الإناث أكثر عرضة للإصابة باضطراب الألم الجسدي غير المفسر طبيًا
استشارية الطب النفسي د. فاطمة النجار
يشعر البعض منا بألم في الجسد غير مفسر طبيًا، وقد يلجأ البعض إلى زيارات الأطباء من مختلف التخصصات الطبية بحثًا عن سبب لهذا الألم، إلا أن المريض يستبعد بأن السبب قد يكون عبارة عن اضطراب نفسي يجعله يعيش في دوامة الألم الجسدي غير المفسر طبيًا.
وقد يبدو هذا النوع من الاضطرابات مجهولا، إلا أن هناك الكثير ممن يعانون من هذا النوع من الاضطرابات ومازالوا يبحثون عن علاج جسدي. وفي هذا الصدد أكدت استشارية الطب النفسي الدكتورة فاطمة النجار أن انتشار الاضطرابات المتعلقة بالأعراض الجسدية تتراوح بين %5 و%7 ولكن نسبة الأعراض الجسدية التي قد تكون مرتبطة بالأمراض النفسية عموما تفوق ذلك؛ لأن هذه الأعراض قد تكون موجودة مع تشخيص أمراض نفسية أخرى مثل أمراض القلق، الاكتئاب، الوسواس، أو الأمراض الذهانية، أو الأمراض التي قد تكون مرتبطة بمرض عضوي ما يعاني منه المريض.
وأوضحت أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب هم الأشخاص الذين يعانون من ضغوطات حياتية ومن مشاعر سلبية، أو المصابون بأمراض القلق أو الاكتئاب، كما قد تكثر في فئة الإناث، كبار السن والأشخاص الذين تعرضوا لإساءة معاملة عند الطفولة. وفيما يلي نص اللقاء:
بعض الاضطرابات النفسية تكون مصحوبة بأعراض جسدية
يعاني البعض من أعراض جسدية، إلا أنه لا يوجد أي تفسير طبي لهذا الألم ويتم تحويل المريض إلى اختصاصي نفسي، فما سبب ظهور هذه الأعراض؟
بعض الاضطرابات النفسية تتميز ببعض الأعراض الجسدية من ضمن أعراضها، ومن أشهر هذه الاضطرابات هي أمراض القلق والاكتئاب، أو الاضطرابات المصحوبة بالأعراض الجسدية، ولذلك فعندما يرى الطبيب أنه لا يوجد تشخيص يفسر هذه الأعراض فيكون المرض النفسي من ضمن الاحتمالات الواردة ولهذا يتم تحويل المريض للطبيب النفسي لعمل التقييم اللازم والتشخيص إن وجد.
وهناك العديد من العوامل التي قد تؤدي لظهور مثل هذه الاضطرابات منها: عوامل وراثية، عوامل بيولوجية، نمط الشخصية، التعرض لتجارب مؤلمة في سن مبكر، وكذلك تعتبر الوصمة المجتمعية للأمراض النفسية من ضمن عوامل الخطورة.
لماذا يتم التعامل مع الأعراض المرضية غير المبررة طبيًا كأعراض نفسية؟
التعامل مع الأعراض الجسدية كمرض نفسي مؤكد عند عدم الوصول لتشخيص ما من خلال الفحوصات هو أمر خاطئ، فذلك لا يثبت وجود سبب نفسي، ولكن الصحيح هو اعتبار المرض النفسي من ضمن الاحتمالات الممكنة لتفسير هذه الأعراض، وإثبات تشخيص المرض النفسي يتطلب وجود مشاعر وسلوك وأفكار معينة تؤكد التشخيص، وفي حال عدم وجود هذه الشروط يتم نفي المرض النفسي ومتابعة الفحوصات الطبية لاكتشاف التشخيص المناسب.
متى يمكن اللجوء إلى الاختصاصي النفسي لعلاج مثل هذه الحالات؟
عند الشك في وجود مسبب نفسي يتم تحويل المريض للطبيب النفسي لعمل التقييم اللازم وتأكيد التشخيص، وفي حال كانت الخطة العلاجية تتضمن علاجا نفسيا فهناك يأتي دور الاختصاصي النفسي لتقديم جلسات العلاج النفسية للمريض التي من أشهرها العلاج المعرفي السلوكي.
التجارب المؤلمة في سن مبكرة قد تكون أحد أسباب الإصابة بالاضطراب
من أكثر المعرضين للإصابة بهذا النوع من الاضطراب؟ وهل توجد نسبة محلية أو عالمية لأشخاص يعانون من هذه الأعراض؟ وما نسبة حدوثها؟
الأشخاص الأكثر عرضة هم الأشخاص الذين يعانون من ضغوطات حياتية ومن مشاعر سلبية، أو المصابون بأمراض القلق أو الاكتئاب، كما قد تكثر في فئة الإناث، كبار السن والأشخاص الذين تعرضوا لإساءة معاملة عند الطفولة.
أما نسبة انتشار الاضطرابات المتعلقة بالأعراض الجسدية تتراوح بين 5 % و7 %، ولكن نسبة الأعراض الجسدية التي قد تكون مرتبطة بالأمراض النفسية عموما فهي تفوق ذلك؛ لأن هذه الأعراض قد توجد مع تشخيص أمراض نفسية أخرى مثل أمراض القلق، الاكتئاب، الوسواس، أو الأمراض الذهانية، أو قد تكون مرتبطة بمرض عضوي ما يعاني منه المريض.
ما أكثر الأعراض التي يشكو منها المصابون بهذا النوع من الاضطراب؟
يعتمد ذلك على الفئة العمرية والبيئة التي يعيش فيها الشخص، ولكنها عموما تتضمن الصداع، الآلام الجسدية مثل آلام العضلية وآلام المفاصل، ألم في الصدر، تسارع دقات القلب، الاضطرابات الهضمية وغيرها.
وأحيانًا قد تتضمن أعراضا شبيهة ببعض الأمراض التي تتطلب عناية كبيرة كأمراض السرطان، أمراض الجهاز العصبي أو أمراض القلب.
الأعراض قد تتضمن ألم في المفاصل، الصدر، وتسارع دقات القلب
هل يوجد علاج لمثل هذه الحالات؟
=علاج هذه الحالات يعتمد بشكل أساسي على التشخيص الدقيق، ولذلك من المهم جدًا عمل التقييم اللازم من قبل طبيب نفسي للتوصل للتشخيص المناسب. ومن ثم وضع الخطة العلاجية. ولكن عموما قد يتكون من علاج دوائي أو علاج نفسي. أو الاثنين معًا.
ما المضاعفات التي قد تصيب الإنسان عند الشعور بأعراض جسدية غير مبررة طبيًا، وكيف يمكن تفادي هذه المضاعفات؟
تتأثر حياة المريض بشكل ملحوظ من الناحية الصحية، المهنية، الاجتماعية والأسرية. وقد يصاب بالاكتئاب بسبب المعاناة ما يؤدي لزيادة العبء عليه. كما قد يؤدي عدم تشخيص المريض إلى إجراء الكثير من الفحوصات أو العمليات لا يحتاجها الشخص، ما قد يرهقه صحيًا أو ماديًا ويؤثر على أدائه في العمل.
ولذلك فإن الاستعانة بالطبيب النفسي للوصول للتشخيص وقبول المريض للعلاج يعد السبيل الأفضل لمنع هذه المشكلات وبالتالي عودة المريض لحياته الطبيعية.