يسدل الستار في جبال الألب الفرنسية
الأسطورة مايكل شوماخر...
في يناير من العام 2014، وبمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد الخامس والأربعين لأسطورة الفورمولا وان سائق فيراري مايكل شوماخر، تم طرح هاش تاق #red4schumi على منصة التغريد "تويتر" التي حثت على ارتداء ملابس حمراء هي ألوان خذوة "تشومي"، بعد أن دخل في غيبوبة في حادث التزلق بجبال الألب الفرنسية في شهر سبتمبر أيلول 2013.
في ذات الفترة، دعا فريق فيراري الذي حقق معه شوماخر 5 بطولات عالمية متتالية بين الأعوام من 2000 إلى 2004.. دعا محبيه إلى وقفة صامتة خارج المستشفى، وبالنسبة لشيء يستخدمه بشكل نمطي من قبل أولئك الذين لديهم أزرار لوحة مفاتيح أكثر من المعنى، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا للغاية منذ تعرض مايكل شوماخر للحادث، ومكث في مستشفى غرونوبل في فرنسا، واستخدم الجميع، من زملائه ومنافسيه إلى الملايين من المتابعين والمعجبين، منصة تويتر للتعبير عما يعنيه مايكل شوماخر لهم، وبهذا تناثرت أطيب التمنيات على الفضاء الإلكتروني، بينما استعاد أنصاره ذكريات أفضل لحظات مسيرة الألماني في الفورمولا وان التي استمرت 21 عامًا، ورسموا صورة رمز دائم.
الدافع موجود.. بالشغف
"بعد وفاة راتزنبرجر وسينا في إيمولا، فكرت في الاستقالة.. موتهما جعلني أتساءل :ما الذي تعنيه الفورمولا 1 بالنسبة لي، لكن أقول، لا تعتقد أبدًا أن النجاح يرجع إلى أدائك فقط! إذا بدأت في الاستماع إلى نفسك فقط، فخذ الخطوة الأولى للخلف نحو الأسفل، فزهور النصر تنتمي إلى العديد من المزهريات، لكن بمجرد أن يصبح الشيء شغفًا، يكون الدافع موجودًا، لهذا، لا يمكنني حقًا تخيل الحياة من دون الفورمولا وان".
إنه الأسطورة مايكل شوماخر، الأكثر نجاحًا على الإطلاق، فهو أفضل سائق في تاريخ الفورمولا وان، وأفضل سائق فيراري على الإطلاق.. وليس المؤلف كريستوفر هيلتون هو الوحيد الذي كتب عن حياة مايكل شوماخر، بل هناك الكثير من الكتب والأفلام الوثائقية، فهو والراحل إيرون سينا، أعظم بطلين عرفتهما الفورمولا 1 على الإطلاق، لكن تحديد من كان الأفضل من بين الاثنين يعتمد على الذوق الشخصي، وهو ربما ليس مهمًا.. لقد كانت حلبة سبا - فرانكورشان الساحرة مسرحًا للعديد من الإنجازات، منها الخطوات الأولى للألماني مايكل شوماخر على حلبات الفورمولا واحد في العام 1991 وما زال صدى هذه البدايات يتردد في الـ "أردين"... كان ذلك قبل 30 عامًا. وقد أثار الشاب مايكل شوماخر عقب تألقه في فورمولا فورد 1600 انتباه رجل الأعمال الغني ويلي ويبر الذي كان يمتلك أيضًا فريقًا يشارك في بطولة ألمانيا لسباقات فورمولا 3، هو "دبليو تي أس موتورسبورت". وبعدما أخضع الشاب الصغير لتجربة خلف مقود إحدى سياراته أحادية المقعد، أدرك ويبر على الفور أنه أمام جوهرة نادرة ووافق سريعًا على تمويل مسيرة هذا السائق مقابل نسبة من الأرباح.
مع يوخن ماس بالعام 1990
ويمضي الوقت، وبعد أشهر عدة، أسس مدير قسم الرياضة في مرسيدس يوخن نيرباش فريقًا للسائقين الناشئين من أجل تحضيرهم لسباقات التحمل، وتحديدًا لبرنامج في الفورمولا واحد، وفي العام 1990 كان شوماخر يشارك في فورمولا 3، إضافة إلى سيارات المجموعة "سي" خلف مقود سيارة بروتو ساوبر مرسيدس سي 11 مزودة بمحرك "في 8" سعة 5 ليترات تيربو (شاحن للهواء) بقوة 730 حصانًأ، إلى جانب زميله صاحب الخبرة الكبيرة يوخن ماس.
وبعد عام، قرر شوماخر أن ينغمس أكثر في سباقات التحمل، وبعدما شارك في سباق 24 ساعة في لومان، حيث خاض منافسات أحد سباقات بطولة فورمولا 3000 في سوغو اليابانية، حيث حل ثانيا، وأدت هذه النتيجة إلى اهتمام العديد من الفرق للحصول على خدمات الألماني، على غرار فوتوورك وتيريل في الفورمولا واحد، فتقدما بعروض لضمه إلى صفوفهما، غير أن ويبر مدير أعمال شوماخر رفض أن يتخلى عن لؤلؤته.
ولد شومي في 3 يناير 1963 في مدينة هويرت - هرمويلهايم في ألمانيا، لكنه اختار سويسرا أرضًا للعيش، وهو يعيش اليوم بالقرب من بحيرة جنيف، وتزوج مايكل شوماخر من كورينا في العام 1995، وأنجب منها ولدين هما جينا ماريا ومايك، وأول تجربة في سباقات "غو- كارت" تعود إلى العام 1983، وكان شوماخر حينها سائقا لسيارة فورمولا كونيغ، وحقق اللقب الأول بالعام 1984 بإحرازه البطولة الألمانية للكارت لفئة الصغار.
أول لقب في بلجيكا
انتقل مايكل شوماخر إلى الفورمولا وان في العام 1991، مع جوردان فورد ثم بينيتون فورد، وخاض 6 سباقات. ودشن أول ألقابه في جائزة بلجيكا على حلبة سبا فرانكورشان بالعام 1992، وانتظر حتى العام 1994 للفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا وان. وفي العام 1996، كانت النقلة الأهم بالانتقال إلى فريق فيراري، فاز شوماخر في 93 سباقا أولها في جائزة بلجيكا العام 1992 وتوج بطلا للعالم 7 مرات بالأعوام 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004، كما أنه انطلق 67 مرة من المركز الأول.
الموت السريري
أنهى شومي مسيرته في عالم الفورمولا وان بالعام 2006، وذلك باحتلاله المركز الثاني على مستوى العالم، ليسدل الستار على مسيرة حافلة بالألقاب والأرقام القياسية، ولم يحقق ما كان يريده من عودته بالعام 2010 مع فريق مرسيدس، وقام بإنهاء مسيرته في العام 2012، وكان ترتيبه السابع في سباق البرازيل والثالث عشر على العالم، وفي يوم 26 من سبتمبر العام 2013، تعرض لحادث مميت، أثناء ممارسة هواية التزلج في جبال الألب الفرنسية، وأسفر الحادث عن تعرض بطل العالم لموت سريري، بعد أن تلقى ضربة على رأسه، اضطرته للبقاء فترة طويلة في العناية المركزة وخوض عمليات جراحية، ألزمته باستخدام أجهزة تنفس للبقاء على قيد الحياة.
أحدث صورة للأسطورة
في الثلاثين من ديسمبر من العام 2022، نشر تشومي صورة على حسابه في الفيسبوك، كانت من بين مجموعة من الصور، لكنه بدأ فيها في حالة تأمل مغمض العينين، لتمتلئ التعليقات بعبارة واحدة تجمع الملايين: "أنت أسطورة ونحبك.. وستبقى كذلك".
