مرض التصلب لم يمنع "إنجازاتي"
علي تلفت
يمثل المهندس علي تلفت نموذجًا من المرضى الذين قرروا في لحظة ما أن يواجهوا المرضى ولا يخضعوا لنوبات آلامه وانتكاساته وهجماته، فهو صاحب «الإنجازات المتعددة».. لمدة 12 سنة وهو يعاني من مرض التصلب المتعدد لكنه يقول إنه بإنجازاته المتعددة تعايش مع انتكاسات المرض العديدة كالشلل وفقدان البصر وضعف الذاكرة والعديد من الانتكاسات الأخرى التي تصيبه بين الحين والآخر، فأصبح أول مهندس مدني في العالم مصاب بالتصلب المتعدد، وهو حاليًا يعمل مهندسا بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وكذلك له العديد من المشاركات في العديد من الجمعيات والأنشطة الاجتماعية، فهو عضو مؤسس للجمعية البحرينية لمرضى التصلب المتعدد، كما له عضوية مدى الحياة في جمعية المهندسين البحرينية وجمعية التدريب وتنمية الموارد البشرية.
يحدثنا تلفت فيقول «إن الإنسان هو دكتور نفسه وهو يعالج نفس»ه، ووجه رسالته للمرضى بأن يصادقوا المرض كما فعل هو من خلال عمله في مجالات عدة مثل مجال الصحافة بمختلف الصحف العربية، وله دور في مجال ريادة الأعمال بمملكة البحرين، ويضيف «مهما كانت المتاعب فالمشكلة الرئيسة عند البعض هي اتخاذهم المرض كعدو لهم، والحل الوحيد هو أن يصادقوا كل شيء».
ويوجه باقة شكر وعرفان لوزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف لمدى تفهمه حالته المرضية في العمل، كما يثني على دور الوزارة من خلال إشرافها على إنشاء المركز الخاص لمرضى التصلب المتعدد في محافظة المحرق الذي سيرى النور قريبًا».
ويتطرق إلى جوانب من سيرته فيقول «شاركت في الكثير من الجمعيات وكل واحدة لها قصة معي ولحظات جميلة عشتها فيها، وهذه الجمعيات وهبت لي شيئًا وأعطتني شيئًا، ففي جمعية الشعر الشعبي استمتعت كثيرًا بالعديد من الأمور وتعلمتها وأخذتها، وفي جمعية المهندسين، وفي جمعية البحرين لمرض التصلب المتعدد التي حاليًا أنا الأمين المالي لها، وتخدمني في الدفاع عن حقوقي كمريض وبقية حقوق المرضى، فعندما أصابني المرض وأنا من مؤسسي هذه الجمعية عاهدت نفسي بأن أكون علي المتعدد.. علي الذي يحمل العديد من الأفكار والأشياء».
لكن، ما أصعب مرحلة بالنسبة لعلي؟ يقول «في الجامعة حين كنت أدرس تخصص الهندسة المدنية، كان لا أحد يتفهم المرض ومن ظاهرنا الخارجي لا نبدو مرضى، ولكن المرض يجعلنا مشلولين ويسبب لنا انتكاسات سيئة في حياتنا، فعندما كنت في الجامعة أصبت بالشلل وفقدت البصر نوعًا ما، وتصلبت يداي وقدماي، وهذه الانتكاسات دائمًا تذهب وتأتي.. تعبت جدًا وتعثرت في دراستي، للأسف لم يكن الأساتذة يتفهمون تلك الظروف، ذهبت إلى ألمانيا لإلقاء محاضرة عن التصلب المتعدد، وعندما ذهبت رأيت مدى تفهمهم للمرضى هناك، في الجامعات لديهم محاضرات وامتحانات خاصة لهم، وعندهم فرص عمل خاصة، ولديهم اتحاد للتصلب المتعدد، هم متطورون وسبقونا في هذا المجال، كنت سعيدًا بإلقاء محاضرتي في ألمانيا».