+A
A-

نعيمة مهنا

هي‭ ‬ممرضة‭ ‬‭"‬رئيسية‭"‬‭ ‬خبيرة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬مرضى‭ ‬التصلب‭ ‬اللويحي،‭ ‬وهي‭ ‬ذاتها‭ ‬مصابة‭ ‬بالمرض،‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬أول‭ ‬المرضى‭ ‬المسجلين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1997‭. ‬تقول‭ ‬الممرضة‭ ‬نعيمة‭ ‬عبدالرسول‭ ‬مهنا‭ ‬متحدثة‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬المرضى‭ ‬åأغلبنا،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كلنا،‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬التوازن‭ ‬وانعدامه،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يقدرون‭ ‬وضع‭ ‬الموظفين‭ ‬المرضى،‭ ‬ويشكو‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬مرضانا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬مراعاة‭ ‬رؤسائهم‭ ‬لصحتهم‭ ‬ووضعهم‭ ‬والأعراض‭ ‬والآلام‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منهاò‭.‬

 

إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬والموظفات،‭ ‬كما‭ ‬تصف‭ ‬نعيمة،‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تنمل‭ ‬الأطراف،‭ ‬وكوني‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬وموظفة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعيق‭ ‬حركتي‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فيما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬والموظفات‭ ‬المرضى‭ ‬يجدون‭ ‬يدهم‭ ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬فجأة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬المزدوجة‭ ‬أو‭ ‬الغمامية‭ ‬أثناء‭ ‬الدوام،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬لا‭ ‬يركزون‭ ‬في‭ ‬أعمالهم،‭ ‬وأكرر‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تفهم‭ ‬رؤسائهم‭ ‬لمعاناتهم‭ ‬وآلالامهم‭ ‬التي‭ ‬تهاجمهم‭ ‬فجأة‭.‬

 

وتشير‭ ‬مهنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المرضى‭ ‬يتلقون‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬فالأدوية‭ ‬غالية‭ ‬الثمن‭ ‬وأقل‭ ‬سعر‭ ‬للدواء‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬دينار‭ ‬للعلبة،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬المرضى‭ ‬المقتدرين‭ ‬يتابعون‭ ‬العلاج‭ ‬بالسلمانية‭ ‬للكلفة‭ ‬العالية‭ ‬للأدوية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نستغني‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للمراجعة‭ ‬والاستشارة‭ ‬والعلاج،‭ ‬ولكن‭ ‬الدولة‭ ‬توفر‭ ‬للمرضى‭ ‬وتخفف‭ ‬ثقل‭ ‬التكاليف‭ ‬عليهم‭.‬

وتتجه‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مهم،‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬التوعية‭ ‬مطلب‭ ‬مهم‭ ‬وحيوي‭ ‬للمرضى،‭ ‬من‭ ‬تغذية‭ ‬وعلاج‭ ‬طبيعي‭ ‬ووقايتهم‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬شدة‭ ‬المعاناة‭ ‬حين‭ ‬يصاب‭ ‬المريض‭ ‬بالشلل‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬المشي‭ ‬إلا‭ ‬باستخدام‭ ‬العكاز‭ ‬للمسافات‭ ‬القصيرة‭ ‬والكرسي‭ ‬المتحرك‭ ‬للمسافات‭ ‬الطويلة،‭ ‬ودعني‭ ‬ألفت‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة،‭ ‬فحين‭ ‬تم‭ ‬تشخيصي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1997،‭ ‬سافرت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬للعلاج،‭ ‬وآنذاك،‭ ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬لا‭ ‬يصيب‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فوق‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬تغير‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬مرضى‭ ‬طلبة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬والجامعية،‭ ‬وزرنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬واكتشفنا‭ ‬إصابة‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬15‭ ‬سنة‭.‬

 

والحمد‭ ‬لله،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وعيا‭ ‬وتفهما‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أهالي‭ ‬المرضى،‭ ‬فنحن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬وطبقات‭ ‬مختلفة‭ ‬وثقافات‭ ‬مختلفة،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الوعي،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬المصابين،‭ ‬وفي‭ ‬السابق‭ ‬أيضًا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬توعية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والطبيبات‭ ‬الذين‭ ‬يبذلون‭ ‬جهدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع،‭ ‬ودعني‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬أهالي‭ ‬المرضى‭ ‬يعالجون‭ ‬مرضاهم‭ ‬بالمعاملة‭ ‬الطبية،‭ ‬فالحالة‭ ‬النفسية‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬أساس،‭ ‬فحين‭ ‬أصابني‭ ‬المرض‭ ‬ساندني‭ ‬زوجي‭ ‬ووقف‭ ‬معي‭ ‬وكان‭ ‬أطفالي‭ ‬صغارًا‭ ‬وقتذاك،‭ ‬وكنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أشرح‭ ‬لهم‭ ‬حالتي‭. ‬فأوصي‭ ‬الأهالي‭ ‬بضرورة‭ ‬تفهم‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬لمرضاهم،‭ ‬فهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭.‬