+A
A-

الممرضة شهزلان 32 عاما من العمل الإنساني ختمتها برعاية مرضى السرطان وسميت «أم قسم الأورام»

إعداد‭:  ‬حسن‭ ‬فضل

شهزلان‭ ‬فضل‭ ‬رائدة‭ ‬من‭ ‬رائدات‭ ‬البحرين،‭ ‬ونموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭. ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الريف‭ ‬لتلتحق‭ ‬بسلك‭ ‬التمريض،‭ ‬متحديةً‭ ‬الصعوبات‭ ‬والعراقيل‭ ‬ونظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬آنذاك‭ ‬لخروج‭ ‬المرأة‭ ‬للعمل‭. ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬مهنة‭ ‬التمريض‭ ‬حلمها‭ ‬وذاتها‭ ‬ورسالتها،‭ ‬والبحرين‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬خطواتها‭. ‬قدمت‭ ‬للتمريض‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬وجهد‭ ‬واهتمام‭. ‬مرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأقسام‭ ‬حتى‭ ‬استقرت‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الأورام،‭ ‬وفيه‭ ‬تركت‭ ‬بصماتها‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬تطويره‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬رئيسة‭ ‬لقسم‭ ‬التمريض‭ ‬فيه‭ ‬وسميت‭ ‬بأم‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ . ‬بعد‭ ‬التقاعد‭ ‬استمر‭ ‬عطاؤها‭ ‬ونشاطها،‭ ‬حيث‭ ‬وظفت‭ ‬خبراتها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬ومساعدة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬فشاركت‭ ‬في‭ ‬محاضرات‭ ‬وندوات،‭ ‬وانخرطت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬جمعيات‭ ‬التوعية،‭ ‬كجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬السرطان‭ ‬وجمعية‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬البحرينية،‭ ‬وجمعية‭ ‬الصحة‭ ‬الطبيعية‭ (‬سابقًا‭)‬،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.‬

‮«‬صحتنا‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬‭ ‬تلتقي‭ ‬بها‭ ‬لتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرتها‭ ‬في‭ ‬التمريض‭ ‬المليئة‭ ‬بالنجاح‭ ‬والتميز‭.‬

التمريض‭ ‬وظيفة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬بالتقاعد‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬وواجب‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أنفاسي

‭ ‬لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬دراسة‭ ‬التمريض،‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬شجعك؟

اخترت‭ ‬تخصص‭ ‬التمريض‭ ‬لوحدي،‭ ‬ولم‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تشجيع‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬لاختياري‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭. ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬صغيرة‭ ‬كنت‭ ‬أشاهد‭ ‬الممرضات‭ ‬بمركز‭ ‬جدحفص‭ ‬الصحي،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مثلهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬أشاهد‭ ‬الممرضات‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الرعاية‭ ‬يزرن‭ ‬أحد‭ ‬أطفال‭ ‬العائلة،‭ ‬حيث‭ ‬يقدمن‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭. ‬أعجبت‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة‭ ‬وتمنيت‭ ‬لو‭ ‬أكون‭ ‬ممرضة،‭ ‬وأقدم‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬للمرضى‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتك‭ ‬كونك‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬الريف‭ ‬تلتحق‭ ‬بالعمل‭ ‬والتمريض؟

من‭ ‬أكثر‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني‭ ‬نظرة‭ ‬الأهل،‭ ‬فعندما‭ ‬قررت‭ ‬الالتحاق‭ ‬بدراسة‭ ‬التمريض،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬معارضة‭ ‬ورفض،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬الوالدة‭ (‬الله‭ ‬يرحمها‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬فكرتها‭ ‬أن‭ ‬مهنة‭ ‬التمريض‭ ‬لا‭ ‬تناسبني،‭ ‬لأنني‭ ‬سأباشر‭ ‬وأعتني‭ ‬بالرجال؛‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شرحت‭ ‬إليها‭ ‬مهنة‭ ‬التمريض‭ ‬اقتنعت‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭.‬

‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬بدايات‭ ‬ممارستك‭ ‬مهنة‭ ‬التمريض؟‭ ‬

طبعًا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬صعبة؛‭ ‬لأنها‭ ‬مسؤولية‭ ‬مرضى‭ ‬وسلامتهم‭. ‬أنا‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأقسام،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بقسم‭ ‬الجراحة،‭ ‬ثم‭ ‬الباطنية،‭ ‬وبعدها‭ ‬الأطفال،‭ ‬والعظام،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬قسم‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬قسم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأقسام‭ ‬تطورت‭ ‬خبرتي‭ ‬لرعاية‭ ‬المريض‭ ‬تدريجيا،‭ ‬وأصبحت‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬ثقة‭ ‬ومهارة‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬واجبي‭.‬

‭ ‬كم‭ ‬استمرت‭ ‬مهنتك‭ ‬في‭ ‬التمريض،‭ ‬وكيف‭ ‬تصفينها؟

استمر‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬التمريض‭ ‬32‭ ‬سنة‭. ‬أصفها‭ ‬بأنها‭ ‬وظيفة‭ ‬ممتعة،‭ ‬وأنا‭ ‬مخلصة‭ ‬في‭ ‬تأديتها،‭ ‬وفيها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬مبدع،‭ ‬ومؤثر‭ ‬إيجابي‭ ‬للمرضى،‭ ‬والدعاء‭ ‬الدائم‭ ‬وشكر‭ ‬المرضى‭ ‬وذويهم‭ ‬لي‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬معنوياتي،‭ ‬ويزيدني‭ ‬إصرارًا‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬وإخلاص‭.‬

‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬أو‭ ‬الممرضات،‭ ‬ولها‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬عليّ‭ ‬وعليهم،‭ ‬فمثلًا‭ ‬عندما‭ ‬أراعي‭ ‬المريض‭ ‬وأهتم‭ ‬به‭ ‬طول‭ ‬علاجه‭ ‬بمسؤولية‭ ‬صادقة‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬وأبذل‭ ‬كل‭ ‬جهدي‭ ‬واهتمامي‭ ‬لرعايته،‭ ‬وعند‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬شفائه‭ ‬يشكرني،‭ ‬ويرتاح‭ ‬لخدمتي،‭ ‬كنت‭ ‬أرتاح‭ ‬نفسيًا‭.‬‭ ‬

وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للممرضات،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬إحداهن‭ ‬بعض‭ ‬الإخفاقات‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬واجبها،‭ ‬أجلس‭ ‬معها،‭ ‬وأعرف‭ ‬المشكلة،‭ ‬وأساعدها،‭ ‬وأشجعها،‭ ‬وأحفزها‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المثمر،‭ ‬وعندما‭ ‬تتحسن‭ ‬تشكرني‭ ‬وتكون‭ ‬راحة‭ ‬لي‭ ‬ولها‭.‬

أشرفت‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي

ارتياح‭ ‬المريض‭ ‬أكبر‭ ‬إنجاز

‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتك‭ ‬المهنية‭ ‬وكيف‭ ‬واجهتها؟

هناك‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬واجهتني‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬فبصفتي‭ ‬امرأة‭ ‬متزوجة،‭ ‬ولي‭ ‬أبناء‭ ‬صغار‭ ‬وكنت‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية،‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬متعبًا‭ ‬جدًا‭.‬

وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬مساندة‭ ‬زوجي‭ ‬وعائلته‭ ‬لأطفالي،‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬السند‭ ‬الأكبر‭ ‬لي،‭ ‬فتمكنت‭ ‬من‭ ‬تحدي‭ ‬تعب‭ ‬وإرهاق‭ ‬عمل‭ ‬الليل،‭ ‬وأعود‭ ‬لرعاية‭ ‬أولادي‭ ‬الصغار،‭ ‬وأربيهم‭ ‬وأدرسهم‭ ‬حتى‭ ‬يتفوقوا‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازاتك‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التمريض؟

أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬التمريض‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬مشرفة‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬وكذلك‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬وكذلك‭ ‬طلب‭ ‬وتحديث‭ ‬الأجهزة‭ ‬في‭ ‬القسم،‭ ‬وتدريب‭ ‬الممرضات‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬رعاية‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬وإعطاء‭ ‬المريض‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬وتطوير‭ ‬معلومات‭ ‬الممرضات‭ ‬المستمر‭ ‬بواسطة‭ ‬إقامة‭ ‬ورش‭ ‬العمل،‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والندوات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريب‭. ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تجهيز‭ ‬مركز‭ ‬مرضى‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬الوراثية‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬وكذلك‭ ‬كنت‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تجهيز‭ ‬مركز‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي؟

من‭ ‬أبرز‭ ‬الأمور‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭. ‬فحرصت‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الدراسة‭ ‬المستمرة،‭ ‬فبعد‭ ‬دبلوم‭ ‬التمريض‭ ‬نلت‭ ‬دبلوم‭ ‬إدارة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الإيرلندية،‭ ‬وبكالوريوس‭ ‬التمريض،‭ ‬ودبلوم‭ ‬تخصص‭ ‬في‭ ‬الأورام‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬ودراسة‭ ‬تخصص‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬التمريض،‭ ‬ورسالة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬للبحرينيات‭ ‬والتأثيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬عليهن‭. ‬وكذلك‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬باقي‭ ‬الممرضات‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬دراستهن،‭ ‬حتى‭ ‬الماجستير‭. ‬ويشرفنا‭ ‬أننا‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬أرقى‭ ‬الخدمات‭ ‬التمريضية‭ ‬للمرضى‭ ‬وذويهم‭ ‬لننال‭ ‬رضاهم‭ ‬مع‭ ‬حفظ‭ ‬أسرار‭ ‬المرضى‭.‬

‭ ‬مواقف‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬في‭ ‬مسيرتك‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬التمريض؟

المواقف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬لمريضٍ‭ ‬ما‭ ‬ونجاح‭ ‬المهمة،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬شكره‭ ‬وسعادته‭ ‬وارتياحه‭ ‬بخدماتنا‭ ‬وكونه‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬معنا‭ ‬بعد‭ ‬شفائه‭ ‬لاسيما‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭. ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬التعاون‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬مجموعتي‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬الدائم‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬المرؤوس،‭ ‬والدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬التمريض،‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬والأهل‭.‬

استمررت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لمرضى‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد

‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشاطك‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد؟

نشاطي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬مازلت‭ ‬أقدم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والمعلوماتي‭ ‬للمرضى‭ ‬وذويهم‭ ‬عن‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬وتأثيره‭ ‬الجانبي‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬إيجابيًا،‭ ‬والمساندة‭ ‬النفسية‭ ‬لهم‭ ‬ولعائلاتهم‭. ‬وكذلك‭ ‬سافرت‭ ‬مع‭ ‬مريض‭ ‬سرطان‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭ ‬مع‭ ‬أهله‭ ‬للعلاج‭.‬

كما‭ ‬اشتركت‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجمعيات‭ ‬التوعوية،‭ ‬كجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬السرطان،‭ ‬وجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬وذلك‭ ‬بمشاركتي‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬وإلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬عن‭ ‬السرطان‭. ‬وكنت‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬كلنا‭ ‬معك‮»‬‭ ‬لمساندة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬وعضوا‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الصحة‭ ‬الطبيعية‭ (‬سابقًا‭)‬،‭ ‬وأنجزت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الترفيهية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان‭ ‬وذويهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التقاعد‭ ‬وحتى‭ ‬بعده،‭ ‬كالاحتفال‭ ‬بالقرقاعون‭ ‬والمحاضرات،‭ ‬وشاركنا‭ ‬في‭ ‬فعالية‭ (‬خلك‭ ‬وحش‭) ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭. ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬من‭ ‬المنظمين‭ ‬لحفلات‭ ‬العيد‭ ‬الوطني،‭ ‬والاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتمريض‭.‬

‭ ‬كنت‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية،‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬مراحل‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القسم؟

مراحل‭ ‬التمريض‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬تطورت‭ ‬من‭ ‬صيدلية‭ ‬لتحضير‭ ‬الأدوية،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أحضر‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬لوحدي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬لها‭ ‬غرفتان،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬غرفة‭ ‬سريران،‭ ‬وحجرة‭ ‬لتحضير‭ ‬الأدوية،‭ ‬ومكتب،‭ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬مبنى،‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬قسم‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬والأورام‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬والإشعاعي‭ ‬والهرموني‭ ‬وعيادات‭ ‬خارجية،‭ ‬وبعدها‭ ‬تدريجيًا‭ ‬فتحت‭ ‬بعض‭ ‬الأجنحة‭ ‬للمرضى‭ ‬ودربت‭ ‬بعض‭ ‬الممرضات‭ ‬لرعاية‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬لك‭ ‬دور‭ ‬ونشاط‭ ‬وإسهامات‭ ‬في‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا؟

قمت‭ ‬بالتسجيل‭ ‬كمتطوعة‭ ‬في‭ ‬بوابة‭ ‬البحرين‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ولم‭ ‬تتم‭ ‬مناداتي؛‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الجائحة،‭ ‬ومن‭ ‬منزلي‭ ‬كنت‭ ‬أساند‭ ‬مرضى‭ ‬الكورونا‭ ‬وذويهم،‭ ‬وأنصحهم،‭ ‬وأعلمهم‭ ‬الطرق‭ ‬الصحيحة‭ ‬لغسل‭ ‬اليدين،‭ ‬وأخذ‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة،‭ ‬وأتابع‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬الحجر،‭ ‬وأطمئن‭ ‬أهاليهم،‭ ‬وأساندهم‭ ‬نفسيًا‭. ‬وكذلك‭ ‬أساعد‭ ‬مرضى‭ ‬الكورونا‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والمعارف‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬يطلب‭ ‬مني‭ ‬المساعدة،‭ ‬فالتمريض‭ ‬وظيفة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬بالتقاعد،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬وواجب‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أنفاسي،‭ ‬وحب‭ ‬وشغف‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬يبقى‭ ‬ملازمًا‭ ‬لي،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬آثرت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أترك‭ ‬بصماتي‭ ‬وأوظف‭ ‬خبراتي‭ ‬من‭ ‬مكاني،‭ ‬وأساهم‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬الكورونا‭ ‬بما‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أقدمه‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬توجهينها‭ ‬للطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬بالمملكة؟

كلمة‭ ‬أود‭ ‬توجيهها‭ ‬لجميع‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬أو‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬الإخلاص‭ ‬بالعمل‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬واحترام‭ ‬المرضى‭ ‬وذويهم‭ ‬وحفظ‭ ‬أسرارهم‭ ‬ورضاهم،‭ ‬ومهم‭ ‬جدًا‭ ‬مواصلة‭ ‬الدراسة،‭ ‬وطلب‭ ‬العلم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬لأن‭ ‬علم‭ ‬التمريض‭ ‬والطب‭ ‬يتطلب‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬المستمر‭.‬

وأود‭ ‬شكر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أمنيتي‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬وزوجي‭ ‬العزيز‭ ‬والمدرسين‭ ‬والمدرسات‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ووزرائها‭ ‬ووكلائها‭ ‬السابقين‭ ‬والحاليين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وإدارة‭ ‬التمريض‭ ‬وجميع‭ ‬الزملاء‭ ‬والزميلات‭ ‬بالعمل‭.‬