن نحن كأطباء نلتزم بالدليل العلمي، فلا أستطيع اعتماد علاج لمرضاي دون وجود دليل علمي يثبت فاعليته.

إن استخدام بعض الأدوية العشبية لفترات طويلة يقلل من فرصة العلاج الفعلي لهذا المرض، فالوقت في علاج مشكلة الطنين حاسم، بمعنى أنه كلما تأخر تشخيص الطنين كلما قلت فرصة العلاج، خصوصا إذا كان السبب يعود لفقدان السمع الحسي الحاد، إذ قد لا يستطيع المريض استعادة السمع المفقود حال تأخر العلاج.

 

ما سبل الوقاية من الطنين؟

فئة قليلة من المرضى يعود سبب الطنين لديهم بفعل التعرض المزمن للأصوات العالية، وهي فئة مهمة جدًا؛ لأن بيدها حماية نفسها من هذه المشكلة، وعادة ما تكون هذه الفئة من الشباب الذين اعتادوا على سماع الموسيقى الصاخبة بمستويات تصل إلى 85 أو 90 ديسيبل لفترات طويلة، ما أدى إلى تلف العصب أو تلف الشعيرات السمعية لديهم، فيبدأون الشعور بالطنين.

 

وماذا عن استعمال سماعة الرأس؟

الأمر يعتمد على استخدام الشخص لها، فاعتياد السماع للأصوات العالية لفترات طويلة سيتلف الشعيرات العصبية، ما يفقد الشخص السمع ويسبب له الطنين، وهذا النوع من الطنين لا علاج له ويكون المريض قد تسبب به لنفسه.

كذلك من المهم جدًا لمن يعملون في مواقع تحتوي على أصوات عالية كمعامل التكرير والمطارات وورش النجارة وغيرها ارتداء أغطية الأذن لحماية السمع لديهم.