لا علاقة لتطعيمات الطفولة بمرض التوحد
استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة د. عبدالهادي المحسن
إعداد: نورة بوحجي
مازالت تنتشر المزاعم والمعتقدات عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود علاقة وثيقة بين التطعيم وأمراض خطيرة مختلفة من بينها التوحد، بل وذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما عزوا حصول حالات وفاة نتيجة التطعيم، وعلى مدى سنوات حاول الأطباء والباحثون تفنيد المزاعم الخاطئة.
وفي هذا الصدد أكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور عبدالهادي المحسن أنه لا علاقة بين التطعيمات ومرض التوحد، إذ إن مرض التوحد ليس حديثا واللقاحات المستخدمة في مملكة البحرين تعتبر من أفضل التطعيمات من حيث الإنتاج وطريقة الحفظ للحفاظ على فعالية التطعيم.
ولفت إلى أن نسبة تطعيمات الأطفال في مملكة البحرين بلغت 99 %، كما نرى انخفاضا كبيرا بلغ أكثر من 90 % في نسبة الإصابة ببعض الأمراض كالدفتريا، الكبد الوبائي «ا» و «ب»، التيتانوس، الحصبة والحصبة الألمانية.
لا توجد علاقة بين التطعيم الثلاثي DPT والموت الفجائي
قدمت مملكة البحرين العديد من اللقاحات إلى الأطفال، إلا أنه في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن عدم مأمونية هذه اللقاحات وأنها قد تسبب التوحد، فما صحة هذا الحديث؟
لا صحة لذلك الحديث، إذ إن مرض التوحد ليس حديثا واللقاحات المستخدمة في مملكة البحرين تعتبر من أفضل التطعيمات من حيث الإنتاج وطريقة الحفظ للحفاظ على فعالية التطعيم، إضافة إلى أن تصنيع أي تطعيم يحتاج إلى 10 سنوات من البحث والدراسة والتحقيق ليعطى شهادة الاعتماد الصحية، ماعدا تطعيمات فيروس كورونا (كوفيد 19) وذلك لكون المرض جائحة عالمية إلا أنه صدرت الشهادة خلال سنة بصورة طارئة بعد أن اجتازت الاختبارات السريرية.
كما نؤكد أنه في حال كان إلى الوالدين والطاقم الطبي ثقافة بطرق العناية بالأطفال، فإنه يمكن تشخيص الطفل مبكرا في منتصف السنة الثانية من العمر.
هناك شائعات روجت بأن لقاحات التيتانوس والخنَاق والسعال الديكي سبب في متلازمة الموت المفاجئ للرضع، فما مدى صحة هذه الأحاديث؟
لا توجد علاقة بين التطعيم الثلاثي DPT والموت الفجائي - Cot Death. ولكن هناك احتمال التشنج بالتطعيم المذكور بنسبة 1 في 70000 تطعيم، إلا أنه في حال حدث ذلك، لا قدر الله، يعطى التطعيم القناوي DT فقط.
هل هناك إحصاء بشان نسبة التمنيع التي استطعنا الوصول لها في بعض الأمراض في مملكة البحرين؟ وما الأمراض التي استطعنا التغلب عليها بسبب اللقاحات؟
نسبة تطعيمات الأطفال في مملكة البحرين بلغت 99 %، كما نرى انخفاضا كبيرا بلغ أكثر من 90 % في نسبة الإصابة ببعض الأمراض كالدفتريا، الكبد الوبائي «ا» و «ب»، التيتانوس، الحصبة والحصبة الألمانية.
علينا الاستمرار في حملات التطعيم فبعض الأمراض مازالت موجودة بنسبة بسيطة
هل تحتوي التطعيمات على مادة الزئبق، وما أضرار هذه المادة؟
نعم تحتوي التطعيمات غير الحية على نسبة بسيطة من الزئبق، وذلك لحفظ المواد وزيادة قيمتها المناعية، وفي العام 1999 أوقفت مصانع التطعيمات الأميركية بضغط من وسائل الإعلام استخدام مادة الزئبق، إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت وجوب استخدامها في التطعيمات لكون المادة تطرح بعد التطعيم عبر الجهاز الهضمي.
هل هناك حاجة للاستمرار في أخذ اللقاحات للوقاية من الأمراض التي تم التخلص منها والسيطرة عليها ولم تعد موجودة في مملكة البحرين؟
نعم هناك حاجه للاستمرار؛ وذلك لاستمرار وجود هذه الأمراض بنسبة بسيطة خصوصا عند السفر إلى بلدان أخرى ترتفع فيها نسبة هذه الأمراض.
هل إعطاء الطفل أكثر من نوع من اللقاحات في وقت واحد يشكل عبئا على الجهاز المناعي؟
لا يشكل ذلك عبئا على الجهاز المناعي، إذ إن الأخير بإمكانه التعامل مع أكثر من تطعيم في نفس الوقت وقد ثبت ذلك بوجود أجسام مضادة مناعية وعدم حدوث تأثيرات جانبية أكثر في الجسم، هذا بالإضافة إلى أن دمج اللقاحات يزيد من نسبة أخذ التطعيمات والتقليل من كلفتها المادية واللوجستية.
هل يُفضل اكتساب المناعة بعد إصابة الجسم بالمرض أو اكتسابها عن طريق اللقاح؟
لا يفضل ذلك خصوصًا إذ كان المرض قويا وخطيرا مثل السحائي أو تسمم الدم، فإعطاء التطعيم قبل حدوث المرض أفضل بكثير، إذ إن القاعدة العامة هي منع الأمراض بشكل استباقي، والوقاية خير من العلاج.
منع الأمراض بشكل استباقي.. والوقاية خير من العلاج
خلال الفترة المقبلة سيطرح لقاح الانفلونزا الموسمية، فبماذا تنصح أولياء الأمور خصوصًا مع وجود تخوف من هذا اللقاح؟
ننصح كثيرا بأخذ التطعيم الدوري من عمر ٦ أشهر سنويا إلى جميع الفئات، خصوصًا ذوي المناعة المتدنية أو المصابين بمرض السكر وأمراض الرئة.
مع بدء مملكة البحرين بتطعيم الأطفال ممن هم في السن 12 بلقاح كورونا، ما نصيحتك لأولياء الأمور، خصوصًا في ظل استمرار تخوف البعض من اللقاحات؟
قرار إعطاء تطعيم (كوفيد 19) ما بين 12 و17 سنة كان بناءً على تجارب مختبرية واكلينكية على البشر، وأنا لا أشك أن التطعيم سيعطى إلى جميع الفئات العمرية مستقبلا للتغلب على المرض.