+A
A-

السياحة في رمضان.. اكتشاف المغرب بطريقة مغايرة

ننصحك بزيارة المغرب ما بين شهري مارس وحتى مايو، أي الفترة الربيعية في المغرب، بأسعار معقولة وطقس ساحر، في حين يعد الصيف هو الموسم السياحي، لاسيما أنه يتزامن مع موسم العطلات المغربية، إذ ترتفع تكلفة الحجوزات بشكل قياسي. أما الذروة السياحية فتكون في شهر يوليو، إذ يصبح إيجاد فندق بغرف متاحة للحجز أمر بالغ الصعوبة فيه، فكل الفنادق والبيوت تحجز بالكامل، لكن إذا كنت محظوظًا، فستتمكن من حجز غرفة فندقية مع بركة سباحة في هذا التدفق السياحي المهيب. وإن كنت ترغب بزيارة المغرب بعيدًا عن مواسم الحشود السياحية وبأقل تكلفة ممكنة، فستكون فترة الشتاء مناسبة لك خصوصا شهر ديسمبر، إذ تقول إحدى الأساطير إن كل شيء يتوقف في الشتاء، وهذا طبعًا غير صحيح؛ فالمغرب يعج بالحياة طيلة أيام السنة.

إليكم أجمل 5 وجهات سياحية في المغرب...

مراكش.. المدينة الإمبراطورية

تعد مدينة مراكش واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية لدى زوار المغرب من جميع أنحاء العالم، وتشتهر مراكش بأنها واحدة من أكثر المدن الملونة والغنية تاريخيا في البلاد، كما أنها واحدة من أكثر المدن المغربية صخبا، وتشتهر مراكش بمبانيها الجميلة من الحجر الرملي، وأفنيتها الجميلة ذات اللون البرتقالي، وبأشجار المشمش والزيتون التي تزين المدينة، ولطالما كانت مراكش واحدة من الوجهات السياحية المفضلة لدى العديد من نجوم ومشاهير العالم، وسبق وأن زارها الكثير من نجوم ومشاهير العالم مثل البيتلز، رولينج ستونز، وحتى ايف سان لوران، الذي سافر إلى مراكش بحثا عن الراحة والإلهام.
من أشهر المعالم السياحية في مراكش ضريح السعديين، حدائق ماجوريل، ساحة جامع الفنا، وزوار المدينة غالبا ما يستمتعون أيضا بالذهاب إلى الحمامات المغربية التقليدية، والتجول في الحدائق المورقة الجميلة في المدينة.

مكناس.. تراث ومزيج من الحداثة والقدم

مكناس مدينة فريدة من نوعها، وتعد واحدة من أفضل الوجهات السياحية في المغرب، لمن يرغبون في معرفة مزيد عن التراث الثقافي والحضاري للمغرب. في مكانس يمكنك أن تشاهد مزيجا مذهلا من الأبنية الحديثة والقديمة المجاورة لها، ومن أشهر الوجهات السياحية التاريخية التي يمكنك زيارتها في مكانس ضريح المولى إسماعيل، باب المنصور لعلج، ويمكنك أيضا زيارة متحف قصر دار الجامعي وهو قصر تاريخي بني في العام 1882، وأصبح حاليا متحفا تاريخيا تعرض فيه مجموعة رائعة من القطع الأثرية. وعلى النقيض من مراكش، فإن مكناس من الوجهات السياحية الأكثر هدوء والأقل صخبا، ولذلك فهي تسمح لزوارها بمزيد من الاسترخاء.

شفشاون

تشتهر بلدة شفشاون المغربية بأنها واحدة من أجمل الوجهات السياحية المغربية ومن أكثرها شهرة. شفشاون هي وجهة مثالية لوضع قائمة الرحلات الجوية الخاصة بك إلى المغرب؛ بفضل أبنيتها الجميلة والملونة بدرجات مختلفة من اللون الأزرق، ولديها الكثير لتقدمه لزوارها، خصوصا هواة التسوق ومحبي الحرف والصناعات اليدوية، حيث تشتهر البلدة بأنها موطن للأسواق التقليدية الرائعة، حيث يمكنك شراء الكثير من المصنوعات اليدوية والبطانيات المنسوجة. كما أن لشفشاون موقعها المميز بالقرب من سلسلة جبال الريف، التي يمكنك مشاهدتها في البلدة في مشهد مبهر.

 

فاس.. مدينة جميلة على ضفة "واد الجواهر

فاس هي مدينة مغربية جميلة أخرى عليك بزيارتها؛ لكي تتعرف على الكثير عن التراث الوطني المغربي، وتعد فاس واحدة من أقدم المدن المغربية، حيث بنيت على الضفة اليمنى لنهر فاس، الذي يطلق عليه السكان المحليون اسم وادي فاس، وعرف تاريخيا باسم وادي الجواهر في العام 789 ميلادي، وتشتهر مدينة فاس بأنها موطن للكثير من المعالم التاريخية، منها أبواب مدينة فاس وأشهرها باب الفتوح، باب الخوخة، باب المحروق، باب الحديد، وفندق وسقاية النجارين، حيث يمكنك مشاهدة الزخارف والنقوش الجميلة التي تجمع ما بين الهندسة المعمارية الفاسية وبداية الفترة العلوية، وكذلك دار البطحاء، وهو أحد القصور الملكية ، وأصبح حاليا متحف جهوي للفنون والعادات، والبرج الشمالي، وهو حصن تاريخي يوجد في شمال فاس ويشتهر بتصميمه المميز، المستوحى من القلاع البرتغالية التي تنتمي للقرن السادس عشر الميلادي، وأصبح البرج الشمالي حاليا متحفا للأسلحة.

 

أمور تميز المغرب عربيا في رمضان

في المغرب، لا يختلف الأمر كثيرا عن باقي دول شمال إفريقيا ذات الغالبية المسلمة، ولا عن دول المشرق العربي، خصوصا إبان الاستعدادات التي تجعل من أسواق كل هذه البلدان متشابهة بل ومتطابقة في غالبيتها، وتكون الاختلافات فيها معدودة، ليصبح التميز متعلقا بالطقوس والعادات التي دأب كل شعب على ممارستها بالشهر الفضيل. فيما يلي أمور تميز المغرب عن غيره من البلدان العربية في شهر رمضان:

"مبروك العواشر"
من هذه العادات، ترديد عبارة "مبروك العواشر"، التي دأب المغاربة على استعمالها لتهنئة بعضهم البعض عند حلول شهررمضان، ويتم ترديدها كثيرا منذ أواخر شهر شعبان، بالرغم من كون "العواشر" في الموروث الثقافي تعني الأيام العشر الأواخر من شهر الصيام فقط، لكن العبارة المستنبطة منها أصبحت تستخدم لتقديم التهاني بمناسبة حلول الشهر الكريم، وأيضا في مناسبات دينية أخرى، كعيد المولد النبوي.

ليلة القدر
تبادل الزيارات بين العائلات في هذا الشهر الفضيل، هي عادة يحيي بفضلها المغاربة صلة الرحم فيما بينهم، ويستغلونها لقضاء سهرات عائلية تدوم إلى ما بعد وقت السحور، خصوصا عند التئام الأسر الصغيرة في بيت الجد والجدة، وهي العادة التي لا تختلف فيها أي منطقة مغربية عن الأخرى، من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها. ومن العادات التي وجدت لها مكانا وترسخت في التقاليد المغربية، الاحتفاء بليلة القدر المباركة، التي يحييها المغاربة ليلة السادس والعشرين من رمضان، وفيها يحظى الأطفال الصائمون باحتفالية جماعية في شوارع كل المدن المغربية، حيث يلبسون أزياء تقليدية ويرتدون حليا ثقيلة، وتركب الإناث منهم الهودج الخاص بالعروس، بينما يحتفى بالذكور على ظهور خيول سرجت وزينت، كما لو أنها خاصة بعريس الزمن.

الحريرة والشباكية والزميطة
ومثل باقي البلدان العربية، تتفنن كل الأسر في تحضير أطباق ومأكولات خاصة بشهر رمضان، إذ إن مجملها لا تظهر إلا فيه، ومما يجعل مائدة الإفطار المغربية خاصة، تنوع المأكولات المزينة لها بين المالحة والحلوة، كشوربة "الحريرة"، وحلوى "الشباكية" وأكلة "الزميطة"، وأنواع كثيرة من المعجنات والمكسرات، بالإضافة إلى أنواع العصائر والمشروبات.