أحترم كل وجهات النظر المختلفة لكنني واثقة وليس متشددة
هناك الناخب الذكي.. والمصدوم.. والمترقب للمكاسب.. ومن ينتظر إنجازات النائب مريم الصائغ
للوهلة الأولى حين تراقبها في مكتبها، سواء مع فريق العمل أو مع المواطنين من ناخبيها أو زوار مكتبها، لن تغفل على الإطلاق ملامح الجدية التي تكتسي وجهها وحديثها، لكن في ذات الوقت، تعتلي محياها تلك الابتسامة وتتلفظ بكلمات الترحاب حينًا والاعتذار عن التأخر حينًا، وتتصفح رسائلها الورقية والإلكترونية وتسترجع ما دونته من أفكار حتى أثناء سيرها في طريقها سواء إلى مكتبها أو إلى قبة البرلمان.
عموما، لم يفاجئ السؤال الاستفزازي النائب مريم الصائغ حين سألناها: "كيف تنظرين إلى خيبة أمل الكثير من الناخبين ونحن في دور الانعقاد الأول؟" لتجيب بكل هدوء: "ليس الأمر غريبًا أو مستهجنًا، ولا علاقة للأمر بدور الانعقاد الأول أو الأخير، بل هو مرتبط بما يمكنني أن أصفه بكثرة الملفات والموضوعات التي يتطلع المواطنون لإنجازها وترجمتها على أرض الواقع كمكتسبات تلبي تطلعاتهم، ولأن الأمر كذلك، تختلف ردود فعل الناس، فمنهم من يقدر الوضع بدراية، ومنهم من يتعجل في إصدار الحكم، ومنهم من لا يكترث وربما هناك فئات أخرى، لكن دعني أقول جازمةً أيضًا إن الناخبين.. عموم المواطنين في كل الدوائر، ليسوا على مسافة واحدة، وكوني نائبا يلزم أن أكون على مسافة واحدة مع الجميع لأنك وأنا وغيرنا نعلم بأن هناك الناخب الذكي، وهناك المصدوم، وهناك المترقب للمكاسب وهناك من ينتظر إنجازات، ولا شك أن الكل ينتظر الإنجاز بمن فيهم نحن في السلطة التشريعية، وكذلك الحال مع السلطة التنفيذية، فالتجربة البرلمانية، مهما كانت محطاتها، بنجاحها وفشلها.. بقوتها وضعفها.. بأثرها وتأثيرها، نريد لها ومنها جميعًا أن تلبي الطموح سواء من ناحية التشريع أو الرقابة أو حتى الخدمات والمكتسبات التي تلامس حياة المواطن اليومية.
أكرر: سنواصل العمل بكل قوة
حياة المواطن اليومية، كما تشيرين أم طلال، تعني ملفات ثقيلة، هل تستوعبها قبة البرلمان؟
لم لا؟ أيًا كانت تلك الملفات، وأنا في الحقيقة أتكلم عن نفسي وعن فريق العمل معي وعن ناخبي دائرتي، لا نخضع للإحباط طالما نحن نؤمن بأن التوكل على الله سبحانه وتعالى والعمل بإخلاص مهما كانت العوائق لابد أن يؤتي ثماره، ثم لا تنس أن هناك عوامل كثيرة قد يلزم أن نضعها في اعتبارنا ونحن نخطو أي خطوة وهل ستكلل بالنجاح أم سنخفق فيها. لكنني أكرر مرارًا وتكرارًا: سنواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وقدرة لأجل أن نحقق ما طرحناه في برامجنا الانتخابية، أضف إلى ذلك أن الدولة أيضًا لها مرئياتها التي تتمحور على التطوير والتقدم في كل شؤون الحياة، وعلى رأسها تحسين معيشة المواطنين، وهذا ما يؤكده عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله، وما نلمسه في الحقيقة من تعاون وتجاوب كثير من الوزراء والمسؤولين، ونتمنى أن يوفقنا رب العالمين فيما نقوم به من عمل.
نتعلم كل يوم
وفق كل ذلك، قد تثير بعض المقولات والمواقف التي تنقل من قبة البرلمان إلى الإعلام ووسائل التواصل حنق الناس وغضبهم وردود فعلهم الشديدة، كيف الحال؟
ونحن في بداية عملنا والمشوار لن يكون سهلًا، لن أقول إننا نفتقر للتجربة، لا.. فنحن أبناء المجتمع، ثم ان التجربة البرلمانية ليست وليدة اللحظة، بل هي مستمرة منذ أكثر من عقدين من الزمان، إلا أننا نتعلم كل يوم. أما المواقف والمقولات المثيرة للجدل فلها منافعها أيضًا من وجهة نظري، وصدقني أن تلك المواقف دروس كما قلت وتضعك أمام حقائق أو توضح لك بعض الأمور، ولهذا أقول إن لها منافع وأولها: قبول أو رفض المجتمع، أي أن بعض ما يطرح تحت قبة البرلمان وينتشر بين الناس سيضيف إليك الكثير من الخبرة والمعلومات سواء بالنسبة للطرف الرافض ورأيه، والطرف المؤيد ورأيه، وأنا أعترف بكل صراحة.. يأسرني سحر الناس، أعني سحر التعامل والتفهم والتجاوب وكذلك التوجيه والإرشاد، فحين تجد من يقدم لك العون والدعم لتسير البوصلة في الاتجاه الصحيح فهذا يعني أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع واعية ومثقفة ومتعلمة وتريد تحويل أي موقف غير موفق إلى رؤية جديدة نستلهم منها أفكار عمل، وهنا بيت القصيد.
بالنسبة لانعكاسات التلقي
بيت القصيد ربما يقود البعض لأن يقولوا: "النائب مريم الصائغ متشددة.. مغرورة.. شايفة روحها"، وهذا قد يسوؤك أليس كذلك؟
أحترم كل وجهات النظر بلا ريب، وحتى المختلفة معي، فأنا أمثل كل مواطن مهما كانت منطقته أو وجهة نظره أو رأيه في موضع ما، لكنني لست متشددة، بل لي مساحة الرأي الخاصة بي.. ربما لا تتفق أو تتفق معي فيها، لكن لك رأيك المحترم ولي رأي الذي يلزم أن يحترم أيضًا، فلم أعتد أن أطرح رأيًا إلا وأنا مؤمنة وواثقة، أما بالنسبة لانعكاسات التلقي وردود الفعل.. أي تلقي الناس لهذا الموقف أو ذاك، فلكل رأيه أيضًا، ونحن النواب علينا أن نتقبلها بصدر رحب.. نعتذر إن لم نوفق، ونعبر عن التقدير للجميع إن وفقنا.
لا يعني أن نكون أسارى
يبدو أن الفئة الأكبر من الناس أصيبت بخيبة أمل، بالطبع ليس ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي هو المقياس، إلا أن ما يدور تحت قبة البرلمان هو البرهان، فماذا تقول أم طلال؟
كما أشرت سابقًا بأن سحر الناس في تعاملهم وتفهمهم وثقافتهم ووعيهم يأسرني وهو موضع اعتزازي بلا شك، لكن اسمحوا لي أن أقول إنه على الرغم من الشعور بالإحباط بين كثيرين إلا أن هناك بارقة أمل يصنعها العمل، ولنفترض أن هناك خطأ وقع أو أن موقفا لم يتم قبوله أو خطوة لم تنل حظها من النجاح، فهذا لا يعني أن نكون أسارى ومقيدين في إطار ما تم وجرى، بل نواصل العمل ونسعى ونبذل ما نستطيع من جهد والله ولي التوفيق.
