+A
A-

سمو الشيخ ناصر بن حمد

إعداد: سعيد محمد سعيد

تأخذنا إشارات مهمة طرحها ممثل جلالة الملك المعظم للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، في مارس من العام الماضي 2023، وفي غمرة الاحتفال بيوم الشباب البحريني الذي يصادف الخامس والعشرين من شهر مارس من كل عام، إلا أن مملكة البحرين تعيش ازدهارا كبيرا وملحوظا في جميع قطاعاتها بفضل رعاية ودعم ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للشباب البحريني، وإيمان جلالته بدور الشباب في بناء مستقبل البحرين.
كذلك، حين نعرج نحو استجابة شباب البحرين لنداء القلب والعقل الذي أطلقه جلالته، وساهم في تحفيز الشباب ليكونوا نماذج فاعلة في المجتمع، يضعها سمو الشيخ ناصر في موضع الإنجازات التي حققها شباب البحرين؛ كونها مقدرة لدينا ونفتخر بها، لندعو جميع شباب البحرين للتكامل والتكاتف واستثمار طاقاته للمساهمة في النمو المتسارع لمختلف القطاعات خصوصا الحيوية منها، وتأكيد العزم على المضي قدما في رعاية الشباب البحريني والوقوف إلى جانبهم وتلبية احتياجاتهم ودعم مشروعاتهم، والعمل على تمكين الشباب البحريني؛ حتى يتبوأوا مكانتهم الحقيقية، ويحققوا آمال البحرين وتطلعاتها في البناء والنمو والأمل.

جلالة العاهل المعظم أسس لاستثمار طاقات الشباب للمساهمة في النمو

قادة وشركاء أساسيون
في سياق تلك التعابير الموجزة والعميقة، يمثل يوم الشباب البحريني مناسبة وطنية مهمة في مسيرة مملكة البحرين؛ كونه يستحضر الدور المهم الذي يلعبه الشباب البحريني في صناعة مستقبل البحرين، كما أنه مناسبة لإبراز الإمكانات والمهارات الكبيرة التي يمتلكها شباب المملكة والتعرف على مبادراتهم وأفكارهم ومشروعاتهم، كونهم قادة وشركاء أساسيين في مسيرة البناء، فقد أثبتوا جدارتهم بما حققوه من إنجازات رسخت مكانتهم، وعززت الرهان على وعيهم.

روح الإصرار والتحدي
حينما أقر مجلس الوزراء في شهر نوفمبر من العام 2021 يوم 25 مارس من كل عام، مناسبة للاحتفال بيوم الشباب البحريني، فإن المعنى الأول هو التقدير للدور الذي تضطلع به شريحة الشباب في مسيرة النهضة البحرينية، على ضوء مبادرة سمو الشيخ ناصر المتعلقة بتخصيص يوم لتكريم المبدعين والمتميزين من الشباب البحريني واستعراض ما حققوه من إنجازات تعكس روح الإصرار والتحدي، وفي النسخة الأولى من الاحتفال التي صادفت التاريخ المحدد وهو 25 مارس من العام 2022، بدا واضحا اهتمام الدولة بمختلف قطاعات الحكومية والأهلية بإلقاء الضوء على أسهامات قطاع الشباب، ومنه انطلقت دلالات كبيرة أهمها تلك المكانة والاهتمام الذي يحظى به الشباب في مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يؤمن بأهمية دور الشباب وطاقاتهم المبدعة وتأثيرهم في استدامة مسيرة النماء الشامل، كونهم ثروة الوطن الحقيقة في الحاضر والمستقبل.

خطوات حقيقية ومؤثرة
ولو رصدنا واقع الشباب لنبحث عن مؤشرات تقدم، سنلحظ خطوات حقيقية ومؤثرة للاحتفاء بثمار التجربة البحرينية المتفردة في تنمية الشباب ورعايتهم اجتماعيا وعلميا ومعرفيا وصحيا وثقافيا ورياضيا، حتى أصبحت المملكة نموذجا رائدا ومتميزا بين الدول عبر اتخاذ خطوات حقيقية ومؤثرة ساعدت الشباب على الإنجاز والإبداع والابتكار، والارتقاء بطاقاتهم ومهاراتهم ليكونوا عنصرا فاعلا ومؤثرا في منظومة النهضة والازدهار.
فعلى مسار التميز والقدرة التنافسية، فإن جهود مملكة البحرين في الاهتمام بالشباب ترتكز في المقام الأول على المكانة الكبيرة التي يحظى بها شباب البحرين في فكر واهتمام جلالة الملك المعظم، حيث أكد في العديد من المناسبات اعتزازه بما تبذله الكوادر البحرينية الشابة من جهود في جميع مجالات الحياة والتنمية في المملكة، كما يحرص جلالته، على منح الشباب كل الفرص التي تمكنهم من الإسهام في جميع قطاعات العمل والبناء، وهو الأمر الذي وفر بيئة مثالية للشباب البحريني للانطلاق والتميز والقدرة على التنافسية، وساهم في رفع اسم وعلم مملكة البحرين عاليا في مختلف المناسبات والمحافل الإقليمية والدولية.

الإطار الفكري والعملي
هنالك جانب آخر، يربط بين الإطار الفكري والعملي، ومما لا شك فيه فإن مملكة البحرين تحرص في كل استراتيجياتها وخططها للنهوض بالشباب على المزج بين الإطار الفكري والعملي، إذ تهتم في المقام الأول ببناء الشباب وتنشئتهم على قيم المواطنة والانتماء الوطني وتعميق إحساسهم بالمسؤولية الوطنية، كما تعمل على صقل مهارات الشباب وتسليحهم بأحدث المعارف والعلوم وتوفير كل أحدث النظم التعليمية التي تساعد في تخريج أفواج من الشباب مؤهلين بروح العصر الحديث ولديهم الكفاءة على الانخراط في سوق العمل، دون تجاهل لأهمية تأثير الرياضة في بناء أجيال شابة لديها روح التنافس والرغبة في جعل البحرين في الصدارة بجميع الأنشطة والألعاب والرياضات.

أفكار للارتقاء بالعمل الحكومي
ونضرب مثلا نموذجيا، فبرنامج تنمية الكوادر الحكومية من أبرز ملامح الاهتمام بالشباب البحريني، وكذلك برنامج ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لتنمية الكوادر الحكومية، الذي يهدف إلى استقطاب الطاقات البحرينية الشابة في القطاع العام وإعدادها لاكتساب المعارف والمهارات والسلوكيات القيادية وتدريبهم، أضف إلى ذلك، برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، الذي يفتح الأبواب أمام الشباب للتزود بالعلوم الحديثة في أعرق الجامعات في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مبادرة " فكرة" التي أطلقها سموه بهدف إتاحة المجال أمام شباب البحرين لتقديم أفكار جديدة ترتقي بالعمل الحكومي.

بيئة جاذبة للشباب
لقد حققت البرامج والمبادرات التي تقدم للشباب نقلة نوعية بارزة في محتوياتها وأفكارها ورسالتها وذلك بفضل استراتيجية تمكين الشباب التي وضعتها الحكومة ضمن أولويات برنامج عملها، وتقديم المبادرات التي ترتقي بالشباب وبمهاراتهم وقدراتهم ومشروعاتهم؛ ليساهموا في إنجاح المشروعات الوطنية في مختلف المجالات، كما وضع المجلس الأعلى للشباب والرياضة سياساته المستقبلية الرامية إلى تمكين الشباب والارتقاء بمشروعاتهم ودعمهم وبث روح الأمل في نفوسهم لبناء مستقبل شامل وواعد للشباب عبر تأمين بيئة جاذبة للشباب؛ ليقدموا طاقاتهم وإبداعاتهم وأفكارهم والعمل على تمكين الشاب البحريني وتسليحه بالعلم والمعرفة، ودعم مشروعاتهم في ريادة الأعمال، وترسيخ نهج وطني يبرز الكفاءات الوطنية الشبابية وتسليط الضوء على المنجزين، إضافة إلى اكتشاف وصقل وإبراز المواهب.

دعم وأهمية مضاعفة
تتبلور أبعاد "يوم الشباب البحريني" في الإنجازات الشبابية التي حققها شباب المملكة، والتي يصفها سمو الشيخ ناصر بن حمد في محافل عديدة، بأنها جاءت على قدر الدعم الكبير المقدم لهم، فكانوا خير سفراء لمملكة البحرين في مختلف المحافل، كما أن إنجازاتهم التي حققوها مدعاة للفخر والاعتزاز بشبابنا كونهم باتوا يقارعون أقرانهم من مختلف دول العالم، كما أن مبادراتهم ومشروعاتهم ساهمت في دعم مختلف القطاعات، علاوة على كونهم جزءا أصيلا في تنفيذ المشروعات الوطنية، الأمر الذي دفع في اتجاه منح مبادرات وبرامج تمكين الشباب أهمية مضاعفة وسط الدعم والاهتمام بتقديم المبادرات الحكومية التي تساهم في تطوير قدرات ومهارات الشباب.


إيمان جلالة الملك
كل ما تقدم يعطي دلالات كبيرة، إلا أننا لو نظرنا إلى جوانب تفردت بها مملكة البحرين، ستأتي جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الصدارة، فهذه الجائزة العالمية تأتي تعبيرا عن إيمان جلالة الملك المعظم، بقدرة الشباب على قيادة بلدانهم والعالم نحو مستقبل مشترك أفضل يسوده السلام والازدهار لجميع الناس، وذلك على النحو المتصور في الخطة الأكثر طموحا لتحويل عالمنا نحو مستقبل أفضل، ألا وهي خطة التنمية المستدامة للعام 2030، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الجائزة تحتفي بمساعي الشباب ليصبحوا مواطنين فعالين ومنتجين يساهمون في رفعة مجتمعاتهم وبيئتهم، وكذلك المؤسسات التي تعمل على تحسين البيئة المواتية والبنية التحتية للشباب لإحداث تأثير، على صعيد جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتشمل الجائزة فئتين رئيستين، إحداهما للعمل الشبابي والمنح والثانية للجهات التي تعمل على تمكين الشباب.


فرص اختيار المستقبل
وعلى المستوى الوطني، تمنح المملكة الأولوية للمبادرات الرائدة التي تساعد الشباب على تعزيز قدراتهم، عبر التدريب وبناء المهارات وتبادل الخبرات وزيادة فرصهم؛ من أجل اختيار مستقبلهم، فضلا عن المساهمة في رفعة المجتمع، وتقدم مملكة البحرين مجموعة من المبادرات في مجال تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم وهو ما ينبثق عن إيمان المملكة العظيم بالشباب كونهم محرك العمليات التنموية، كما أن هناك استثمار مستمر في الشباب، إذ يجسدون أملا في تحقيق رؤية 2030 وتطبيق توصيات أهداف التنمية المستدامة.

ختاما، فإن تكريم النماذج الشبابية المشرفة والاحتفاء بها، يتحول إلى مصدر إلهام وتحفيز لغيرهم من الشباب على الاجتهاد والمبادرة، وإبراز طاقاتهم الخلاقة والمبدعة، في كل ما يسهم في تعزيز المنجزات والمكتسبات الوطنية، ويعد الاحتفال تتويجا لجهود النهوض بواقع ومستقبل الشباب البحريني وتنميته؛ حتى يكون مواكبا لروح العصر.