+A
A-

ياسين والتواضع

 

بقلم:  آلاء مشكور

 

كان ياسين ولد في التاسعة من عمره، كان مغرورا ومتكبرا جدا لا يحب المشاركة، مساعدة الناس، فعل الخير حتى مع تشجيع والديه.

قال الأب: «ياسين ما رأيك أن تأتي تساعدنا على تنظيف الحي مع باقي الجيران؟».

صاح ياسين: «لا أريد! لا أريد!».

وعندما يكون ياسين في الملعب مع أصدقائه يريد من الجميع أن يلعبوا على طريقته وقوانينه ويجب عليهم أن يدَعوه يفوز وإلا سيغضب كثيرًا.

ومع كثرة تصرفه هذا بدأ أصدقاؤه بالابتعاد عنه ورفض اللعب معه، «لماذا لا يريدون اللعب معي؟». فكر ياسين في نفسه، شعر ياسين بالوحدة.

عندما عرف أهله بما حصل قالت الأم «الغرور والتكبر يا ياسين شيئان ليس من المحبب أن يتصف بها الإنسان، يجب أن تعتذر من أصدقائك».

«ياسين! ستتأخر عن المدرسة» صاح والد ياسين.

في اليوم التالي، في طريقه للمدرسة لمح ياسين هرة صغيرة على جانب الشارع. لم يهتم ياسين في البداية لكن عندما رآها في نفس المكان عند عودته في نهاية اليوم الدراسي..

«هل هناك خطب ما في هذه الهرة؟» فكر ياسين في نفسه، بدأ ياسين بالاقتراب من الهرة، وعندما رأت الهرة ياسين وهو يقترب بدأت في المواء بأعلى صوت لجلب انتباهه أكثر «مياو! مياو!».

مد ياسين يده للهرة فبدأت الهرة بلعق يد ياسين.

« يبدو أنك عطشة» قال ياسين. أنزل ياسين حقيبته من على ظهره وأخرج قارورة المياه الخاصة به. سكب ياسين بقية الماء في علبة طعامه الفارغة.

بدأت الهرة بالشرب بسعادة، عندما أنهت الهرة الماء أطعمها ياسين من بقايا طعامه، شعر ياسين بسعادة غامرة وهو يساعد الهرة، فأصبحت عادة عنده إطعام الهرة عند انتهاء اليوم الدراسي.

عندما أخبر والديه عن الهرة وكيف أنه يطعمها كل يوم، «أحسنت يا بني» قال الأب، «بارك الله فيك» قالت الأم.. كانا فرحين جدا بإنجاز ولدهما وأخبراه أنهما يريدان مقابلة الهرة مع ياسين في المرة المقبلة.

«حسنًا أنا متأكد أنها ستحبكما كثيرًا» قال ياسين فرحًا، وهو يمشي مع أهله لمكان الهرة المعتاد. في

اليوم التالي تفاجأ ياسين باختفاء الهرة. بحث ياسين عنها في كل مكان لكنه لم يجدها.

«هل يمكن أنه حصل مكروه لها؟ أتمنى أن أكون مخطئا» فكر ياسين في نفسه وهو يبحث مرة أخرى.

كان أهله حزينين لحزن ياسين، فقرروا اصطحابه لمدينة الألعاب لإسعاده، قرب مدخل مدينة الألعاب كان ياسين متفاجئا لما رآه.. كانت الهرة!

لكن كان معها قطة أخرى تشبهها، «هل هذه أمك أيتها الصغيرة؟» سأل ياسين وهو يداعب الهرة، عرفت الهرة من كان هو فورًا، فكانت سعيدة جدًا للعب مع ياسين مجددًا.

عندما انتهى ياسين من اللعب مع الهرة وأمها ودعها مرة أخيرة، استمتع ياسين جدًا وكان سعيدًا لأنه اطمئن على الهرة.

تعلم ياسين درسه عن التواضع، فاعتذر من أصدقائه ووعدهم أنه لن يصبح مغرورًا مجددًا، سامحه أصدقاؤه والآخرون أيضا، ولم يكن ياسين أكثر سعادة من قبل.